في خرق للاتفاق، حماس لم تسلم إسرائيل معلومات عن وضع الرهائن الذين لم يتم الإفراج عنهم بعد
الحركة فشلت أيضا في إطلاق سراح الرهينة المدنية أربيل يهود قبل الجنديات، كما ينص الاتفاق بحسب القدس؛ إسرائيل تؤجل قرار السماح بمرور الفلسطينيين إلى شمال غزة

فشلت حركة حماس مساء السبت في تزويد إسرائيل بمعلومات عن وضع الرهائن المقرر إطلاق سراحهم في الأسابيع المقبلة، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
علاوة على ذلك، قالت إسرائيل إن حماس انتهكت أيضا شروط الاتفاق بفشلها في إطلاق سراح الرهينة المدنية أربيل يهود قبل الافراج عن الجنديات، اللاتي تم إطلاق سراح أربع منهن يوم السبت.
ردا على عدم إطلاق سراح يهود، قالت إسرائيل إنها ستؤجل السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة – وهو ما كان من المقرر أن يبدأ يوم السبت – حتى يتم ترتيب إطلاق سراحها.
كما يعني الإعلان أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من جزء من محور نتساريم كما كان مقررا. يقسم المحور غزة من الشرق إلى الغرب ويقسم جنوبها عن شمالها.
حتى الآن تم إطلاق سراح سبع رهائن من أصل 33 رهينة كجزء من المرحلة الأولى من الصفقة، في مقابل حوالي 300 أسير أمني فلسطيني. ووفقا لشروط الاتفاق، كان من المفترض أن تبلغ الحركة الفلسطينية إسرائيل بحلول نهاية يوم السبت بمن هم على قيد الحياة من بين الرهائن الستة والعشرين المتبقين على القائمة، والذين ينتمون جميعا إلى الفئة “الإنسانية” من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والمصابين.
لكن الحركة تجاوزت المهلة المحددة عند منتصف الليل، وأكد مسؤولون إسرائيليون أن القدس لم تتلق التحديث وحذروا من أن الفشل في ذلك يعد انتهاكا للاتفاق.
ربما يكون سبب عدم تقديم المعلومات انتقاما من حماس على قرار إسرائيل تأجيل عودة السكان الفلسطينيين إلى شمال القطاع. يوم السبت بعد أن أعلنت إسرائيل عن القرار، اتهمت الحركة القدس في بيان بـ”تأخير تنفيذ بنود وقف إطلاق النار”.
وقالت حماس “نحمّل الاحتلال مسؤولية أي خلل في تنفيذ الاتفاق وتداعياته على بقية محطاته”.
وتتهم إسرائيل حماس بانتهاك بنود الاتفاق بإطلاق سراح جنديات المراقبة الإسرائيليات – كارينا أرييف، ودانييلا غلبواع، ونعمة ليفي، وليري الباغ – يوم السبت، قبل إطلاق سراح الرهينة المدنية يهود. الاتفاق ينص على إطلاق سراح جميع المدنيات الأحياء قبل الجنديات.
يوم الأحد الماضي، تم إطلاق سراح المدنيات إميلي دماري ورومي غونين ودورون شتاينبرخر.

وعلى الرغم من أن يهود، البالغة من العمر 28 عاما، هي مدنية، فإن مصدرا في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي جماعة متحالفة مع حماس ويُعتقد أنها تحتجز الرهينة، قال لشبكة “الجزيرة” القطرية إنها جندية، وسوف يتم “الإفراج عنها وفقا لشروط الصفقة”.
وقالت حماس لقناة الجزيرة ووكالة “رويترز” يوم السبت إن يهود على قيد الحياة وستكون جزءا من الدفعة المقبلة من الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في الأسبوع المقبل، في الأول من فبراير.
وكانت إسرائيل قد أبلغت حماس في الأيام التي سبقت عملية إطلاق سراح الرهائن الأخيرة أنها تتوقع أن تكون يهود من بين المفرج عنهم. كانت يهود على قائمة الأشخاص المقرر الإفراج عنهم في الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023، لكن الصفقة انهارت قبل الوصول إلى مرحلة الافراج عن الدفعة الأخيرة من الرهائن.

وقالت مديرية المختطفين في مكتب رئيس الوزراء يوم الأحد إنها أطلعت عائلات الرهائن على أن حماس ارتكبت انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار: “لم يتم إطلاق سراح يهود بعد، ولم يتم تقديم القائمة التي تفصل حالة المختطفين في المرحلة الأولى بعد”.
وأكدت المديرية أنه نتيجة لذلك “تقرر عدم الموافقة على مرور الغزيين إلى شمال غزة”.
في الوقت نفسه، قال المديرية إن “جهودا كبيرة تُبذل مع الولايات المتحدة والوسطاء لتسهيل عودة أربيل”.

وأضافت “كان من المتوقع أن تضع حماس العقبات وأن تواصل مناورات الحرب النفسية على طريق تنفيذ الاتفاق. نحن عازمون على تأمين عودة جميع المختطفين، سواء الأحياء أو القتلى”، مضيفة أنها ستقدم تحديثات إضافية عندما يكون ذلك ممكنا.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم السبت إن إدارة ترامب “تواصل الضغط من أجل إطلاق سراح أربيل يهود من خلال قنوات التفاوض”.
مواصلة إغلاق محور نتساريم
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، سكان غزة من محاولة العودة إلى شمال قطاع غزة في الوقت الحالي، وقال إن التأخير في إعادة فتح المحور كان بسبب “خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل حماس” وقال للغزيين عبر منصة X إنه لن تتم إعادة فتح المحور “حتى تسوية تحرير المواطنة المدنية الاسرائيلية أربيل يهود بين الوسطاء وإسرائيل”.
ونصح أدرعي المدنيين في غزة باتباع التعليمات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي من أجل الحفاظ على سلامتهم.
في وقت متأخر من مساء السبت، عقد وسطاء في القاهرة محادثات لحل الخلاف حول محور نتساريم وعودة سكان غزة إلى شمال القطاع، لكن المحادثات انتهت دون التوصل إلى اتفاق، بحسب قناة “الحدث” السعودية.
ورغم التحذيرات المتكررة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بالامتناع عن الاقتراب من محور نتساريم أو محاولة العودة شمالا، أفادت وسائل إعلام فلسطينية السبت بمقتل شخص وإصابة نحو عشرين آخرين بعد أن أطلقت القوات النار عند اقترابهم من الطريق الرئيسي.

وشكك الجيش الإسرائيلي في دقة التقارير، قائلا إنه أطلق طلقات تحذيرية على عدة تهديدات يوم السبت، لكنها لم تكن تستهدف أفرادا.
وقال الجيش “نؤكد أنه حتى الآن، لا علم لنا بإصابة مشتبه بهم في إطلاق النار”.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، الذي دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير من المقرر أن تطلق حماس سراح 33 رهينة ضمن الفئة “إنسانية”، أحياء وأمواتا، خلال المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما، والتي ستفرج خلالها إسرائيل عن 1904 أسرى أمنيين فلسطينيين.
ومن المقرر أن تتضمن المرحلة التالية، إذا تم الاتفاق على التفاصيل، إطلاق سراح بقية الرهائن، والإفراج عن المزيد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، وتحقيق “الهدوء المستدام” في غزة، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

لا يزال 84 رهينة في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
ساهم جيكوب ماغيد في هذا التقرير.