في خطابه بمناسبة يوم ذكرى الهولوكوست، الرئيس الأيرلندي يندد بـ”الخسارة المروعة للأرواح” في غزة، ويثير الاحتجاجات
الجالية اليهودية كانت قد طلبت من هيغينز عدم تسييس الحدث؛ متظاهرون يديرون ظهورهم للرئيس الأيرلندي، وتم إبعاد شخص واحد على الأقل من الحدث

وقف اليهود الأيرلنديون احتجاجا يوم الأحد عندما استخدم رئيس البلاد خطابه في مراسم يوم ذكرى الهولوكوست الدولي للتنديد بحرب إسرائيل مع حماس، منددا بـ “الخسارة المروعة في الأرواح” في غزة.
وتم إبعاد متظاهرة واحدة على الأقل بالقوة لأنها أدارت ظهرها للرئيس الأيرلندي مايكل د. هيغينز وخرج آخرون من المكان. وأدان وزير الخارجية جدعون ساعر “استفزاز” هيغينز.
وقال هيغينز، الذي طلبت منه الجالية اليهودية الأيرلندية عدم تسييس الحدث الذي يحيي ذكرى مقتل ستة ملايين يهودي على يد ألمانيا النازية، إن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي لاقى ترحيبا من “أولئك في إسرائيل الذين ينوحون على أحبائهم، وأولئك الذين كانوا ينتظرون إطلاق سراح الرهائن”، فضلا عن “الآلاف الذين يبحثون عن أقاربهم تحت الأنقاض” في غزة.
وفي محاولة لللمقارنة بين قتل اليهود خلال الهولوكوست والحرب في غزة، التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل، قال هيغينز: “عندما يتم تقبل الحروب والصراعات أو تقديمها على أنها لا نهائية، فإن الإنسانية تكون خاسرة”.
“الحرب ليست من طبيعة البشر، بل التعاون هو من طبيعتهم”.
وأضاف أن زعماء العالم يجب أن يكونوا “على دراية تامة” بـ “الأفعال المتواطئة المتمثلة في الصمت أو التجاهل من جانب أولئك الذين سمحوا، بسبب لامبالاتهم، بالتخطيط للهولوكوست والإعداد له وحدوثه”.
ومن الجدير بالذكر أن أيرلندا حافظت على سياسة الحياد الرسمية طوال الحرب العالمية الثانية.
وانتقد ساعر خطاب هيغينز، وكتب على موقع “إكس” أن الرئيس الأيرلندي “فشل في الارتقاء ولجأ إلى الاستفزاز الرخيص والحقير”.

وقال وزير الخارجية “يا له من شخص حقير، يا لها من سياسة منحرفة”.
وأشار إلى أن “أكبر هجوم قاتل على اليهود منذ الهولوكوست جاء من قطاع غزة الجهادي”.
وقال ساعر إنه مع ذلك هيغينز “اختار أن يردد الدعاية الكاذبة المعادية للسامية التي تروج لها حماس، مما دفع اليهود، أحفاد الناجين من الهولوكوست، إلى الانسحاب من الحدث”.
The foul President of Ireland dragging criticism of Israel into his speech at a Holocaust memorial event. While Jewish ppl protest and are removed. If he wanted to connect the murder of 6 million Jews with Israel he could have talked about the survivors who built a country from… pic.twitter.com/Xq675w4Plb
— Heidi Bachram ????️ (@HeidiBachram) January 26, 2025
وذكرت قناة “آر تي إي” الإخبارية الأيرلندية أن بعض الحضور غادروا الغرفة احتجاجا على مشاركة هيغينز، بينما وقف آخرون وظهرهم له أثناء إلقائه كلمته.
وذكرت صحيفة “آيريش تايمز” أن عدة أشخاص، من بينهم امرأة إسرائيلية-أيرلندية، أخرجوا بالقوة من الغرفة أيضًا.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من الحدث قيام أفراد الأمن بسحب متظاهرة واحدة على الأقل إلى خارج الحدث.
The President of Ireland—as expected—used his address at a Holocaust Remembeance Day ceremony to attack Israel, in a shocking instance of Holocaust inversion.
Jewish protesters were violently removed from the ceremony.
What is going on in Ireland? pic.twitter.com/SbkXUJz2bE
— Hen Mazzig (@HenMazzig) January 26, 2025
وعندما تم الإعلان عن خطط هيغينز للتحدث في الحدث الشهر الماضي، قال بعض زعماء الجالية اليهودية في أيرلندا إنه كان اختيارًا “غير مناسب” لهذا الحدث، بسبب “عدم حساسيته الخطيرة تجاه اليهود الأيرلنديين”.
وأشار الحاخام الرئيسي لأيرلندا يوني فيدر إلى أن هيغينز رفض في مايو المخاوف الإسرائيلية بشأن تصاعد معاداة السامية في أيرلندا ووصفها بأنها “حملة للعلاقات العامة”، مما أدى إلى تنفير العديد من يهود البلاد.
وفي ديسمبر، أعلنت إسرائيل أنها ستغلق سفارتها في أيرلندا، مشيرة إلى “السياسة المتطرفة المناهضة لإسرائيل التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية”.
وكانت أيرلندا واحدة من أبرز منتقدي إسرائيل طوال الحرب في غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة، معظمهم من المدنيين.
في مايو الماضي، استدعت إسرائيل سفيرها لدى البلاد بعد أن أصبحت أيرلندا واحدة من ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي أعلنت أنها ستعترف من جانب واحد بدولة فلسطينية. ولم تستدع أيرلندا سفيرها لدى إسرائيل. وفي نوفمبر، أقر البرلمان الأيرلندي اقتراحاً غير ملزم يعلن أن “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية أمام أعيننا في غزة”.
وفي ديسمبر، صوت مجلس الوزراء الأيرلندي على الانضمام إلى القضية التي تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” خلال حربها مع حماس في غزة، والتي رفعتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العام الماضي.
إضافة إلى آراء الحكومة الأيرلندية وأفعالها فيما يتصل بالحرب، كشف تقرير نشرته الشهر الماضي مجموعة مراقبة التعليم IMPACT-se عن تشوهات عميقة فيما بخص الهولوكوست وإسرائيل واليهودية والتاريخ اليهودي في الكتب المدرسية المستخدمة في المدارس العامة الأيرلندية.
وفي غضون ذلك، رفع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في دبلن خلال عطلة نهاية الأسبوع أعلام منظمتي حزب الله وحماس، إلى جانب العلم الوطني الفلسطيني.
Hezbollah and Hamas flags proudly flying in Dublin. The country is turning itself inside out pic.twitter.com/LM4bgop8U3
— Jake Wallis Simons (@JakeWSimons) January 26, 2025
كما ظهرت في الصور الملتقطة من المظاهرة لافتات تتهم السلطة الفلسطينية بالتعاون مع إسرائيل.