الآلاف يشاركون في جنازة لوسي دي التي قتلت في هجوم غور الأردن
الزوج ومن تبقى من أولاده على قيد الحياة يعودون إلى المقبرة بعد أقل من 48 ساعة من دفنهم للشقيقتين مايا ورينا دي؛ الثلاث قُتلن في الهجوم الذي وقع في الضفة الغربية
انضم عشرات آلاف المشيعين يوم الثلاثاء إلى زوج لوسي دي وأولادها الثلاثة الباقين على قيد الحياة لتشييع جثمانها إلى مثواه الأخير، بعد أقل من 48 ساعة من قيامهم بدفن ابنتيها مايا ورينا. الثلاث قُتلن بعد تعرضهن لإطلاق النار على أيدي مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية في الأسبوع الماضي.
وكانت دي (48 عاما) قد أصيب إصابة حرجة في هجوم إطلاق النار الذي وقع يوم الجمعة في غور الأردن وتوفيت متأثرة بجراحها.
واحتشد أصدقاء وأبناء العائلة وسكان غوش عتصيون في مقبرة كفار عتصيون، حيث ووري جثماني مايا دي (20 عاما) ورينا دي (15 عاما) الثرى الأحد، لتوديع والدة الشابتين الوداع الأخير. تحمل العائلة، التي هاجرت من بريطانيا قبل تسع سنوات، جنسية مزدوجة.
وقالت كيرن دي (17 عاما)، أكبر أولاد لوسي الأحياء، للمشيعين إن “فقدان أم هو مثل فقدان حياة”.
وقالت “في الأمس، صليت لكي تستيقظي، ألا نحتاج أن نشعر بالألم مرة أخرى. أشعر بألم كبير في قلبي، لا يمكنني أن أفقدك أنت أيضا. الآن أنا بحاجة لقبول دورين في المنزل لم يعدّني لهما أحد”.
وتابعت كيرن قائلة “لطالما قلت لي أنكما تنتظران الأحفاد، أن تكوني جدة. الآن سيعيشون ولن يكون لهم الفخر بلقاءك. من خمس بنات، أصبحنا الآن اثنتين. أطلقوا النار عليك مرتين، وصارعت على حياتك، لقد كنت امرأة قوية، من طفولتك، التي لم تكن سهلة، وحتى آخر لحظاتك”.

“لا يمكنني استيعاب أن الأمر قد انتهى. من المستحيل وصف ذلك بالكلمات. أحبك يا أمي”.
في كلمة التأبين التي ألقتها، قالت طالي دي، الابنة الصغرى، إنها تجد صعوبة في العثور على كلمات تحيي ذكرى والدتها.
وقالت “فكروا في أمهاتكم، إذا كان بإمكانكم تلخيصهن في بضع فقرات. كيف تنتقل من كل شيء إلى لا شيء؟ كيف سأتمكن من النهوض من سريري؟”
وأضافت “من بين الأخوات، تركوا لي كيرن. ولكن هناك أم واحدة. أمي، لطالما حميتني من الأمور السيئة. أتمنى أن يكون أحفادك مثلك”.
وألقى الحاخام ليو دي كلمته التابينية مع نشيد “آني مأمين” (أنا أؤمن)، الذي يصلي من أجل مجيء المسيح المنتظر. وقال دي إنه فقد “أعز أصدقائه” بوفاة زوجته، التي شارك معها العديد من تجارب الحياة المهمة.
وقال “لقد سافرنا حول العالم معا حرفيا، وهاجرنا [إلى اسرائيل] معا، وبنينا حياة جديدة لأنفسنا في أرض الميعاد”، مضيفا “كثيرا ما كنت تقولين إنه لا يمكنك تخيل العيش في أي مكان آخر. ولا أنا – حتى في هذه اللحظة، وخاصة الآن”.
وقال للمشيعين “احرصوا على زيارة كل امرأة تلد في إفرات ومساعدتها. بالأمس في المستشفى، رأيت زوجين شابين مع صبي. أردت أن أقول لها أن يستفيدا من كل لحظة ممكنة لهما معا”.
وأضاف “لقد اهتمت بكل واحد منا. جهزت الطعام لنا جميعا، وكتبت ملاحظات لنا جميعا في كل صباح”.

وقال بنجامين، شقيق لوسي، إن شقيقته كانت امرأة استثنائية “حققت أحلامها دائما”.
وقال: “لقد رأت العالم من حولها، حيث يمكنها أن تحدث فرقا، وعززت الشعور بالتآزر في مجتمعها. عندما انتقلت لوسي وليو إلى إسرائيل، قررت لوسي مرة أخرى رد الجميل لمجتمعها بأفضل طريقة – من خلال تعليم اللغة الإنجليزية للإسرائيليين تطوعا”.

وأضاف “كانت أما متفانيا لبناتها. تذكروا لوسي ومايا ورينا، تذكروا كل الخير في هذا العالم، وما يمكننا أن نفعل جميعا من أجل تحويل هذا العالم إلى مكان أفضل”.
تم التبرع بأعضاء دي وزرعها قبل ساعات من الجنازة، مما ساعد في إنقاذ حياة خمسة أشخاص.

في مستشفى “بيلنسون” في بيتح تكفا، ذهب قلب دي إلى سيدة تبلغ من العمر 51 عاما، وكبدها إلى شاب يبلغ من العمر 25 عاما، وكليتيها إلى رجلين – احدهما في أواخر الثلاثينات من عمره وآخر في أواخر الخمسينات من العمر. وتم زرع رئتيها في جسم سيدة تبلغ من العمر 58 عاما في مركز “شيبا” الطبي. كما سيتم زرع قرينيتي عينيها لمريضين في وقت لاحق.
في هجوم يوم الجمعة، الذي وقع بالقرب من مستوطنة حمرا، فتح مسلحون الفلسطينيون النار على مركبة الضحايا، مما أدى إلى اصطدامها بكتف الطريق السريع. بعد ذلك أطلق المهاجمون النار على المركبة مجددا، مما أسفر عن مقتل الشقيقتين وإصابة والدتهما إصابة حرجة.
والد العائلة، الحاخام ليو دي، استقل سيارة سارت أمام مركبة القتلى مع أفراد أخرى من الأسرة في رحلة عائلية إلى طبريا، وعاد إلى الوراء في أعقاب الهجوم وكان حاضرا عند وصول المسعفين لتقديم العلاج لعائلته.

بدأ الجيش الإسرائيلي بعمليات بحث عن المسلحين وآخرين فروا من مكان الهجوم، لكن حتى مساء الإثنين كانوا ما يزالون طلقاء. ويُعتقد أنهم يختبئون في شمال الضفة الغربية.
وأظهرت تسجيلات صورتها كاميرات المراقبة للهجوم المسلحين يقتربون من سيارة القتلى، وأحد المهاجمين يقوم بإطلاق النار من مقعد الراكب.
بعد ذلك انعطفت السيارة التي كانت تقل المسلحين على الطريق السريع وهربت من المكان باتجاه نابلس.
بعد ساعات من هجوم إطلاق النار، دهس مواطن عربي مجموعة من السياح بسيارته بالقرب من كورنيش تل أبيب، مما أسفر عن مقتل السائح الإيطالي أليساندرو باريني وإصابة سبعة آخرين.
تصاعدت التوترات في المنطقة في الأيام الأخيرة بعد إطلاق صواريخ من غزة ردت عليها إسرائيل بشن غارات جوية، وإطلاق وابل من الصواريخ من لبنان، ومواجهات في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى طائرة مسيرة يُشتبه أنها إيرانية أُطلقت من سوريا في وقت سابق من الأسبوع.