في خضم أزمة خطوط السكك الحديدية، نتنياهو يحذر الوزراء من ’إفتعال المشاكل’
بعد اتهام يسرائيل كاتس بإثارة أزمة متعمدة من خلال إصداره أوامر بإجراء أعمال صيانة في محطات القطار أيام السبت، رئيس الوزراء يقول بأنه يتوقع التعاون الكامل من وزراء الحكومة

حذر رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو وزراءه بعدم الخروج عن الخط و”إفتعال مشاكل” صباح الأحد، بعد أن ترك الخلاف حول أعمال الصيانة في خطوط السكك الحديدية يوم السبت الركاب الإسرائيليين عالقين في إختنافات مرورية صباح الأحد وأثار أزمة في الإئئلاف الحاكم الحساس أصلا.
وقال نتنياهو في الجلسة الأسبوعية للحكومة الأحد إن “الوزراء يتم تعيينهم للمساعدة في منع الأزمات وحل المشاكل وليس لإفتعالها”. وتابع: “أتوقع التعاون الكامل من جميع الوزراء في هذا الشأن”.
تصريحات نتنياهو كانت موجهة إلى وزير المواصلات يسرائيل كاتس، الذي جلس إلى يسارة نتنياهو من دون إظهار أي تعابير خلال حديث رئيس الوزراء، لكنه أظهر ابتسامة على وجهه في لحظة معينة.
في نهاية الأسبوع، اتهم رئيس الوزراء ومقربون منه كاتس بمحاولة تنظيم “إنقلاب” من خلال إفتعال أزمة إئتلافيه بعد أن سمح بإجراء أعمال صيانة في خطوطة السكك الحديدية يوم السبت، وهو يوم الراحة اليهودي، مثيرا حفيظة حزبي الحريديم في الحكومة ومعرضا إستقرار الحكومة للخطر.
وقال نتنياهو إن “الأزمة لم تكن ضرورية على الإطلاق… هناك وضع راهن في دولة إسرائيل منذ سنوات عديدة؛ نحن نحترم ذلك. عندما ينبغي تنفيذ أعمال يوم السبت – يتم القيام ذلك… عندما لا تكون هناك حاجة لإجرائها يوم السبت – لا يتم القيام بذلك (…) لقد كان هذا المبدأ التوجيهي لدينا؛ وهذا هو المبدأ الذي سنواصل السير بحسبه”.
قرار نتنياهو الجمعة بوقف أعمال الصيانة في عدد من محطات خطوط السكك الحديدية يوم السبت في أعقاب ضغوط مارسها حزبا الحريديم في الحكومة أثار إنتقادات حادة من نواب في المعارضة واستياء آلاف الركاب في تل أبيب وحيفا الذين بدأوا أسبوع عملهم يوم الأحد بإختناقات مرورية حادة في الطريق السريعة وإلغاء مئات رحلات القطار.
يوم السبت، اتهم نتنياهو كاتس، وزير المواصلات في حكومته، بإثارة الأزمة الإئتلافية مع أحزاب الحريدم حول أعمال الصيانة في السكك الحديدية أيام السبت بشكل متعمد من خلال إصداره أوامر بإجراء أعمال صيانة في شبكة السكك الحديدية خلال نهاية الأسبوع، بحجة تجنب التأخير في حركة القطارات.
واتهم مكتب نتنياهو كاتس بمحاولة “تقويض العلاقة بين رئيس الوزراء والجمهور الحريدي، وكذلك للمس بسمعته في الرأي العام”.
وكان خلافا علنيا قد نشب بين نتنياهو وكاتس، وكلاهما من الشخصيات المؤثرة في (الليكود)، في الشهر الماضي وسط تكهنات حول منافسة محتملة على القيادة في الحزب الحاكم في الدورة الإنتخابية المقبلة. واستدعى نتنياهو كاتس إلى اجتماع بعد يوم واحد من قيام الأخير بالدفع بسلسلة من القرارات التي أضعفت مكانة رئاسة الحزب، التي يرأسها نتنياهو، من خلال سكرتارية الحزب.
سكرتارية (الليكود) هي الجهاز الداخلي المسؤول عن عمليات الحزب، بما في ذلك الموظفين والميزانية والمكاتب الإقليمية وجهود الحملة الإنتخابية، وكاتس هو رئيسها.
ونشب الخلاف بين الرجلين بعد أن أصدر نتنياهو الجمعة أوامر بوقف العمل في 17 مشروع من أصل 20 كان من المقرر تنفيذها خلال نهاية الأسبوع، بعد أن هدد حزبا الحريديم في الحكومة بإسقاط الإئتلاف إذا استمرت أعمال الصيانة يوم السبت.
العمل على المشاريع الـ -17 بدأ بدلا من ذلك ليلة السبت – بعد إنتهاء السبت اليهودية – واستمر يوم الأحد، وهو ما أدى إلى إلغاء 150 رحلة قطار على خط حيفا-تل أبيب صباح الأحد، ما أثر على ما يُقدر عددهم بـ -150,000 مسافر وراكب. ما زاد من حدة الأزمة في حركة السير هو عودة معظم الجنود يوم الاحد إلى قواعدهم بعد عطلة نهاية الأسبوع.
ليلة السبت، اتهم رئيس موظفي نتنياهو، يوآف هوروفيتس، كاتس بمحاولة تنفيذ “إنقلاب” ضد نتنياهو، وفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية. وقال هوروفيتس إن هذه “المناورة” السياسة تسببت بضرر متعمد للجنود وغيرهم من ركاب القطار.
وفقا لهوروفيتس، تعهد كاتس للأحزاب المتدينة بأنه لن تكون هناك أعمال غير ضرورية يوم السبت، بعد ذلك خلف بوعده كما يبدو وقام بالإعلان عن 20 مشروع زعم بأنه تم تنفيذها خلال نهاية الأسبوع.
وأضاف رئيس الموظفين بأن نتنياهو فعل كل ما في وسعه لتجنب تعطيل الركاب، وأمر بوسائل نقل بديلة للجنود ليلة السبت وصباح الأحد. وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء أمر وزارة المواصلات بزيادة عدد خطوط الحافلات في تل أبيب وحيفا للتعويض عن التأخيرات التي تسبب بها تعطيل خدمة القطارات.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.