فلسطيني يروي كيف قدم المساعدة لعائلات المستوطنين التي تعرضت لهجوم إطلاق نار في الخليل
الزوجان ساعدا أفراد عائلة ميكي مارك الناجين الخروج من المركبة المنقلبة وقدما لهما المساعدة الأولية حتى وصول سيارات الإسعاف
في اللحظات التي تلت هجوم إطلاق النار يوم الجمعة والذي أسفر عن مقتل الحاخام ميكي مارك بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية، قام زوجان فلسطينيان من المنطقة بمساعدة أفراد عائلته الذين نجوا من الهجوم بالخروج من المركبة المنقلبة وقدما لهم المساعدة الأولية إلى حين وصول طواقم الإنقاذ إلى المكان.
وقال الرجل الفلسطيني، من سكان الخليل، للقناة الإسرائيلية الثانية: “بداية اعتقدت أنه حادث سير. فتحت الباب، وكان ذلك صعبا لأن السيارة كانت منقلبة”، وتابع الرجل: “الطفلة داخل المركبة كانت تصرخ، ’إنهم يقتلوننا’، فقلت لها ألا تخاف وبأن كل شيء سيكون على ما يرام”.
بعد أن نجح في فتح أحد أبواب المركبة، قال الرجل، الذي لم يذكر التقرير اسمه، بأنه قام بسحب تهيلا البالغة من العمر (14 عاما) من السيارة المحطمة.
وأضاف أن زوجته، التي تعمل طبيبة، عملت على وقف النزيف من الجرح الذي كان في بطن الفتاة بينما قام هو بالإتصال بالإسعاف.
وروى الرجل “كانت تقول لها بالإنجليزية ’لا تخافي، نحن هنا لمساعدتك’”.
وقال الرجل إنه قام بعد ذلك بسحب بيدايا إبنة الـ -15 عاما من المركبة وحاول أن يهدئ من روعها.
وأضاف: “أخذت الطفلة وحضنته، أعطيته بعض الماء واليود، وقلت له بأن كل شيء سيكون على ما يرام”، وتابع الرجل بالقول: “لا يهمني إذا كان ذلك حادثا أو هجوما، هذا لا يهم. هؤلاء أشخاص، أطفال، بحاجة للمساعدة، وإذا كان بمقدوري تقديم المساعدة، سأساعدهم”.
وأضاف: “قالت الفتاة لي، ’الله أرسل عربيا ليساعدنا’”.
صباح الجمعة، فتح مسلحون فلسطينيون النار على عائلة مارك خلال سفرهم في مركبتهم على طريق رقم 60، جنوبي مدينة الخليل في الضفة الغربية. إطلاق النار أدى إلى خروج المركبة عن السيطرة وانقلابها.
لقي ميكي مارك مصرعه على الفور، في حين أن زوجته، حافي، أصيبت بجراح خطيرة. يوم الجمعة، قال الأطباء في مستشفى “هداسا عين كارم” إنه تم إخراج حافي من غيبوبة اصطناعية، وإن حالتها استقرت. ولم يخبرها الأطباء على الفور عن الهجوم.
وأصيب بيدايا بجروح طفيفة ولم تُنقل إلى المستشفى، وشقيقتها تهيلا، التي أصيبت أصابة متوسطة في إطلاق النار، سُمح لها بمغادرة مستشفى “هداسا” لمدة قصيرة للمشاركة في جنازة والدها عصر يوم الأحد.
في الأيام التي تلت الهجوم، شدد بعض أفراد عائلة مارك لوسائل الإعلام وللأصدقاء الذين قدموا لهم التعازي على أن زوجين فلسطينيين هما أول من قدم لهم المساعدة.
ردا على تعليق على “فيسبوك” هاجم فيه أحد المستخدمين “العرب القتلى والحثالة”، سارعت شقيقة حافي مارك، يسكا، للإشارة إلى أن زوجين فلسطينيين قدما المساعدة للعائلة.
وكتبت ردا على المستخدم “ينبغي علي أن قول لكم بأن أول الواصلين إلى الموقع كانا زوجان عربيان اللذان أنقذا أفراد العائلة، وقدما المساعدة الأولية واستدعيا الإسعاف”، وأضاف “أعتقد أن علينا استخدام عبارة إرهابيين وليس عرب، لأن ليس كل العرب هم إرهابيون، وأنا أقول ذلك من تجربة”.