في خطاب صريح، والدة رهينة قتيل تقول للمبعوثين الأجانب أن بإمكانهم تحرير الرهائن
بحضور رئيس الدولة ووزير الخارجية، أم الرهينة القتيل هيرش غولدبرغ-بولين تكشف تفاصيل جديدة عن أسره وقتله، وتقول إنه عُثر عليه ووجهه مستند على وجه عيدن يروشالمي، ”الفتاة التي سُميت على اسم الجنة“

بحضور رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ ووزير الخارجية غدعون ساعر والسفير الأمريكي مايك هاكابي، قالت والدة الرهينة القتيل هيرش غولدبرغ-بولين لدبلوماسيين أجانب يوم الخميس إن لديهم القدرة على تأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة.
وقالت ريتشل غولدبرغ-بولين في كلمة مؤثرة ألقتها في حفل الاستقبال السنوي الذي أقامه هرتسوغ بمناسبة “عيد الاستقلال” للسلك الدبلوماسي الأجنبي في إسرائيل: ”هذا أمر ممكن تماما، طالما أن أصحاب السلطة قرروا أن ذلك يصب في مصلحتهم”، مضيفة ”لا تدعوا أحد يخبركم بخلاف ذلك“.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال يوم الخميس إن ”الانتصار“ على حماس، وليس عودة الرهائن، هو الهدف الأسمى للحرب في غزة، مما أثار غضب عائلات الرهائن.
جاء هذا الجدل بعد أن اتهمت عائلات الرهائن في الأيام الأخيرة نتنياهو بتخريب اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وحجب معلومات بشأن الرهائن الـ 59 المتبقين.
وتابعت غولدبرغ-بولين قائلة: “أنا انسان بسيط وعادي، لكنني اعرف أن لكل واحد منكم القدرة على المساعدة في تحقيق ذلك. وجودكم هنا ليس صدفة. أوه لا”.
وأضافت: ”ربما يكون السبب الوحيد الذي يدفعكم إلى القيام بذلك هو أنه عمل صالح ومقدس، وربما يكون أكثر عمل تقي تقومون به في حياتكم“.

وقالت: ”ويوما ما، عندما تتم دعوتكم للقاء ربكم، سيكون بإمكانكم أن تقولوا إنكم قمتم بفعل الصواب. لقد ساعدتم في إنقاذ هذه الأرواح المباركة التي تعاني في غزة في هذه اللحظة”.
كما كشفت غولدبرغ-بولين عن تفاصيل جديدة بشأن أسر ابنها، وكيف علمت هي وزوجها بوفاته.
وبدأت خطابها بالقول “اسمي ريتشل، وسأظل دائما والدة هيرش غولدبرغ بولين”. (الفيديو أعلاه)
وتابعت غولدبرغ-بولين، بينما جلس زوجها جوناثان إلى جانب هاكابي والسفير الإماراتي محمد خاجه، “سيظل هيرش دائما طفلي البكر. سيظل دائما ابني الوحيد. وسيظل هيرش دائما في الثالثة والعشرين من عمره“.
اختُطف غولدبرغ-بولين إلى غزة خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، بينما كان يختبئ في ملجأ بعد أن هرب من المسلحين الذين داهموا حفل “نوفا” الموسيقي بالقرب من كيبوتس رعيم.
تم إعدامه هو وخمسة رهائن آخرين على يد خاطفيهم من حركة حماس في أغسطس. وتم العثور على جثثهم وإعادتها إلى إسرائيل من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقالت غولدبرغ-بولين إن الرهينة أور ليفي طلب منها ومن جوناثان مقابلته في المستشفى بعد إطلاق سراحه في فبراير.

تم اختطاف ليفي وهيرش من نفس الملجأ في 7 أكتوبر، ونقلهما إلى غزة في نفس الشاحنة الصغيرة، اجتمعا مجددا بشكل مؤقت بعد 52 يوما في نفق تابع لحماس.
وأخبر ليفي عائلة بولين أن هيرش كان يتوجه إلى كل الرهائن في النفق كل يوم ويكرر لهم اقتباسا معدلا قليلا لفريدريك نيتشه قرأه في كتاب فيكتور فرانكل ”بحث الانسان عن المعنى“ – ”من يعرف السبب يمكنه تحمل أي شيء“.
وقالت ريتشل للسفراء والزعماء الدينيين والملحقين العسكريين المجتمعين: ”كان هيرش يردد هذه المقولة مرارا وتكرارا لنفسه ولجميع الرهائن المحتجزين معه. كان هيرش يشجع كل واحد منهم على التركيز على الدافع الذي يجعلهم يستمرون في التنفس. يستمرون في العيش في أعماق الجحيم الحقيقي على الأرض“.

بعد أن تم نقل هيرش إلى نفق آخر، كان ”كل رهينة، عدة مرات في اليوم، على مدار 437 يوما، أولئك المتبقين في النفق [الذي احتًجز فيه] أور يتلفتون إلى بعضهم البعض ويسألون بعضهم البعض: ما هو سببك؟“، كما قالت.
وأضافت: ”أصبح الأمر، كما قال، مثل الصلاة“.
في ليلة 31 أغسطس 2024 – اليوم 330 من أسر هيرش – استدعى جون ريتشل إلى غرفة نومهما، حسبما قالت ريتشل، وأخبرها أنه شاهد شائعات على الإنترنت تفيد بأنه تم العثور على جثث ستة رهائن في نفق في غزة، وأن هيرش كان أحدهم.
أعطاها جون كتاب المزامير الذي تحتفظ به على طاولة السرير، وقال لزوجته: ”حان وقت الصلاة“.
وروت ريتشل أنهما قضيا الساعات السبع التالية في تلاوة المزامير، حتى جاء ضباط من الجيش الإسرائيلي وعميل من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والسفير الأمريكي جاك لو إلى منزلهما في الساعة الرابعة فجرا ليبلغوهما بالخبر المفجع بأن هيرش قد قُتل.

كان هو والرهائن الخمسة الآخرون محتجزين في نفق على عمق 20 مترا تحت الأرض، بلغ ارتفاعه 1.6 مترا وعرضه 60 سنتيمترا فقط. لم يكن فيه كهرباء أو صرف صحي.
وقالت رايتشل إن هيرش، الذي بلغ طوله 1.85 مترا، كان يزن 53 كيلوغراما فقط. تم العثور عليه جاثيا على ركبتيه، ووجهه مستند على وجه عيدن يروشالمي، التي قالت ريتشل إنها ”فتاة سميت على اسم الجنة“.
وحثت ريتشل الحضور على “استعادة الرهائن. هذا هو سببك يا إسرائيل”.
في ختام كلمتها، توجهت السيدة الأولى ميخال هيرتسوغ إلى ريتشل وعانقتها، بينما صافح خاجة جون وقدم له تعازيه.