إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

في خضم التوترات، متظاهرون يهود معادون للمسيحيين يستهدفون حدثا للسفارة المسيحية الدولية في القدس

في أعقاب إدانات واسعة لحادثة البصق في البلدة القديمة، عشرات النشطاء ينددون بتجمع بمناسبة عيد العرش يشارك فيه الرئيس ووزيرة المخابرات

العشرات من اليهود الحريديم ضد حدث نظمته السفارة المسيحية الدولية  بمناسبة عيد العرش، في ملعب بايس أرينا في القدس، 3 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/FLASH90)
العشرات من اليهود الحريديم ضد حدث نظمته السفارة المسيحية الدولية بمناسبة عيد العرش، في ملعب بايس أرينا في القدس، 3 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/FLASH90)

تظاهر العشرات يوم الثلاثاء أمام ملعب “بايس أرينا” في القدس، حيث كانت منظمة “السفارة المسيحية الدولية في القدس” تحيي ليلتها الإسرائيلية في إطار حدث سنوي تنظمه بمناسبة عيد العرش (سوكوت).

وجاءت المظاهرة في خضم ارتفاع في الحوادث التي تستهدف الكهنة والحجاج المسيحيين في المدينة – وبعد يوم من حادثة بصق فيها يهود حريديم على حجاج مسيحيين وتمت إدانتها على نطاق واسع.

وصرخ المتظاهرون، معظمهم فتية حريديم، على الداخلين إلى الملعب، زاعمين أن السفارة المسيحية الدولية في القدس هي منظمة تبشيرية، ورفعوا لافتة كُتب عليها “علينا أن نقف أقوياء كيهود يعتزون بيهوديتهم. بأمانة لأجيال”.

داخل الملعب، رقص المئات من المسيحيين الصهاينة من حول العالم – بما في ذلك من مصر وكوريا الشمالية وإيران والجزائر – وغنوا وأعلنوا عن حبهم لله ودعمهم لإسرائيل.

على الرغم من أن الوفود المجتمعة لم تتردد في إعلان إيمانها ومشاعرها تجاه إسرائيل، إلا أنه لم تكن هناك رسائل تبشيرية علنية من أي من المتحدثين أو في أي من مطبوعات السفارة المسيحية الدولية في القدس في هذا الحدث.

وقال المتحدث باسم السفارة المسيحية الدولية ديفيد بارسونز لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن منظمته “لم تشارك يوما في أي نشاط تبشيري في إسرائيل”، مضيفا إن “الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين نلتقي بهم يعرفون ذلك وقد رحبوا بنا بحرارة في عيد العرش مرة أخرى، خاصة وأن الأنبياء العبرانيين توقعوا منذ فترة طويلة وجود الأمم هنا في مهرجان الحج الفريد والمبهج هذا”.

ولم يتمكن أي متظاهر من التسلل إلى الحدث، الذي خاطبت خلاله وزيرة المخابرات غيلا غمليئيل الحشد.

وبعث رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ برسالة مصورة تعهد فيها بحماية حرية العبادة لجميع الأديان.

وقال هرتسوغ: “سنصر على حماية جميع الطوائف الدينية التي تشكل الفسيفساء الإنسانية الجميلة لبلادنا، وسنحمي كل موقع وزعيم ديني وإنسان من أي تعبيرات دنيئة عن الكراهية أو التعصب (…) هذا الالتزام يمس جوهر هويتنا كدولة يهودية وديمقراطية”.

كما ألقى بطل حرب “يوم الغفران” والوزير السابق أفيغدور كهلاني كلمة أمام الجمهور، وكذلك فعل أحد الناجين من المحرقة واللاجئين اليهود الأوكرانيين. وقام فنانون من ألمانيا وفيجي وإيران والفلبين بترفيه الزوار المفعمين بالحيوية، الذين سيسيرون عبر القدس بعد ظهر الأربعاء.

وزيرة المخابرات غيلا غمليئيل (الثانية من اليسار) وقادة السفارة المسيحية الدولية في القدس في حدث بمناسبة عيد العرش نُظم بالقدس، 2 أكتوبر، 2023. (Lazar Berman/The Times of Israel)

جلبت أول رحلة مباشرة على الإطلاق إلى إسرائيل لخطوط فيجي الجوية مئات الصهاينة المسيحيين من الدولة الجزرية في المحيط الهادئ إلى مطار بن غوريون قبل المهرجان الذي يستمر أسبوعا، والذي يتزامن مع عيد العرش كل عام.

وقعت احتجاجات أكبر وأكثر عنفا ضد النشاط المسيحي في القدس في يونيو، حيث تجمع العشرات من الفتيان والشبان داخل “مركز كلال” لاقتحام تجمع لليهود المسيانيين ومنعهم من حضور حفل موسيقي أقيم في مساحة للفعاليات في المبنى.

وقبل ذلك بأسابيع، قاد نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ مئات اليهود المتدينين الذين رددوا هتافات “عودوا إلى بيوتكم أيها المبشرون” بينما تجمع مئات المسيحيين بالقرب من الجزء الجنوبي من الحائط الغربي لأداء صلاة.

ويخشى المسيحيون الإنجيليون واليهود المسيانيون في إسرائيل من أن تتحول الاحتجاجات وغيرها من حلقات المضايقات الأخيرة في القدس إلى المزيد من العنف، حيث تكثف الجماعات اليهودية اليمينية المتطرفة المناهضة للتبشير أنشطتها ضدهم.

يوم الإثنين، صُورت مجموعة من اليهود الحريديم، من ضمنهم أطفال، وهم يبصقون باتجاه مصلين مسيحيين في البلدة القديمة بالقدس.

في مقطع فيديو نشره مراسل صحيفة “هآرتس” على الإنترنت، تظهر مجموعة من المسيحيين خلال خروجهم من كنيسة وهم يحملون صليبا خشبيا ويسيرون بجوار مجموعة من اليهود المتدينين الذين ساروا في الاتجاه الآخر. عندها قام عدد من اليهود بالبصق على الأرض في اتجاه المسيحيين أثناء مرورهم.

وقوبل الهجوم بإدانات واسعة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، بما في ذلك سياسيون من المجتمع الحريدي، الذين رفضوا فكرة أن البصق هو تقليد يهودي أو ضرورة دينية.

وبدا أن بعض الأشخاص في مقطع الفيديو هم قاصرون حريديم الذين بصقوا على المسيحيين بعد أن شاهدوا رجلا بالغا يقوم بذلك.

ولم تستجب البطريركية اللاتينية على طلبات للتعليق.

وتشهد البلدة القديمة في القدس ازدحاما بشكل خاص هذا الأسبوع خلال عيد العرش (السوكوت). حضر عشرات الآلاف من المصلين اليهود البركة الكهنوتية عند الحائط الغربي صباح الإثنين.

وكتب نتنياهو في تغريدة إن “إسرائيل ملتزمة تماما بحماية الحق المقدس في العبادة والحج إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان. أدين بشدة أي محاولة لترهيب المصلين، وأنا ملتزم باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضدها”.

وأضاف إن “السلوك المهين تجاه المصلين هو تدنيس للمقدسات وهو ببساطة غير مقبول. لن يتم التسامح مع أي شكل من أشكال العداء تجاه أفراد مشاركين في الصلاة”.

وفقا للشرطة في أغسطس، تم فتح 16 تحقيقا هذا العام، وتم تنفيذ 21 عملية اعتقال واحتجاز فيما يتعلق بالهجمات على المسيحيين.

يشكل المسيحيون الصهاينة كتلة قوية ومتنامية من الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم. وقد أدت جهودهم إلى تغيير مواقف الدول من إسرائيل، وجلبت التمويل والسياح إلى البلاد، ومولت الهجرة اليهودية ومشاريع إنسانية داخل إسرائيل.

محاولات تحويل اليهود إلى المسيحية تمس وترا حساسا في إسرائيل. لعدة قرون، كان مئات الآلاف من اليهود في أوروبا عرضة لتحول قسري للمسيحية مارسته الكنيسة الكاثوليكية – والكنائس الأرثوذكسية بدرجة أقل – تحت طائلة الطرد أو الموت.

اقرأ المزيد عن