في الولايات المتحدة، الاتهامات ضد نتنياهو هي النسخة لمشاكل ترامب عبر المحيط الأطلسي
المدافعون عن الرئيس الأمريكي ومنتقدوه، ومن ضمنهم السناتور إليزابيت وورن والمحلل مارك ليفين، يشيرون إلى أوجه الشبه بين جلسات التحقيق للعزل في مجلس النواب والمشاكل القانونية التي يواجهها الزعيم الإسرائيلي

واشنطن – الأول يواجه إجراءات عزل قد تؤدي إلى إزاحته من منصبه، والآخر متهم بالرشوة والاحتيال ويخوض معركة على حياته السياسية.
بعد أن أعلن النائب العام أفيحاي ماندلبليت عن توجيه تهم جنائية ضد رئيس الوزراء في ثلاث قضايا فساد منفصلة، سارع مناصرو ومنتقدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر المحليط الأطلسي إلى الإشارة إلى أوجه الشبه بين الحالتين، ورسموا خطوط المعركة مع وضد نتنياهو.
السناتور عن ماساتشوستس والطامحة بالحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، إليزابيت وورن، كتبت في تغريدة بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتهامات، “نتنياهو متهم بقبول رشاوى والمتاجرة بمزايا حكومية والتلاعب بصحافة حرة”.
وأضافت “مثل صديقه دونالد ترامب، لن يتوقف عند أي شيء لإثراء نفسه والبقاء في السلطة. لا مكان لهذا الفساد الصارخ في أي دولة ديمقراطية – سأحارب ذلك في الداخل والخارج”.
Netanyahu is accused of accepting bribes, trading government favors, and manipulating a free press. Like his pal Donald Trump, he'll stop at nothing to enrich himself and stay in power. This blatant corruption has no place in any democracy—I'll fight it at home and abroad. https://t.co/1jSCpoUQ3S
— Elizabeth Warren (@ewarren) November 21, 2019
وكتب مذيع البرامج الإذاعية اليميني مارك ليفين “لا، لا تتنحى يا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لقد راجعت هذه الاتهامات بعناية وهي مثيرة للغضب. هذا اعتداء على حرية الصحافة والتحقيق كان فاسدا. والإعلام عندكم أسوأ بأشواط من الإعلام لدينا”.
في تغريدة منفصلة، وازى ليفين، الذي لديه أكثر من 1.8 مليون متابع على تويتر، بين عدم الشرعية في الاتهامات ضد نتنياهو وتلك التي في جلسات التحقيق في إجراءات عزل ترامب، وقال “دولة حرة أخرى تدمر نفسها من الداخل”.
تعليقات ليفين رددت تصريحات نتنياهو بنفسه، الذي علق على الإعلان بتوجيه الاتهامات ضده من خلال إلقاء خطاب متلفز اتهم فيه الشرطة والنيابة العامة ب”محاولة انقلاب” ورفض المطالبات له بالتنحي عن منصبه إلى ما بعد المحاكمة على الأقل.

في وقت سابق من المساء، أعلن ماندلبليت أن نتنياهو متهم بالاحتيال وخيانة الأمانة في قضيتين تتعلقان بتلقي هدايا ومحاولة مزعومة لعقد صفقة مع مااك صحيفة، والرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في القضية المسماة “الملف 4000″، والتي هو متهم فيها بتأمين امتيازات حكومية بقيمة مئات الملايين من الشواقل مقابل الحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
وكتب مات دوس، مستشار السياسة الخارجية للسناتور عن فيرمونت بيرني ساندرز، الذي يُعتبر من منتقدي نتنياهو وهو أيضا مرشح ديمقراطي للرئاسة، “أشعر بالغيرة من زملائي الإسرائيليين لأن لديهم نائب عام لم ينل منه الفساد السياسي”.
يواجه ترامب إجراءات لعزله في مجلس النواب بسبب مزاعم بأنه استخدم أموال مساعدات كوسيلة للضغط على مسؤولين أوكرانيين للتحقيق بشأن نجل نائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، الذي يُعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.
على عكس ما يحدث في إسرائيل، لا يمكن توجيه اتهام إلى رئيس أميركي بارتكاب جريمة أثناء وجوده في منصبه، على الرغم من أنه يمكن للمشرعين توجيه اتهامات ضده وعزله من منصبه. تُعتبر فرص نجاح هذه الإجراءات ضئيلة، حيث لا يزال الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ، الذي يجب أن يصوت على عزل الرئيس.
شهد هذا الأسبوع شهادة مدمرة ضد الرئيس من عدة أعضاء في إدارته، من بينهم دبلوماسيون اختارهم هو بنفسه.
يوم الأربعاء قال السفير الأمريكي لدى الإتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، لأعضاء مجلس الشيوخ إن ترامب وجهه للضغط على أوكرانيا للتحقيق بشأن بايدن ونجله، وقال “لقد اتبعنا أوامر الرئيس”.

ولم يعلق ترامب نفسه على مشاكل نتنياهو القانونية، على الرغم من أنه يُنظر الى الاثنين باعتبارهما حليفين مقربين للغاية. هذه العلاقة شهدت بحسب تقارير فتورا في الأشهر الأخيرة في الوقت الذي واجه فيه نتنياهو، الذي يُعتبر من الناحية التقنية رئيس حكومة انتقالية، في حشد الدعم الكافي لتشكيل إئتلاف حاكم جديد.
وأشار مراقبون إلى أن كلا من نتنياهو وترامب استخدما أساليب مشابهة لشحد قواعد مناصريهم من خلال مهاجمة ما يعتبرانه إعلاما ونظاما قضائيا معاديين.
ألان ديرشوفيتس، وهو مدافع دائم عن ترامب ومناصر متشدد لإسرائيل، أعرب عن دعمه لنتنياهو وشكك في دوافع نظام القضاء الإسرائيلي.

وقال ديرشوفيتس لموقع JNS الإخباري “أعتقد أننا نشهد تسليحا للعدالة الجنائية لأغراض سياسية”، وأضاف “في إسرائيل، من المفترض أن يكون النائب العام خارج السياسة”.
وكان ديرشوفيتس، الذي يظهر كثيرا على شبكة CNN، جزءا من فريق قانوني قدم رأيا قانونيا لماندلبليت زعم فيه أن اعتبار سعي نتنياهو للحصول على تغطية إعلامية ايجابية كرشوة يشكل “تهديدا خطيرا” على حرية الصحافة.
وقال ديرشوفيتس “انظر، كل سياسي يريد دعاية جيدة، وكل سياسي يحاول تجنب السمعة السيئة، والكثير من السياسيين على استعداد للتصويت من أجل الحصول على دعاية جيدة وتجنب السمعة السيئة”، وأضاف أن “السماح لممثلي الإدعاء بالتحقيق في دوافع الإعلام والسياسيين هو طريق خطير نحو الهبوط للهاوية”.
على الرغم من إصرار نتنياهو على عدم التنحي عن منصبه، فقد اعتُبر الإعلان عن توجيه اتهامات ضده بمثابة أخبار سارة في صفوف المجموعات اليهودية الأمريكية الليبرالية التي تعتبر الزعيم الإسرائيلي عقبة أمام حل الدولتين والسلام مع الفلسطينيين.
وكتب منظمة “تروعاه”، وهي مجموعة حاخامية تقدمية، في تغريدة “يؤكد توجيه الاتهامات ضد نتنياهو ما كنا نقوله طوال الوقت: إنه يضع مصالحه الخاصة أولا”، وأضافت المنظمة “نتطلع قدما لقيادة جديدة وحقيقية قادرة على تحقيق العدل والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين”.
ولم تعلق منظمتي “إيباك” و”جيه ستريت” بشكل فوري على إعلان تقديم لوائح الاتهام، وهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي يتم فيه توجيه اتهامات جنائية ضد رئيس حكومة في منصبه.
لكن منظمة “مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى”، وصفت الإعلان بأنه “مقلق للغاية” لكنها قالت إن نتنياهو يستحق الإجراءات القانونية الواجبة.
وقالت المنظمة في بيان لها إن “دولة إسرائيل تواجه قرارات هامة في الأشهر المقبلة مع تقدم الإجراءات القانونية”، وأضافت “لقد أثبتت إسرائيل مجددا أنها ديمقراطية قوية وتقوم حتى بمحاسبة كبار مسؤوليها وفقا لأكثر المعايير صرامة. لا أحد فوق القانون، ويحق لرئيس الوزراء، مثله مثل جميع المواطنين، يومه في المحكمة وعملية عادلة وكاملة”.
في واشنطن، لم يخف عضو الكونغرس الديمقراطي، جون يارموث، وهو يهودي، حقيقة شعوره.
وكتب في تغريدة “وُجهت الاتهامات لنتنياهو في خضم التحقيقات لعزل الرئيس ترامب”، وأضاف “يوم سيء للمجرمين من رؤساء الدول”.