في أول تعليق إسرائيلي على محاولة الإنقلاب المزعومة في الأردن غانتس يتعهد بتقديم المساعدة عند الضرورة
وزير الدفاع يقول إن الحادثة التي تورط فيها ولي العهد السابق حمزة بن حسين هي "شأن داخلي"، ويشيد بالتعاون الأمني مع عمان
مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

قال وزير الدفاع بيني غانتس يوم الأحد إن إسرائيل مستعدة لمساعدة الأردن عند الضرورة في أعقاب محاولة انقلاب مزعومة في نهاية الأسبوع الماضي، في أول تصريحات رسمية حول هذه القضية.
وأشار غانتس إلى الحادث باعتباره “قضية أردنية داخلية”، مؤكدا على العلاقات الأمنية الوثيقة لإسرائيل مع عمان.
وقال غانتس: “الأردن قوية ومزدهرة هي مصلحة أمنية واقتصادية بالنسبة لنا، وعلينا أن نفعل ما في وسعنا لمساعدتهم”.
وأضاف: “لكن كما قلت، فيما يتعلق بالتطورات الداخلية هناك – هذه مسألة داخلية”
وكانت تصريحات وزير الدفاع أول تصريحات رسمية لمسؤول إسرائيلي حول محاولة الانقلاب المزعومة. وتراقب الحكومة الإسرائيلية الوضع في الأردن عن كثب بعد محاولة الانقلاب المزعومة.
يوم السبت، اعتقلت قوات الأمن الأردنية عددا من الأشخاص، بينهم مسؤولون رفيعو المستوى، يُزعم أنهم كانوا يخططون للاستيلاء على السلطة من الملك عبد الله الثاني، الذي يحكم الأردن منذ عام 1999. وورد أن الأخ غير الشقيق لعبد الله، ولي العهد السابق حمزة بن حسين، متورط في المؤامرة، وادعى حمزة أنه رهن الإقامة الجبرية، على الرغم من أن الجيش الأردني قال أن الأمير لم يُعتقل، وإنما تلقى تعليمات “بوقف بعض الأنشطة التي يمكن استخدامها لزعزعة استقرار وأمن الأردن”.

نفت الحكومة الأردنية رسميا احباطها لمحاولة انقلاب من قبل حمزة، لكنها قالت إن “بعض تصرفات الأمير استُخدمت لاستهداف أمن الأردن واستقراره”، بحسب صحيفة “الرأي” الحكومية.
توصلت إسرائيل والأردن إلى اتفاق سلام في عام 1994، وشكلتا علاقة أمنية عميقة على الرغم من التوترات الدبلوماسية بين الحين والآخر ومشاعر الكراهية تجاه إسرائيل في صفوف المواطنين الأردنيين، الذين تنحدر غالبيتهم من أصول فلسطينية.
وقال غانتس للصحافيين في إحاطة هاتفية الأحد إن “الأردن هو جار مسالم، وذو أهمية إستراتيجية استثنائية. سنفعل ما هو ضروري للحفاظ على العلاقة المستمرة منذ 30 عاما”.
وأشار وزير الدفاع إلى أن أداء الأردن كانت سيئة في مواجهة جائحة فيروس كورونا، حيث سجلت المملكة الآلاف من الوفيات وتشهد ارتفاعا في عدد حالات الإصابة مؤخرا. ولقد شهدت الشهر الماضي احتجاجات في جميع أنحاء البلاد بعد أن تجاهل العاملون الطبيون في مستشفى حكومي مستويات الأكسجين المستنفد في أجهزة التنفس الاصطناعي، ما تسبب بوفاة العديد من المرضى. كما تواجه المملكة ركودا كبيرا في ظل الوباء.
وقال غانتس: “سنفعل كل ما هو مطلوب لتقديم العون لهم اقتصاديا وصحيا لمساعدتهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها. هذا ليس قراري فقط ولكني آمل أن يتخذه مكتب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي”.
وأعربت الولايات المتحدة والسعودية يوم السبت عن دعمهما للأردن. وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن واشنطن “تتابع عن كثب” التقارير المتعلقة باعتقال كبار المسؤولين الأردنيين.
وقال: “نحن على اتصال مع المسؤولين الأردنيين. إن الملك عبد الله هو شريك للولايات المتحدة، وهو يحظى بدعمنا الكامل”.
كما سارعت المملكة العربية السعودية إلى التعليق على التطورات في عمان.
وأعلنت الرياض أنها “تؤكد دعمها الكامل للمملكة الأردنية الهاشمية وللقرارات والإجراءات التي اتخذها الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين لحماية الأمن والاستقرار”.
الأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الأميركية الملكة نور، وعلاقته الرسمية بأخيه الملك عبدالله جيدة وهو قريب من الناس وشيوخ العشائر.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس.