إسرائيل في حالة حرب - اليوم 584

بحث

في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة كوزير، بن غفير يلقي كلمة في جامعة ييل ويشارك في حفل جمع تبرعات لصالح منظمة حاباد الخليل

لم يتم تحديد أي اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين أو منظمات يهودية كبرى؛ رئيس الجمعية اليهودية في ييل التي وجهت الدعوة يقول إنه معجب بالوزير اليميني المتطرف الذي تخطط بعض المنظمات للاحتجاج على زيارته

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خارج جلسة في محكمة في اللد، 15 أبريل، 2025. (Jonathan Shaul/Flash90)
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خارج جلسة في محكمة في اللد، 15 أبريل، 2025. (Jonathan Shaul/Flash90)

جيه تي ايه – أعلنت منظمتان يهوديتان على الأقل عن فعاليات الأسبوع المقبل مع الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير عندما يقوم السياسي اليميني المتطرف بأول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ أن أصبح وزيرا للأمن القومي.

عندما انضم بن غفير إلى الحكومة الإسرائيلية لأول مرة في عام 2022، نظرت إدارة بايدن في منعه من دخول الولايات المتحدة، وانتفضت الجماعات اليهودية الأمريكية في شبه إجماع لإدانة آرائه المتطرفة وسجله. وقد دعا هو وحزبه ”عوتسما يهوديت“ في عدة مناسبات إلى طرد الفلسطينيين ”غير الموالين“ وضم الضفة الغربية وتكثيف الحرب في غزة.

وقالت منظمات يهودية كبرى هذا الأسبوع إنها لم تكن على علم بزيارة بن غفير أو ليس لديها أي خطط لمقابلته. وتراجعت الجماعات اليمينية المتطرفة المؤيدة لإسرائيل عن ادعاءاتها الأولية بأنها كانت تتوسط لزيارته.

لكن “شبتاي”، وهي جمعية يهودية مقرها جامعة ييل ومن بين مؤسسيها السيناتور الديمقراطي كوري بوكر من نيوجيرسي، تستضيف بن غفير مرتين: مرة في حرم جامعة ييل في نيو هافن بولاية كونيتيكت، مساء 23 أبريل، ومرة أخرى بعد ظهر اليوم التالي في أبر إيست سايد بمدينة نيويورك. (تتداخل المواعيد مع يوم “هاشوآه”، ذكرى المحرقة النازية).

وفقا لشبتاي، سيحضر المحاضرة الأولى طلاب في جامعة ييل وأعضاء هيئة التدريس. وستركز المحاضرة الثانية، كما تقول الدعوة، على ”تأمين إسرائيل بعد 7 أكتوبر“ ومن المتوقع أن يكون من بين الضيوف ”قضاة فيدراليون ومصرفيون وأساتذة من جامعة كولومبيا/جامعة نيويورك وأعيان مدينة نيويورك الذين يهتمون بإسرائيل“، حسبما قال مدير شبتاي.

في وقت لاحق من ذلك المساء، يستضيف فرع من فروع حركة “حاباد-لوبافيتش” بن غفير في حفل جمع تبرعات في بروكلين لصالح حركة حاباد في الخليل، في الضفة الغربية. ويعلن فرع بايس شموئيل حاباد، في كراون هايتس، عن ”حلقة نقاش مفتوحة“ مع بن غفير ”لاكتساب نظرة ثاقبة من وراء الكواليس حول الكفاح من أجل السيادة اليهودية على كل أرض إسرائيل والدفع باتجاه النصر من خلال القوة على أعلى مستويات الحكومة“. يبلغ سعر التذكرة للمشاركة في الحلقة 36 دولار للشخص الواحد.

قبل الإعلان عن هذا الحدث، قال متحدث باسم حاباد لوكالة تلغراف اليهودية (JTA) إن الحركة الأرثوذكسية، التي تعمل كنسها بشكل مستقل، لم تكن على علم بأي اجتماعات يجري التخطيط لها مع بن غفير.

وقال الحاخام شمولي هيخت، أحد مؤسسي شبتاي والمستشار الحاخامي الحالي، لـ”جيه تي ايه” إنه فخور باستضافة بن غفير.

وكتب هيخت في رسالة عبر البريد الإلكتروني، “شبتاي تؤمن بحرية الحوار وتستضيف متحدثين ذوي آراء متنوعة حول السياسة الأمريكية، والأعمال التجارية، والأخلاق، والدين، والأدب، والفنون، وغيرها. نحن نروج لليهودية وحرية التعبير. هذا أمر تلمودي“.

ولا يحاول هيخت، الذي أسس أيضا مركز حاباد في جامعة ييل، إخفاء دعمه للوزير. فقد كتب، ”أنا معجب ببن غفير“، وقارنه بشكل إيجابي مع بوكر وعضو ديمقراطي آخر في مجلس الشيوخ، ريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت، وهو يهودي. ”إيتمار يروج لما يعتقد أنه الأفضل لشعبه الذي انتخبه ديمقراطيا“، على حد قول هيخت.

إيتامار بن غفير من حزب ”عوتسما يهوديت“ يتحدث خلال مراسم في القدس بمناسبة الذكرى الـ27 لمقتل الحاخام المتطرف مئير كهانا، 7 نوفمبر، 2017. على اللافتة خلفه كُتب “كاهانا كان على حق!“. (Yonatan Sindel/Flash90)

كما كانت لديه كلمات إيجابية تشيد بمئير كهانا، الحاخام اليهودي المتطرف الراحل الذي طالما كان بن غفير معجبا به: وقال هيخت ”لقد حذّر بن غفير، مثل مئير كهانا، الإسرائيليين والشعب اليهودي والغرب من مخاطر الإسلام الراديكالي والجهاديين. للأسف، لقد تم رفضهم من قبل الليبراليين السذج الذين يفترضون واهمين أن الغربيين يمكنهم صنع السلام مع أمثال داعش والقاعدة وحماس وحزب الله وملالي إيران. يجب أن يكون السابع من أكتوبر آخر حروب إسرائيل. فقط القادة الجريئون والحازمون من أمثال بن غفير يمكنهم ضمان ذلك”.

وفي حين أن إدارة بايدن قد رفضت التعامل مع بن غفير وفرضت عقوبات على جماعات المستوطنين العنيفة التي تدفع برؤيته لتعزيز الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، رفع ترامب تلك العقوبات وردد بعض دعوات الوزير لإخلاء غزة من السكان – مما قد يمهد الطريق لاستقبال أكثر دفئا لرحلته. ووفقا لصحيفة “هآرتس”، سيكون أحد مرافقيه في الرحلة عكيفا هاكوهين، وهو مستوطن أمريكي المولد أدين في عام 2013 بالتجسس على الجيش الإسرائيلي لحماية مستوطنات غير شرعية.

بالنسبة للعديد من منتقدي بن غفير، فإن هذه الأحداث، بالإضافة إلى جدول زمني إضافي من الارتباطات التي وعد مكتب بن غفير وسائل الإعلام الإسرائيلية بإجرائها، تشير إلى مدى تطبيع آراء السياسي اليميني المتطرف.

وقال أوفير غوتيلزون، أحد قادة حركة ”أنكسبيتابل“ (UnXeptable)، وهي حركة احتجاجية للإسرائيليين في الولايات المتحدة، ”إن التعبئة ضد بن غفير هي تعبئة ضد التطرف“. وتنظم المجموعة مسيرة مناهضة لبن غفير في أبر إيست سايد يوم الخميس، بالتزامن تقريبا مع الفعالية التي تنظمها شبتاي.

وجاء في رسالة عممتها المجموعة: ”كإسرائيليين في أمريكا وكيهود أمريكيين، نعتقد أن هذه الزيارة تتطلب دعوة واضحة وصريحة: إيتمار بن غفير ليس موضع ترحيب في مجتمعنا. وليس موضع ترحيب في بلدنا. هو لا يمثلنا كيهود أو كإسرائيليين. نحن نعارض بثبات رؤيته المظلمة لليهودية وإسرائيل والشرق الأوسط“.

شارك في التوقيع على الرسالة العديد من الجماعات اليهودية والأفراد التقدميين، بما في ذلك الاتحاد من أجل اليهودية الإصلاحية، وأجندة نيويورك اليهودية، و”نحن جميعنا رهائن“، التي تدعم عائلات الرهائن الإسرائيليين، و”جي ستريت“، والعديد من أفراد عائلات الرهائن.

وقال مكتب بن غفير لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن زيارته للولايات المتحدة ستشمل محطات في ميامي ونيويورك وواشنطن. وفي مرحلة ما، كان من المتوقع أن يلتقي بن غفير بنظيرته في إدارة ترامب، وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، لكن هذا الاجتماع لم يعد قائما، وفقا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس. ولم يرد متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي على طلب من JTA للتعليق.

لم يتم الإعلان عن الكثير من التفاصيل الأخرى حول زيارة بن غفير المخطط لها، لكن معظم المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى التي اتصلت بها وكالة التلغراف اليهودية قالت إنه لا توجد لديها خطط لمقابلته. وبعضها لم يكن على علم بأنه سيقوم بالرحلة.

وقال ممثلون عن رابطة مكافحة التشهير، واللجنة اليهودية الأمريكية، والاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية والمنظمة الجامعة ”مؤتمر الرؤساء“ لـ JTA أنهم لن يلتقوا مع بن غفير، حيث أكدت المنظمات الثلاث الأخيرة أنه لم يتم تقديم أي طلب للقاء.

أمريكيون يهود أمريكيون وإسرائيليون سابقون يتظاهرون ضد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خارج فندق غراند حياة في واشنطن في 12 مارس، 2023. (Jacob Magid/Times of Israel)

قبل عامين، التقى رؤساء بعض تلك الجماعات سرا مع حليف بن غفير بتسلئيل سموتريتش خلال زيارة وزير المالية الإسرائيلي للولايات المتحدة. وقد أثار اجتماعهم، عندما تم الإعلان عنه بعد أشهر، ردود فعل عنيفة من الجماعات اليهودية الليبرالية والوسطية. (قام سموتريتش نفسه بزيارة قصيرة إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي للقاء وزير الخزانة في إدارة ترامب).

الزيارات المؤكدة هي مع منظمات لها سجل في إشراك أشخاص ذوي وجهات نظر متطرفة.

تأسست شبتاي في التسعينيات من قبل عدة شخصيات من بينهم بوكر، الذي كان حينها طالبا في كلية الحقوق في جامعة ييل، (والتي كانت تحمل في مراحل مختلفة اسم “جمعية حاي وإليعازر”) وتصف نفسها بأنها صالون فكري وتستضيف العديد من المتحدثين اليهود في فعاليات داخل وخارج الحرم الجامعي. وقد شارك في الفعاليات السابقة السياسي اليميني الإسرائيلي المثير للجدل سيمحا روتمان، وقضاة في المحكمة العليا الإسرائيلية، والمسؤول السابق في إدارة ترامب أنتوني سكاراموتشي، والمدون اليهودي المناهض للصهيونية فيليب فايس، وبوكر نفسه في عام 2022. وقد تصدرت المنظمة عناوين الأخبار خلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية للجمهوريين في عام 2024، عندما ترشح العضو السابق فيفيك راماسوامي، وهو ليس يهوديا، للرئاسة في برنامج انتخابي دعا فيه للحد من المساعدات لإسرائيل.

عمل هيخت، مدير شبتاي، مباشرة مع بوكر في الأيام الأولى لشبتاي. لم يرد بوكر على الفور على طلب التعليق على الحدث بمشاركة بن غفير. وكان السيناتور قد أدلى بتصريحات شديدة اللهجة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم الذي يضم بن غفير ووصفه بأنه ”يميني متطرف“.

كما سيشارك في الحدث الذي يستضيف بن غفير كل من المذيع الإسرائيلي والمدافع عن هجرة اليهود يشاي فلايشر والحاخام داني كوهين، زعيم حركة حاباد في الخليل.

المتحدث باسم المجتمع اليهودي في الخليل، يشاي فلايشر(إلى اليمين) ومارك زيل، رئيس حزب الجمهوريين في إسرائيل في الخارج، ينفخان الشوفار لإظهار دعمهم لترامب 2 نوفمبر، 2020. (Courtesy Har Hevron regional council spokesperson)

لقد وجدت حاباد تجاوبا كبيرا مع اليمين السياسي في الولايات المتحدة وإسرائيل. حتى أن منسق شؤون الحدود في إدارة ترامب، توم هومان، حضر عشاء في مدرسة دينية يهودية الشهر الماضي، وأعلن ترامب الأسبوع الماضي أن رجل الأعمال اليهودي من حاباد، يهودا كابلون، سيكون اختياره كمبعوث الإدارة لمناهضة معاداة السامية. وقد زارت وزيرة التعليم ليندا مكماهون، إحدى مدارس حاباد في إحدى زياراتها المدرسية الأولى، وزار ترامب نفسه “أوهيل”، قبر مناحيم مندل شنيرسون، آخر زعماء الحركة المعروف باسم “الرابي”.

لكن البعض داخل حاباد يقولون إن احتضان بن غفير في كراون هايتس هو خطوة تتخطى الحدود.

وقالت تسوفيا فريدن، وهي فنانة ذات ميول ليبرالية في حاباد ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي في كراون هايتس، لـ JTA تعليقا على استضافة بن غفير: ”لقد شعرت بخيبة أمل كبيرة في هذا المجتمع على وجه التحديد“. مستشهدة بمعارضة شنيرسون لاتخاذ مواقف سياسية، وقالت فريدن إنها تعتقد أن استضافة بن غفير ”تتعارض مع قيم ما يجب أن نروج له كحاباد“.

لكنها أقرت بأن مجتمع كراون هايتس قد تحول نحو اليمين في السنوات الأخيرة، وقالت إنها تشك في أن الكثيرين في كراون هايتس، الذين يدعمون بشكل عام حل الدولة الواحدة الذي يمنح الأفضلية للأغلبية اليهودية، سيدركون الأهمية السياسية لاستضافة بن غفير.

وقالت: ”الكثير من الأشخاص المتدينين الذين يعيشون في كراون هايتس ليسوا على دراية سياسية كبيرة. مما هم على دراية به، فهو [بن غفير] يريد إسرائيل موحدة، ويريد حل الدولة الواحدة. ولا أعرف إن كانوا على علم بتاريخ الكهانية“.

في هذه الأثناء، نشرت منظمة ”بيتار الولايات المتحدة“، التي كثيرا ما تعادي كلا من المؤيدين للفلسطينيين واليهود الآخرين في الشارع وعلى الإنترنت، تغريدة على منصة X ثم حذفتها لاحقا قالت فيها إنها ”سترحب بحرارة بالقيادي في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير في أول رحلة له إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل“، وأنها ”ستستضيف بحرارة فعاليات في العاصمة واشنطن ونيويورك وميامي“.

بيتار، التي دعت في الأيام الأخيرة إلى ”هجرة يهودية جماعية“ إلى إسرائيل، بينما تضغط أيضا على الكنيست الإسرائيلي لحظر بعض اليهود التقدميين من دخول البلاد، أثارت على الفور رد فعل عنيف من النائب الديمقراطي المؤيد لإسرائيل ريتشي توريس، الذي طرح مؤخرا فكرة الترشح لمنصب حاكم نيويورك. رفض توريس اقتراح المنظمة بأن يجتمع مع بن غفير.

وغرّد توريس، الذي وصف الوزير في الماضي بأنه ”ديماغوجي حقير ومثير للاشمئزاز وخطير“، مخاطبا بيتار: ”لا يوجد عالم يمكنني فيه أن أمنح مقابلة مع متطرف مثل بن غفير أو أي منظمة مثل منظمتكم التي تحتضن تطرفه. لو كنتم قد قمتم بواجبكم المنزلي، لعرفتم أنني لا أكنّ سوى الازدراء لـ [بن] غفير“.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (إلى اليسار) يزور الحرم القدسي، 2 أبريل 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وقد ادعت بيتار في البداية أنها شاركت في رعاية زيارته مع المنظمة الصهيونية الأمريكية، التي تحالفت معها المجموعة في المؤتمر الصهيوني العالمي. لكن رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورت كلاين قال لـ JTA إنه ”لم يمنح الإذن باستضافة بن غفير“، دون أن يوضح وجهة نظره الخاصة حول الوزير.

بعد ذلك بوقت قصير، حذفت بيتار التغريدة وتراجعت عن اقتراح الاستضافة بعد استفسار من JTA. وعندما تم الاتصال بالمنظمة مرة أخرى يوم الخميس، لم تقل أنها ستستضيف حدثا خاصا بها مع بن غفير.

وقال متحدث باسمها: ”تدعم بيتار الولايات المتحدة جميع وزراء الحكومة الإسرائيلية في هذا الوقت أثناء سفرهم. نحن سعداء بأن التيار الصهيوني السائد والمجتمع اليهودي سيرحب بالوزير في أمريكا خلال زيارته“.

اقرأ المزيد عن