في أكبر تجمع منذ تفشي كورونا، 5 آلاف شخص يشاركون في حفل موسيقي في تل أبيب
تم تنظيم العرض لدعم الفنانين وبمصادقة الشرطة بحسب تقارير، لكن الحضور فشلوا في الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي
يبدو أن قواعد التباعد الاجتماعي أفسحت المجال امام الأنغام الجميلة ليلة الخميس عندما احتشد نحو 5000 شخص في حفل موسيقي على الواجهة البحرية في تل أبيب، في ما يبدو أنه أكبر تجمهر منذ بدء تفشي فيروس كورونا منذ أكثر من شهرين.
وجاء الحفل، الذي وُصف بأنه حدث تضامن مع الموسيقيين الذين واجهوا صعوبات خلال فترة الإغلاق، في الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل تراجع في عدد الإصابات الجديدة، على الرغم من أن السلطات ما زالت تعلن عن عشرات الحالات الجديدة يوميا مع تزايد المخاوف من موجة تفشي ثانية للفيروس في تل أبيب والمدن المجاورة.
وتم تنظيم الحفل، الذي أقيم في متنزه “تشارلز كلور”، بعد الحصول على تصريح من الشرطة تماشيا مع قواعد التباعد الاجتماعي والحفاظ على النظافة الشخصية التي تم فرضها لاحتواء فيروس كورونا، حسبما ذكرت القناة 12.
وقدّرت وسائل إعلام عبرية إن عدد المشاركين في الحفل، الذي جاؤوا لمشاهدة بعض نجوم الروك الأكثر شهرة في إسرائيل، من بينهم أفيف غيفن وبيري سخاروف وإيهود بناي، وصل إلى 5 آلاف شخص.
إلا أن الكثير من المشاركين لم يحافظوا على المسافة بين بعضهم بالبعض، وشوهد عدد قليل منهم يضع الأقنعة.
وقال أحد المشاركين في الحفل لموقع “واينت” الإخباري: “في البداية حافظ الناس على المسافة، ولكن من المستحيل أن تتوقع من الناس سماع الموسيقى والامتناع عن الرقص أو الاقتراب [من بعضهم البعض]”.
וידאו אחרון של חלוקת ביצים לחג מבית שמש! pic.twitter.com/RNoPOZFX04
— איתי בלומנטל Itay Blumental (@ItayBlumental) May 21, 2020
وفي حين خرجت إسرائيل إلى حد كبير من إجراءات إغلاق استمرت لمدة شهرين، إلا أن العديد من اللوائح لا تزال سارية، بما في ذلك حظر التجمهر لأكثر من 50 شخصا في الهواء الطلق، بحسب تعليمات نشرتها الشرطة.
ومن المقرر أن تعيد المطاعم والحانات والفنادق فتح أبوابها في وقت لاحق من هذا الشهر، في حين أن الحظر على الحفلات الموسيقية والأحداث الحية سيُرفع في 14 يونيو فقط. ولا يزال شرط وضع الأقنعة قائما في معظم الأماكن، على الرغم من تعليق هذا الشرط مؤقتا هذا الأسبوع بسبب موجة الحر.

يوم الخميس، سمحت الشرطة لمئات الأشخاص بحضور مسيرة “يوم القدس” في البلدة القديمة في العاصمة، بعد التوصل إلى تسوية مع المنظمين.
ويبدو أن الانخفاض الحاد في عدد الإصابات، الذي يُعزى إلى الالتزام الصارم بالقواعد، قد أفسح المجال للتساهل في الحفاظ على تعليمات التباعد الاجتماعي، على الرغم من التحذيرات من أن تفشي موجة ثانية قد يؤدي إلى إعادة فرض الكثير من أنظمة الإغلاق.

بحسب معطيات وزارة الصحة التي تم نشرها مساء الخميس، بلغ عدد الإصابات بالفيروس في البلاد 16,683 حالة، بعد تسجيل 18 حالة في اليوم السابق. ولم يُعلن عن وفيات جديدة ليلة الأربعاء، في حين أن هناك أقل من 2700 حالة إصابة نشطة.
لكن سلسلة من الحالات في تل أبيب ورحوفوت وريشون لتسيون وبعض المناطق الأخرى، والعديد منها مرتبط بمدارس وحضانات، أجبرت عشرات الأشخاص على الدخول في حجر صحي في الأيام الأخيرة.

خلال الإغلاق، أثار نشطاء إسرائيليون اهتماما دوليا بعد تنظيمهم لتظاهرات حاشدة مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي. في مرحلة معينة، ذهبت بلدية تل أبيب إلى درجة وضع علامات خاصة في ميدان رابين لمساعدة المتظاهرين على الحفاظ على مسافة المترين بين بعضهم البعض.
وكان الفنانون من بين الفئات الأكثر تضررا من أنظمة الإغلاق، التي أدت في مرحلة معينة إلى رفع معدل البطالة في إسرائيل إلى أعلى من 27 في المائة.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الحفلات والمسرحيات والعروض الأخرى محظورة، ازدادت الدعوات في الأيام الأخيرة إلى زيادة الدعم الحكومي للموسيقيين والممثلين وغيرهم من الفنانين.

وحضر رئيس بلدية تل أبيب رون حولدئي، الذي كان على طليعة الحملة التي حضت الحكومة الإسرائيلية على تسريع إجراءات تخفيف القيود المفروضة لاحتواء الفيروس، في الحفل وتحدث لصالح إعادة الفنانين إلى العمل.

وقال، بحسب ما نقله موقع “واينت”: “لقد ترك فيروس كورونا العديد من الموسيقيين والممثلين، وأولئك الذين يعملون وراء الكواليس ويقومون بتعزيز صناعة الثقافة والموسيقى، بدون سبل عيش. إنهم في حالة عدم يقين بشأن موعد عودتهم لكسب لقمة العيش. هذه صرخة من صناعة كاملة تتطالب بأجوبة”.