في تغيير في التكهنات، إسرائيل تعتقد الآن أن إيران تخطط لشن هجوم في الأيام القليلة المقبلة
الجيش الإسرائيلي يقول إن المبادئ التوجيهية للمواطنين لم تتغير، في حين تقول تقارير إن طهران قد تضرب بحلول يوم الخميس؛ الولايات المتحدة ستنشر غواصة مزودة بصواريخ موجهة في المنطقة، وتعجل في وصول مجموعة ضاربة
أشارت عدة تقارير مساء الأحد إلى أن إسرائيل تتوقع شن هجوم إيراني كبير في غضون أيام، على الرغم من أن الجيش سعى إلى التقليل من أهمية هذه التكهنات من خلال التأكيد على أن التعليمات للمواطنين لم تتغير.
وكانت التقارير بمثابة تغيير في الافتراض السائد السابق، والذي كان مفاده أن الجمهورية الإسلامية – تحت ضغط دولي شديد – تخلت عن نيتها الأولية لشن هجوم وشيك واسع ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو، والذي لم تؤكده إسرائيل أو تنفيه.
بدلا من ذلك، كان من المتوقع أن تترك إيران الرد لمنظمة حزب الله في لبنان، التي قُتل قائدها العسكري الأعلى فؤاد شكر في غارة جوية إسرائيلية في بيروت قبل ساعات قليلة من اغتيال هنية. ألقت إسرائيل باللوم على شكر في كونه يقف وراء العديد من الهجمات على المدنيين، بما في ذلك ضربة صاروخية الشهر الماضي أسفرت عن مقتل 12 طفلا في ملعب لكرة القدم في مجدل شمس في مرتفعات الجولان.
لكن موقع “أكسيوس” الإخباري أفاد، نقلا عن مصادر لم يسمها مطلعة على التفاصيل، يوم الأحد أن التقييم الحالي لإسرائيل هو أن إيران ستشن هجوما مباشرا على البلاد في غضون أيام، ربما قبل عقد محادثات جديدة بشأن صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن يوم الخميس.
وقال التقرير إن القضية مثيرة للانقسام داخل إيران، حيث يريد الرئيس مسعود بزشكيان تجنب رد قاس، بينما يريد الحرس الثوري الإسلامي شن هجوم أكبر مما حدث في 13-14 أبريل، عندما تم إطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ في أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل. ولقد تم اعتراض جميع المقذوفات والمسيرات تقريبا خلال ذلك الهجوم.
وقال أحد المصادر التي استشهد بها التقرير إن الوضع “ما زال متقلبا” بسبب الخلافات.
وقال التقرير إن وزير الدفاع يوآف غالانت تحدث يوم الأحد مع نظيره الأمريكي لويد أوستين وقال له إن الاستعدادات العسكرية في إيران تشير إلى ان طهران تستعد لهجوم واسع على إسرائيل.
وأكد البنتاغون لاحقا أن المكالمة جرت، مضيفا أن أوستن أمر بنشر الغواصة المزودة بالصواريخ الموجهة “يو إس إس جورجيا” في الشرق الأوسط وسط تصاعد التوترات. الإعلان عن تحركات غواصة هو أمر نادر في الولايات المتحدة.
وفي بيان، أضاف البنتاغون أن أوستن أمر أيضا بتسريع انتقال حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” إلى المنطقة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الميجر جنرال بات رايدر، إن أوستن تحدث مع غالانت وأكد التزام أمريكا “باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل وأشار إلى تعزيز وضع القوة العسكرية الأمريكية وقدراتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط في ضوء تصاعد التوترات الإقليمية”.
وقد صدرت أوامر بالفعل إلى حاملة الطائرات لينكولن، التي كانت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بالتوجه إلى المنطقة لتحل محل حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، والتي من المقرر أن تبدأ في العودة إلى الولايات المتحدة. وفي الأسبوع الماضي، قال أوستن إن لينكولن ستصل إلى منطقة القيادة المركزية بحلول نهاية الشهر.
ولم يتضح يوم الأحد ما يعنيه الأمر الأخير الذي أصدره أوستن، أو مدى السرعة التي ستصل بها حاملة الطائرات لينكولن إلى الشرق الأوسط. وتحمل حاملة الطائرات على متنها طائرات مقاتلة من “طراز إف-35″، إلى جانب طائرات مقاتلة من طراز “إف/إيه-18” موجودة أيضا على حاملات الطائرات.
كما لم يذكر رايدر مدى السرعة التي ستصل بها الغواصة المزودة بالصواريخ الموجهة “يو إس إس جورجيا” إلى المنطقة.
في غضون ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” وأخبار قناة 13، مساء الأحد، أن التقييم الإسرائيلي المحدث هو أن طهران تعتزم شن هجوم كبير هذا الأسبوع.
وذكرت القناة 13، دون ذكر مصادر، أنه قد يكون هناك هجوم مشترك من قبل إيران وحزب الله، سواء في وقت واحد أو على التوالي. وقالت الشبكة التلفزيونية إن أحد العوامل التي أخرت الرد على اغتيال هنية وشكر كان الضغط الفرنسي على إيران وحزب الله لعدم شن هجوم كبير خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس، التي انتهت يوم الأحد.
وعلى الرغم من الحديث المتزايد عن هجوم كبير وشيك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هجاري مساء الأحد إنه لا توجد هناك تغييرات في إرشادات الطوارئ للمواطنين.
وقال هغاري غبر منصة “اكس”: “في أعقاب التقارير الأخيرة بشأن خطط إيران، نوضح أنه في هذه المرحلة، لا توجد تغييرات على إرشادات قيادة الجبهة الداخلية”.
وقال “يراقب جيش الدفاع والمؤسسة الدفاعية أعداءنا والتطورات في الشرق الأوسط، مع التركيز على إيران وحزب الله، ويقيّمون الوضع باستمرار”، مضيفا أن القوات “منتشرة ومستعدة بمستوى عال من الجاهزية”.
وأضاف هغاري “إذا أصبح من الضروري تغيير التعليمات، فسنقوم بتحديثها في رسالة منظمة على القنوات الرسمية”.
وقد أدت التوترات المتصاعدة إلى قيام العديد من شركات الطيران الكبرى بإلغاء أو تأخير رحلاتها إلى إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.
في وقت سابق الأحد، قال غالانت لمجندين عسكريين إن إسرائيل ستعمل بطرق لم تعمل بها من قبل إذا تعرضت لهجوم غير مسبوق من قبل إيران وحزب الله.
وقال للمجندين في قاعدة “تل هشومير” العسكرية “لدينا قدرات كبيرة. آمل أن يأخذوا هذا في الاعتبار وألا يجلبوا حربا على جبهات إضافية”.
وأضاف أن إسرائيل تقاتل من أجل وجودها في “بيئة معادية”.
وأكد للمجندين أنهم ينضمون إلى الجيش في لحظة “مليئة بالتحديات” و”مهمة” في التاريخ.