في تغيير في سياستها، إسرائيل تسمح بدخول الوقود إلى غزة بشكل منتظم، في قرار أثار الغضب في الإئتلاف
كابينت الحرب الذي يضم نتنياهو وغالانت وغانتس يسمح بدخول شاحنتين في اليوم، لصيانة أنظمة المياه والصرف الصحي، والحفاظ على "مساحة مناورة دبلوماسية للقضاء على حماس"
وافقت إسرائيل يوم الجمعة على توصيل إمدادات وقود يومية منتظمة إلى قطاع غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب ضد حماس الشهر الماضي، مما يمثل تحولا كبيرا في السياسة وأثار ردود فعل غاضبة من داخل الحكومة بشأن خطوة رفضت اسرائيل القيام بها لعدة أسابيع بسبب المخاوف من وقوع المورد الحيوي في أيدي حركة حماس.
وجاء في بيان منسوب إلى “مسؤول دبلوماسي” إسرائيلي أن القدس وافقت على السماح لشاحنتي وقود بدخول غزة يوميا لتلبية احتياجات الأمم المتحدة ودعم أنظمة المياه والصرف الصحي.
واتخذ كابينت الحرب المصغر القرار بناء على توصية الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وبناء على طلب مسؤولين أمريكيين، وفقا للبيان.
ويهدف هذا الإجراء إلى “تمكين الحد الأدنى من الصيانة اللازمة لأنظمة المياه والمجاري والصرف الصحي لمنع الأوبئة التي يمكن أن تنتشر إلى المنطقة بأكملها، مما يضر بسكان القطاع وكذلك قواتنا وقد ينتشر إلى إسرائيل أيضا”.
وأكد المسؤول أن هذه الخطوة “ستوفر لإسرائيل مجال المناورة الدبلوماسية اللازمة للقضاء على حماس”.
وأضاف أن إسرائيل ستراقب تسليم الوقود لضمان عدم وصوله إلى الحركة. واتهمت إسرائيل حماس بنهب وقود القطاع الفقير لتشغيل عشرات الآلاف من الصواريخ والحفاظ على شبكتها الضخمة من الأنفاق تحت الأرض.
في وقت لاحق من يوم الجمعة، قال رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي إن عدم السماح بدخول الوقود لنظام الصرف الصحي كان سيخاطر بانهياره وانتشار الأمراض على نطاق واسع في غزة، الأمر الذي سيؤثر على المدنيين الفلسطينيين في القطاع وكذلك على آلاف القوات الإسرائيلية العاملة هناك.
وقال هنغبي: “إذا انتشر الوباء، فسيتعين علينا وقف الحرب”، موضحا أن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرا على مواصلة العمل وسط مثل هذه الأزمة الإنسانية وأن الاحتجاج الدولي سيصل إلى آفاق جديدة.
وأضاف أن قادة الأجهزة الأمنية طمأنوا كابينت الحرب بأنه لا بأس بالسماح بدخول الوقود، الذي تصل نسبته إلى 2-4٪ فقط مما كان يتم إدخاله بشكل يومي قبل الحرب.
ومع ذلك، قوبل هذا التحول في السياسة بغضب شديد من أحزاب الائتلاف اليمينية المتطرفة وغيرها من السياسيين اليمينيين.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن كابينت الحرب – المكون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بيني غانتس وعدد من المراقبين – “يقود إسرائيل إلى سياسة خاطئة”.
وأضاف: “طالما أن رهائننا لا يحصلون حتى على زيارة من الصليب الأحمر، فلا معنى لمنح العدو هدايا إنسانية”.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريش إن السماح بدخول الوقود “هو خطأ جسيم ويتعارض مع قرار الكابينت [الأمني الكامل]”.
مثل هذه الخطوة “تبث الضعف، وتعطي الأوكسجين للعدو وتسمح لـ [زعيم حماس في غزة يحيى] السنوار بالجلوس بشكل مريح في مخبأه المكيف، ومشاهدة الأخبار ومواصلة التلاعب بالمجتمع الإسرائيلي وعائلات المخطوفين”.
وكتب رئيس حزب المعارضة “يسرائيل بيتنو”، أفيغدور ليبرمان، في تغريدة “أوقفوا تزويد النازيين في حماس بالوقود! التصريحات بأن ’نقطة وقود واحد’ لن تدخل القطاع تحولت إلى السماح لآلاف الليترات حرفيا، دون الحصول على بادرة انسانية من أجل رهائننا”.
وأضاف: “أدعو إلى وقف هذا الاستهتار فورا”.
تعطلت أنظمة الاتصالات في غزة لليوم الثاني يوم الجمعة، مع عدم وجود وقود لتشغيل شبكات الإنترنت والهاتف، مما دفع وكالات الإغاثة إلى وقف تسليم الإمدادات الإنسانية عبر الحدود.
وقالت عبير عطيفة، المتحدثة الإقليمية للشرق الأوسط لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الخميس، إن غزة تتلقى الآن 10٪ فقط من الإمدادات الغذائية التي تحتاجها يوميا، وأن الجفاف وسوء التغذية آخذان في التزايد.
وقالت عطيفة من القاهرة: “يواجه الناس احتمالا مباشرا للمجاعة. إن الأنظمة الغذائية الحالية في غزة تنهار بشكل أساسي”.
وقالت يوم الخميس إنه مع دخول عدد قليل من الشاحنات إلى غزة وعدم وجود وقود لتوزيع الغذاء، “لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية”.
في غضون ذلك، في إسرائيل ما زالت المدن والبلدات تتعرض لإطلاق الصواريخ، وإن كان بوتيرة أبطأ بكثير مما كانت عليه في الأسابيع الأولى من الحرب.
وسُمع دوي صفارات الإنذار يوم الجمعة في مدينة أشكلون الجنوبية، وكذلك في البلدات الجنوبية التي تم إخلاؤها إلى حد كبير بالقرب من حدود غزة. ولم ترد تقارير عن سقوط إصابات أو أضرار.
في وقت سابق من يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن العمليات في قطاع غزة استمرت طوال الليل، حيث استهدفت طائرات مقاتلة مواقع تابعة لحماس، واشتبكت القوات مع مسلحين من الحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية ضد “العديد” من مواقع حماس، بما في ذلك منشآت تخزين أسلحة، وكذلك ضد مقاتلين.
לוחמי צה"ל מצוות הקרב של חטיבת ביסל״ח ויחידת יהל"ם, פשטו בהכוונת מודיעין על מוצב של מפקד מרחב הצפון בארגון הטרור הג'יהאד האסלאמי הפלסטיני ובו משרדים של בכירים בארגון הטרור ומפעל לייצור אמל"ח אסטרטגי >> pic.twitter.com/z5Vg3PW76Y
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 17, 2023
وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي ضربات على عناصر من حركة حماس في موقع مراقبة بمنطقة بيت حانون شمال غزة. وأظهر مقطع فيديو آخر استهداف ثلاثة من نشطاء حماس كان بحوزتهم قذائف آر بي جي وبنادق هجومية في بيت حانون أيضا.
وتم تنفيذ كلا الغارتين بعد أن تم التعرف على خلايا حماس من قبل وحدة المراقبة 636 التابعة لسلاح حماية الحدود.
צוותי לוחמים של גדוד 636 מחיל הגנת הגבולות בפיקוד המרכז, בסדיר ובמילואים, משולבים בכוחות הלוחמים ברצועת עזה.
במסגרת פעילותם במרחב בית חאנון זיהו לוחמי האיסוף עמדת תצפית שהקימו מחבלי חמאס, הלוחמים הכווינו אש מדויקת, חיסלו את המחבלים והביאו לסגירת מעגל מהירה על המחבלים והתצפית>> pic.twitter.com/EpEGrzMX09
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 17, 2023
بالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير الفلسطينية إلى مقتل القيادي في حماس، أحمد بحر، في غارة إسرائيلية.
بحر (76 عاما) شغل سابقا منصب نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.
ولم تؤكد إسرائيل على الفور أنه تم استهدافه أو قتله.
بعونه تعالى تمكنت قواتنا الخاصة بتصفية المدعو أحمد بحر القيادي في حركة حماس الداعشية والقادم أعظم. pic.twitter.com/M5tdLde6ew
— إيدي كوهين אדי כהן ???????? (@EdyCohen) November 17, 2023
في هذه الأثناء، قامت قوات من لواء “بيسلماخ” ووحدة “يهالوم” للهندسة القتالية بمداهمة موقع لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في شمال غزة، وعثرت على صواريخ من طراز “بدر 3” إيرانية الصنع وطائرات مسيرة وأسلحة أخرى.
ويُزعم أن صاروخ بدر-3 يبلغ مداه 160 كيلومترا ويحمل رأسا حربيا متفجرا يزن 250 كيلوغراما. وتم جلب بعض الصواريخ إلى إسرائيل لأغراض بحثية، وتدمير موقع الجهاد الإسلامي في وقت لاحق.
המוצב ששימש בין היתר לייצור אמל״ח לפגיעה בתושבי מדינת ישראל ואף לאימוני הכוחות של ארגון הטרור, במוצב היה גם טנק דמה ששימש את המחבלים לאימונים על השתלטות טנק צה"לי.
במהלך הפעילות שוגר טיל נ"ט לעבר הכוחות ממבנה סמוך, הלוחמים הכווינו מסוק קרב שתקף את החולייה שביצעה את הירי>> pic.twitter.com/spYFSDKGU4
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 17, 2023
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات لواء مشاة “غفعاتي” اشتبكت مع مقاتلين تابعين لحركة حماس تحصنوا في إحدى المدارس. وقُتل عدد من المسلحين في القتال، وضبطت القوات أسلحة في وقت لاحق.
وداهمت قوات من لواء المشاة “ناحال” ولواء المظليين ولواء المدرعات 460 العديد من مواقع حماس الأخرى خلال الليل، وعثرت على بنادق هجومية وعبوات ناسفة وقذائف آر بي جي وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات ومعدات أخرى، وفقا للجيش الإسرائيلي.
ويأتي القتال المستمر بعد يوم من إعلان إسرائيل عن تحريرها لجثتي اثنتين من الرهائن خلال مداهمة مستشفى الشفاء في غزة.
يوم الجمعة، قال الجيش إنه عثر على جثة رهينة أخرى، قال أنها تعود للمجندة نوعا مرتسيانو. وقال الجيش إنه تم العثور على جثة مرتسيانو في مبنى مجاور لمستشفى الشفاء، مثل جثة رهينة أخرى تم العثور عليها يوم الخميس، وهي يهوديت فايس.
بدأ الجنود بمداهمة المستشفى هذا الأسبوع، وسط مزاعم إسرائيلية بأن مركز القيادة الرئيسي لحماس يقع تحت المركز الطبي. وقال البيت الأبيض إن مخابراته أكدت هذا الادعاء.
وقال نتنياهو يوم الخميس إن أحد أسباب العملية العسكرية في مستشفى الشفاء هو “مؤشرات قوية” على أن بعض الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر كانوا محتجزين هناك.
وفي حديثه عن العملية الجارية في أكبر مركز طبي في القطاع، قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة CBS إنه تم إخراج المخطوفين منذ ذلك الحين من المجمع.
وقال إن إسرائيل لديها “معلومات استخباراتية بشأن الرهائن”، لكنه أشار إلى أنه “كلما قللت من الحديث عن ذلك، كان ذلك أفضل”.
وقال هنغبي يوم الجمعة إن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار إلا مقابل إطلاق سراح عدد “ضخم” من الرهائن وليس “الإفراج المتلاعب” الذي تقوم به حماس لأغراض العلاقات العامة.
وقال هنغبي: “عندها فقط سنوافق على وقف إطلاق النار وسيكون محدودا وقصيرا للغاية لأننا بعد ذلك سنواصل التقدم نحو أهدافنا في الحرب”.
وأضاف رئيس مجلس الأمن القومي إن كابينت الحرب متحد في استراتيجيته للمضي قدما في إطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى أن الوزراء يعتقدون أن ذلك لن يحدث إلا إذا شعرت حماس بالضغط، رافضا ادعاء الوسطاء القطريين بأن التوغل البري للجيش الإسرائيلي يزيد من تعقيد المحادثات.
تم خطف الرهائن عندما شن مسلحون بقيادة حماس هجوما على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث اقتحموا البلدات الجنوبية وقتلوا أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين الذين قُتلوا في منازلهم وفي مهرجان موسيقي، واختطفوا حوالي 240 شخصا. ردا على ذلك، شرعت إسرائيل في حملة جوية وبرية واسعة النطاق بهدف الإطاحة بنظام الحركة في غزة، حيث تحكم هناك منذ الاستيلاء على الحكم في انقلاب في عام 2007.
وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن 11,500 فلسطيني قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب، من بينهم 4710 أطفال على الأقل و3160 امرأة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وهي لا تميز بين المدنيين والمسلحين، كما أنها لا تفرق بين القتلى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية أو بسبب أخطاء في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.