في انتهاك للتعليمات، المئات يشاركون في جنازة في بني براك تحت أنظار الشرطة
المسؤولون سمحوا بحسب تقارير بإجراء مراسم الجنازة الحاشدة لشخصية بارزة في الوسط الحريدي من دون أن يحاولوا فرض قواعد التباعد الاجتماعي، مع تزايد المخاوف من تفشي المرض في المجتمع الحريدي
شارك مئات الأشخاص في جنازة أقيمت في مدينة بني براك الحريدية فجر الأحد في انتهاك لقواعد التباعد الاجتماعي تحت أنظار الشرطة، بحسب تقارير.
وحضر ما بين 300-400 شخص في جنازة الحاخام تسفي شنكار التي أقيمت في المدينة الواقعة في ضواحي تل أبيب، وسط المخاوف من أن يؤدي تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي في الوسط الحريدي إلى انتشار سريع وفتاك لفيروس كورونا المستجد.
ولا تسمح إسرائيل بمشاركة أكثر من عشرين شخصا في الجنازات، مع ضرورة الالتزام بمسافة مترين بين شخص والآخر.
لكن مقاطع فيديو من الجنازة تم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أن الحضور ساروا على مقربة من بعضهم البعض خلال مرافقتهم لسيارة الإسعاف التي نقلت جثمان شنكار عبر شوارع المدينة.
בני ברק עכשיו. הזייה
צילום: מוטי גרין pic.twitter.com/CaQzhuK8iy
— עקיבא ווייס Akiva Weisz (@AkivaWeisz) March 28, 2020
הלווית אחד מרבני הפלג הירושלמי בבני ברק. אין מילים pic.twitter.com/55ALSnB4ia
— יאיר שרקי (@yaircherki) March 28, 2020
في المقبرة، تمكن أفراد من الحشد باجتياز أعضاء جمعية الدفن الذين حاولوا منع دخولهم، حسبما ذكر موقع “واينت” الإخباري.
איש חברה קדישא בבני ברק מגרש את הקהל שהגיע ללוות את הרב שינקר ז"ל, מרבני 'הפלג הירושלמי' pic.twitter.com/7rsY0rFC5s
— בני אוליאל (@G7he16Zt2EboF4y) March 28, 2020
ويُعتبر شنكار شخصية قيادية في ما يُسمى بـ”فصيل القدس”، وهو مجموعة متشددة معروفة بالأساس بسبب المظاهرات الضخمة التي تنظمها ضد الخدمة العسكرية.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فإن الشرطة تواجدت في المكان للإشراف على الجنازة وتأمينها، لكنها لم تتدخل لفرض قواعد التباعد الاجتماعي.
بحسب التقرير، حاولت الشرطة بداية فرض قيود على عدد المشاركين في الجنازة، لكنها توصلت فيما بعد إلى اتفاق مع المنظمين للسماح بمشاركة أكثر من عشرة أشخاص، شريطة عدم تجمعهم معا. ولقد انتقد مسؤولو صحة تقاعس الشرطة، وفقا لهآرتس.
في الأسبوع الماضي، بدأت الشرطة بتطبيق أوامر البقاء في المنزل، وقامت بمخالفة كل شخص تواجد على مسافة مئة متر من منزله إذا لم يكن ذلك لظروف خاصة.

وقال مصدر شرطي للصحيفة إنه عادة يشارك الآلاف في مثل هذه الجنازات، وهو ما يعني أن معظم الأشخاص اختاروا البقاء في منازلهم، وأضاف المصدر “البعض اصغى [للتعليمات]، والبعض لم يصغ كثيرا”.
وقال أحد سكان المنطقة لموقع “واينت” الإخباري: “هناك العشرات من عناصر الشرطة الذين لا يحركون ساكنا… هذه فوضى عارمة، كارثة حقيقية. كل هذا الموكب يظهر فقدانا كاملا للسيطرة”.
ولم يكن هناك رد رسمي من الشرطة.
وقال يهودا ميشي زهاف، رئيس منظمة “زاكا” الحريدية التي استُخدمت سيارة إسعاف تابعة لها في الجنازة، إن المنظمة لا تدعم الحشود هناك، وكتب على “تويتر”: “من المؤسف أن هناك أشخاص لا يمتثلون [للقواعد] ويعرضون الآخرين لخطر حقيقي”.
في القدس أيضا، أظهر مقطع فيديو بثته القناة 12 يوم السبت العشرات من أتباع الزعيم الحسيدي إليعزر برلاند، وهو مجرم جنسي مدان، وهم يمسكون بأيدي بعضهم البعض ويرقصون في إحدى الساحات، في أحدث حدث ضمن سلسلة من الأحداث التي ينظمها أعضاء هذه الجماعة في تجاهل للقيود التي فرضتها الحكومة على التنقل.

وشهدت بني براك، وهي مدينة حريدية تقع شرقي تل أبيب، ثاني أعلى عدد من الإصابات بالوباء في البلاد، بحسب معطيات وزارة الصحة، بعد القدس، حيث انتشر فيروس كورونا بين أفراد المجتمع الحريدي هناك أيضا.
وعزا مسؤولون معدلات الإصابة المرتفعة في المنطقة إلى عدم الامتثال لتعليمات وزارة الصحة (لقد ظهرت تقارير كثيرة تحدثت عن تجمعات كبيرة في هذه المجتمعات في حفلات زفاف وجنازات وأحداث أخرى على الرغم من القيود التي أعلنت عنها الحكومة)، والاكتظاظ السكاني في العديد من المجتمعات الحريدية وانقطاع العديد من أفراد هذه المجتمعات عن وسائل الإعلام أو الاتصال.

وتحدثت تقارير عن اندلاع اشتباكات في عدة مناسبات بين أفراد في هذه المجتمعات وقوات الشرطة خلال محاولة الأخيرة فرض الإغلاق وأوامر التباعد الاجتماعي.
ولقد شهدت الولايات المتحدة مشاهد مشابهة، بحسب تقارير.
وحث عمدة بني براك، أفراهام روبنيشتاين، الخاضع بنفسه حاليا لحجر صحي للاشتباه بتعرضه للفيروس، السكان الجمعة على أن “يصحوا!” وقال إن المدينة تشهد أكبر معدل للإصابات في البلاد، وأن “التوقعات مخيفة أكثر”.

وأشار رئيس بلدية رمات غان المجاورة، كرمل شاما هاكوهين، وهو عضو كنيست سابق، في منشور له على “فيسبوك” في وقت متأخر من ليلة السبت إنه تلقى سيلا من الطلبات لبناء جدار أو إغلاق مدينته وقطعها عن بني براك، وهي مسألة لا تقع ضمن صلاحياته كما قال.
وكتب “إن أفضل جدار دفاعي ضد فيروس كورونا هو جدران منازلكم”، مشير إلى أن أسوار المدن اختفت مع العصور الوسطى.
وفقا لهآرتس، أظهرت معطيات داخلية لوزارة الصحة أن معدل الإصابة في بني براك أكبر بعدة مرات من المعدل العام في الدولة، حيث يرتفع عدد المرضى بثمانية أضعاف كل ثلاثة أيام (مقارنة بمعدل الضعفين على الصعيد الوطني). في القدس، التي تضم هي أيضا مجتمعا حريديا كبيرا، يتضاعف عدد الحالات بأربع مرات في الفترة نفسها.