إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

فيديو يظهر كما يبدو أن أضواء الطوارئ كانت مشتعلة في حادثة أطلق فيها الجيش الإسرائيلي النار على سيارات إسعاف في غزة

الجيش يتعهد بإجراء تحقيق ”شامل“ بعد أن تناقض الفيديو مع روايته؛ حيث ورد أن اللقطات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" تم اكتشافها على هاتف أحد المسعفين الـ 15 الذين عُثر عليهم بحسب تقرير في مقبرة جماعية

نشرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ يوم السبت تسجيل فيديو يظهر أن سيارات الإسعاف الفلسطينية وشاحنة إطفاء كانت تحمل علامات واضحة وكانت أضواء الطوارئ فيها مشتعلة عندما فتح الجيش الإسرائيلي النار عليها في جنوب غزة في 23 مارس، ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية حول مقتل 15 مسعفا أفادت تقارير أنه تم العثور عليهم في مقبرة جماعية هذا الأسبوع.

وكان الجيش، الذي يتهم حركة حماس بالتغلغل في البنية التحتية المدنية، قد قال إن المركبات كانت بدون مصابيح أمامية أو أضواء طوارئ، ولم تكن منسقة، ووصلت إلى المكان بعد وقت قصير من وصول مجموعة من المسلحين.

وفي أعقاب نشر الفيديو، تعهد الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيق ”شامل“ في الحادث.

وأفاد التقرير أنه عُثر على مقطع الفيديو على الهاتف المحمول لأحد المسعفين. وكان مسؤولون من الهلال الأحمر الفلسطيني قد صرحوا في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة أنهم سيقدمون الفيديو إلى مجلس الأمن الدولي.

وقالت الصحيفة إنها حصلت على الفيديو من دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته. وقالت أيضًا إنها تحققت من زمان ومكان الفيديو. وأضافت نيويورك تايمز نقلا عن الدبلوماسي إن اسم المسعف الذي صور الفيديو لم يتم الكشف عنه بسبب خوف عائلته من انتقام الجيش الإسرائيلي.

يبدو أن الفيديو تم تصويره من مقعد الراكب في السيارة.

ويُظهر الفيديو قافلة من سيارات الإسعاف وسيارة إطفاء تسير على الطريق وأضواء الطوارئ تومض ثم تتوقف بجانب سيارة أخرى انحرفت عن الطريق.

https://twitter.com/farnazfassihi/status/1908416208061296660

ومع اقترابهم من مكان الحادث، يمكن سماع رجل يقول ”يا رب يكونوا بخير… هاي مرميين مرميين مرميين. بسرعة، بسرعة، حادث شكله“.

تنتظر سيارتا إسعاف على جانبي الطريق، ويمكن رؤية سيارة إطفاء على بعد بضعة أقدام على الطريق. جميع السيارات تحمل علامات وأضواء الطوارئ مشتعلة. يتوجه ثلاثة عمال إسعاف، اثنان منهم يرتديان ملابس عاكسة للضوء، من تلك المركبات إلى السيارة التي انحرفت عن الطريق.

ثم يخرج الرجل الذي يصور الفيديو من سيارته. يمكن سماع إطلاق النار وهو يركض نحو السيارة التي انحرفت عن مسارها. ثم يمكن سماع الرجل بعد ذلك وهو يتلو الشهادتين، وهي صلاة يتلوها المسلمون عادةً قبل الموت.

عند هذه النقطة، ينطفئ الفيديو، لكن إطلاق النار يستمر لمدة خمس دقائق، وفقًا لنيويورك تايمز. في تلك الدقائق الخمس، بحسب الصحيفة، يمكن سماع رجل يقول بالعربية إن هناك إسرائيليين في المنطقة، ويمكن سماع الجنود يصرخون بأوامر غير واضحة باللغة العبرية.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة يوم الاثنين إنه تم انتشال جثث 15 من عمال الطوارئ والإغاثة من الهلال الأحمر والأمم المتحدة والدفاع المدني الفلسطيني المرتبط بحماس من قبر في الرمال في جنوب قطاع غزة، إلى جانب سيارات إسعاف محطمة بالكامل، يبدو أن جرافات الجيش الإسرائيلي دفنتها.

وقال رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور يونس الخطيب في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأمم المتحدة يوم الجمعة إن عمال الإغاثة ”استُهدفوا من مسافة قريبة جدًا“ وأن إسرائيل ”أبقتنا لمدة ثمانية دون إطلاعنا على أي معلومات“ بشأن مكان الجثث.

أفراد من الهلال الأحمر الفلسطيني وخدمات طوارئ أخرى يحملون جثامين زملائهم الذين يُزعم أنهم قُتلوا قبل أسبوع على يد القوات الإسرائيلية، خلال موكب تشييع في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة في 31 مارس، 2025. (Eyad BABA / AFP)

وقالت نيويوك تايمز إنها اطلعت على صور للأقمار الاصطناعية من مكان الحادث بعد الهجوم مباشرةً أظهرت أن المركبات قد تم نقلها خارج الطريق وتجميعها معًا.

وتشير الصور التي التقطت بعد يومين إلى أن المركبات تم دفنها.

وقالت نيويورك تايمز “إلى جانب الأرض التي تعرضت للنبش هناك ثلاثة جرافات وحفارة عسكرية إسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، أقامت الجرافات حواجز ترابية على الطريق في كلا الاتجاهين من المقبرة الجماعية“.

وأفاد التقرير أن العمال فُقدت آثارهم في 23 مارس وهم في طريقهم لإسعاف جرحى جراء غارة في رفح. وبحسب الأمم المتحدة والهلال الأحمر، فإن العمال كانوا غير مسلحين.

وقال مسعف فلسطيني كان حاضرًا في الحادث لوكالة “رويترز” إنه رأى القوات الإسرائيلية تطلق النار على سيارات الإسعاف التي رآها فيما بعد ملطخة بالدماء. وقال منذر عابد، وهو متطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه كان يستجيب لنداء مع اثنين من زملائه بالقرب من رفح جنوب قطاع غزة عندما احتجزه الجنود الإسرائيليون قبل وقت قصير من إطلاقهم النار على سيارات إسعاف أخرى.

وقال إنه لم يتمكن من رؤية ما حدث بالضبط عندما فتح الجنود النار.

ويصف الهلال الأحمر الفلسطيني عابد بأنه ”الناجي الوحيد“ من الحادث.

وقال عابد إنه وزملاءه تلقوا نداءً للخروج لمساعدة جرحى في ساعات الفجر في أعقاب غارة جوية في منطقة الحشاشين في رفح، بالقرب من الحدود مع مصر. ” تحركنا على طول، أنا ومعي اثنين من زملائي، وبمجرد ما وصلنا المكان صار إطلاق نار علينا كثيف، وتمت السيطرة علينا (احتجازنا)” حسبما روى لرويترز عبر الهاتف من منزله في خان يونس، في إشارة إلى إطلاق النار من قبل الجنود الإسرائيليين.

وبعد أن تم احتجازه، قال إنه لم يعد يتمكن من رؤية زميليه.

وبينما كان يقف بالقرب من الجنود، قال إنه رأى سيارات طوارئ أخرى تقترب من موقع الجنود الإسرائيليين. “كنت قادر أشوف سيارة الدفاع المدني، الجنود أطلقوا النار على الحافلة، كان إطلاق نار كثيفا من الجنود”، مضيفا “الدنيا كانت ليل وما كنت قادر أشوف شو حصل للطواقم بس كانوا (الجنود) بيطلقوا النار بكثافة، خلوني انبطح وبلشوا بإطلاق النار لدرجة كنت حاسس وكأنه الرصاص بيضرب في أنا”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر في 28 مارس بإطلاق النار على سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء، قائلاً إنه حددها على أنها ”مركبات مشبوهة“.

وردًا على إعلان الأمم المتحدة يوم الاثنين، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الدولي المقدم نداف شوشاني إن الجيش ”لم يهاجم سيارة إسعاف بشكل عشوائي في 23 مارس“. وقال شوشاني إن الجنود أطلقوا النار بعد أن ”تم تحديد مركبات غير منسقة تتقدم بشكل مشبوه نحو قوات الجيش الإسرائيلي دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ“.

وأضاف أنه ”بعد إجراء تقييم أولي للحادثة، تبين أن القوات قامت بتصفية ناشط عسكري من حماس هو محمد أمين إبراهيم الشوبكي الذي شارك في مجزرة 7 أكتوبر مع ثمانية إرهابيين آخرين من حماس والجهاد الإسلامي“.

يوم الخميس، قال شوشاني إن الحادثة “تم تحويلها إلى آلية تقصي الحقائق والتقييم التابعة لهيئة الأركان العامة للتحقيق فيها“.

هذه الآلية هي هيئة عسكرية مستقلة مسؤولة عن التحقيق في الحوادث غير العادية في خضم الحرب.

وأضاف شوشاني أن ”جيش الدفاع يولي أهمية قصوى للحفاظ على التواصل مع المنظمات الدولية العاملة في غزة ويتواصل معها بشكل منتظم“.

وفي يوم السبت، بعد نشر الفيديو، قال الجيش الإسرائيلي إن ”إطلاق النار باتجاه قافلة سيارات الإسعاف في تل السلطان في 23 مارس الماضي قيد التحقيق المعمق“.

وقال الجيش ردًا على استفسار ”سيتم فحص جميع الادعاءات، بما في ذلك الوثائق المنشورة، بشكل دقيق ومعمق، لفهم سلوك [القوات] في الحادث“.

وجاء هذا الحادث بعد خمسة أيام من استئناف إسرائيل القصف المكثف على غزة في 18 مارس، ثم قيامها بشن هجوم بري جديد، منهيةً بذلك وقفاً لإطلاق النار استمر قرابة شهرين في الحرب مع حماس.

ووفقاً لشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير، كان من المقرر أن يبدأ الطرفان مفاوضات حول المرحلة الثانية بعد بضعة أسابيع من المرحلة الأولى، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك، مصراً على أن الحرب لن تنتهي قبل تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية. وفي الوقت نفسه، رفضت حماس سلسلة من العروض لتمديد المرحلة الأولى مع الاستمرار في تحرير الرهائن تدريجيًا.

تم التوصل إلى الصفقة في يناير، أي بعد نحو 15 شهرًا من اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

ساهم إيمانويل فابيان في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن