في تناقض مع إعلان نتنياهو، غالانت يقول لأوستن أنه لم يتم تحديد موعد لعملية رفح – مصدر
وزير الدفاع: إسرائيل ما زالت تضع اللمسات النهائية على خطط الإخلاء؛ سوليفان يقول إن رئيس الوزراء لم يطلع الولايات المتحدة على موعد الهجوم، لكنه يشير إلى وجود فجوة بين تصريحات نتنياهو العامة وتلك التي يدلي بها وراء أبواب مغلقة

قال وزير الدفاع يوآف غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية يوم الاثنين إن إسرائيل لم تحدد موعدا لشن هجوم بري كبير في رفح، وهو ما يتناقض مع إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
وقال المصدر يوم الثلاثاء إن إسرائيل لا تزال تضع اللمسات النهائية على خططها لإخلاء ما يقارب من 1.5 مليون فلسطيني يحتمون حاليا في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة بعد فرارهم من مناطق القتال في الشمال، مؤكدا التقارير التي أورداها موقع “أكسيوس” وصحيفة “هآرتس”.
وجرت المكالمة بين وزيري الدفاع الأمريكي والإسرائيلي بعد ساعات فقط من إعلان نتنياهو في بيان مصور بالفيديو أنه تم تحديد موعد لعملية رفح.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين يوم الثلاثاء عندما سئل عما إذا كان نتنياهو أطلع واشنطن على خططه: “إذا كان لديه موعد، فهو لم يشاركه معنا”.
ومضى مساعد بايدن الكبير في كلامه للإشارة إلى أن نتنياهو “يدلي بتصريحات علنية [ولكنه] يتحدث معنا أيضا بشكل شخصي حول جوانب العمليات وتفكيرهم بشأن رفح بقدر كبير من التفصيل”، مشيرا إلى أنه غالبا ما يكون هناك تناقض بين التصريحات العلنية وتلك التي يتم الإدلاء بها وراء أبواب مغلقة.
وجاء في البيانين الصادرين عن الجانبين بشأن المكالمة بين غالانت وأوستن أن وزير الدفاع الإسرائيلي أطلع نظيره الأمريكي على آخر مناورات الجيش الإسرائيلي في غزة، إلى جانب الخطط المستقبلية.

وقد أعلن نتنياهو موافقته على الخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي في رفح أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين، ولكن لا يُتوقع أي هجوم في المستقبل القريب، خاصة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل يوم الأحد من خان يونس، مما أدى إلى تقليص وجود قواته في غزة. كان للجيش الإسرائيلي ما يقرب من 30 ألف جندي في غزة في ذروة الحرب، وانخفض العدد إلى عدة آلاف حتى قبل الانسحاب الأخير – وهو عدد أقل بكثير من الوجود المطلوب لتنفيذ عملية برية كبيرة.
وأشاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بالانسحاب العسكري الإسرائيلي من خان يونس، وقال يوم الثلاثاء إن الانسحاب “يخلق مساحة أكبر لتحرك السلع الانسانية في أنحاء غزة في لحظة حرجة حيث هناك أزمة انسانية حقيقية”.
وقال خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “إننا نرحب بفرصة نقل المزيد من الشاحنات داخل غزة وفي محيطها حتى يتمكن المدنيون الأبرياء من الحصول على الغذاء والماء والدواء وغيرها من الضروريات التي يحتاجون إليها”.
ويُعتقد أن أربع كتائب تابعة لحماس تتمركز في رفح إلى جانب أكثر من مليون مدني لجأوا إلى المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع بعد فرارهم من القتال في أجزاء أخرى من القطاع. ويُعتقد أيضا أن رفح هي المكان الذي يختبئ فيه قادة حماس، ربما مع الرهائن الإسرائيليين.
وقد أثارت الخطط لشن هجوم كبير هناك معارضة دولية شديدة، بما في ذلك من الولايات المتحدة. وبحسب تقارير، شهد مؤتمر عبر الفيديو عقد الأسبوع الماضي بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لمناقشة عملية برية محتملة للجيش الإسرائيلي في رفح، توترات واتهامات، حيث أعربت واشنطن عن شكوكها العميقة بشأن الخطط الإسرائيلية للعمل في المدينة.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون إن خطة إسرائيل لإخلاء ما يزيد عن مليون من غير المقاتلين في المدينة غير قابلة للتنفيذ.

ويتكهن بعض المحللين بأن تعهدات رئيس الوزراء المستمرة بشأن عملية رفح الوشيكة تهدف إلى الضغط على حماس في المفاوضات الجارية بشأن الرهائن، أو أنها تهدف إلى إلى استرضاء قاعدة ناخبي نتنياهو اليمينية التي تطالب بهجوم بري. وقد حذر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يوم الاثنين من انهيار الحكومة إذا أنهى نتنياهو الحرب دون عملية برية في رفح.
وتعارض واشنطن القيام بعملية كبيرة في رفح، وتقول إن إسرائيل تستطيع تحقيق أهدافها الحربية من خلال وسائل أخرى. وتقول إدارة بايدن إن الهجوم على رفح سيؤدي إلى أضرار جسيمة للمدنيين، وقطع طرق المساعدات، وإلحاق المزيد من الضرر بصورة إسرائيل على الساحة الدولية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل من خلال الاجتماع رفيع المستوى بمتابعة بدائل لعملية برية كبيرة، والتي قد تشمل المزيد من الضربات الموجهة ضد قيادة حماس بالإضافة إلى التنسيق مع القاهرة من أجل تأمين الحدود بين مصر وغزة من التهريب المستمر، وبالتالي تضييق الخناق على من تبقى من مقاتلي حماس.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إن إدارة بايدن تواصل إجراء مناقشات مع إسرائيل بشأن عملية رفح المحتملة.
وقال بلينكن: “إننا نتحدث معهم حول طرق بديلة وفعالة لحل المشاكل التي تحتاج إلى حل، ولكن القيام بذلك بطريقة لا تعرض الأبرياء للخطر”، مشيرا إلى أن وفدا رفيع المستوى من المسؤولين الإسرائيليين من المقرر أن يزور واشنطن الأسبوع المقبل لواصلة مناقشة المسألة.
وأضاف: “إننا ملتزمون بضمان عدم قدرة حماس على حكم أو إملاء مستقبل غزة أو أي شيء آخر في هذا الشأن، ولكن كيفية قيام إسرائيل بأي عمليات أخرى في غزة لها أهمية كبيرة”.

يوم الإثنين، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة إنها لن تبدأ عملية برية كبيرة قبل أن تجري اجتماعا وجها لوجه مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن في متابعة لاجتماع افتراضي عُقد في الأسبوع الماضي.
وقال كيربي: “لا نرى أي علامات على أن مثل هذه العملية البرية الكبرى وشيكة أو أن هذه القوات [التي يتم سحبها من خان يونس] يتم إعادة تمركزها للقيام بهذا النوع من العمليات البرية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحفي عقده مع بلينكن الثلاثاء، إنه ينبغي على القوى العالمية أن تخطط لاحتمال ألا تؤتي محادثات الرهائن الجارية ثمارها وامكانية أن تمضي إسرائيل قدما في عمليتها في رفح.
تتمثل الخطة (أ) في قيام الولايات المتحدة وقطر ومصر بتأمين صفقة رهائن بين إسرائيل وحماس من أجل وقف مؤقت للقتال يمكن تحويله إلى وقف إطلاق نار مستدام، يتم خلاله إخراج قادة حماس من غزة وتفكيك البنية التحتية للجماعات المسلحة. وقال كاميرون: “هذا هو السبيل لإجراء عملية سياسية تضع حدا للحرب”.
وأضاف: “علينا أن ندرك أنه إذا لم ينجح الأمر، ينبغي علينا أن نفكر في الخطة البديلة – ما الذي يمكن أن تفعله المنظمات الإنسانية وغيرها من المنظمات للتأكد من أنه إذا كان هناك صراع في رفح، سيكون بإمكان الناس تحقيق الأمان – أن يكون بإمكانهم الحصول على الغذاء والماء والدواء”، وأشار إلى أنه سيناقش الأمر في اجتماعه مع بلينكن.