فريق الجيش الإسرائيلي لمساعدة المغرب بعد الزلزال ينتظر الرد على العرض
غالانت يتحدث مع نظيره المغربي، ويؤكد "الالتزام بالوقوف إلى جانب شركائنا خلال الأوقات الصعبة" بعد مقتل أكثر من 1300 شخص؛ وزارة الصحة أيضا تنظم فريق مساعدة
تم تعليق وفد المساعدة الذي كان من المقرر أن يرسله الجيش الإسرائيلي إلى المغرب مساء السبت، حسبما أشار مسؤولون مشاركون في هذه الجهود، حيث لم يرد المسؤولون المغاربة بعد على عرض إسرائيل للمساعدة بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 1300 شخص.
وقالت أخبار القناة 12 إن المسؤولين المغاربة ما زالوا غير متأكدين أي مساعدات ستلبي احتياجاتهم على أفضل وجه.
وأرسلت وزارة الخارجية فريقا إلى الرباط يوم الأحد لمساعدة الإسرائيليين هناك في أعقاب الزلزال.
وقالت الوزارة ليلة السبت إنها على علم بوجود 479 مواطنا إسرائيليا في البلاد، من بينهم 17 لم يتصلوا بعد بعائلاتهم في أعقاب الزلزال. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا إسرائيليين في الزلزال، لكننا “نواصل محاولة الاتصال بجميع الإسرائيليين الموجودين في المغرب للتأكد من سلامتهم”.
وقالت الوزارة إن القنصل الإسرائيلي في الرباط دوريت أفيداني تتوجه إلى منطقة مراكش الأكثر تضررا للحصول على صورة كاملة عن الاحتياجات هناك.
وقالت منظمة الطوارئ الإسرائيلية غير الحكومية IsraAID يوم السبت إنها مستعدة أيضًا للانضمام إلى جهود الإغاثة في المغرب، وتخطط لإرسال وفد يحمل مساعدات إلى مراكش والمنطقة المحيطة بها. وقالت المجموعة إنه من المقرر أن يصل فريقها إلى مراكش الأحد، وأنها على اتصال بالجالية اليهودية المحلية.
وفي وقت سابق السبت، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “جميع الوزارات والقوات بتقديم المساعدة اللازمة للشعب المغربي، بما في ذلك التخطيط لإرسال وفد مساعدات إلى المنطقة”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقال نتنياهو إن “شعب إسرائيل يمد أيديه إلى أصدقائنا، الشعب المغربي، في هذا الوقت العصيب ويصلي من أجل سلامتهم. سنساعد بأي طريقة ممكنة”.
كما طلب وزير الخارجية إيلي كوهين من وزارته والسفارة في الرباط الاتصال بالسلطات المغربية لمعرفة كيف يمكن لإسرائيل تقديم المساعدة.
وتعد إسرائيل رائدة على مستوى العالم في عمليات البحث والإنقاذ، وقد أرسلت وفودًا للمساعدة في الزلازل الكبرى، بما في ذلك في تركيا والمكسيك وهايتي.
وتحدث وزير الدفاع يوآف غالانت مع نظيره المغربي عبد اللطيف لوديي.
“جزء كبير من اتفاقيات إبراهيم هو التزامنا بالوقوف إلى جانب شركائنا أثناء الأزمات الوطنية. دولة إسرائيل مستعدة لمساعدة المملكة المغربية خلال هذا الوقت العصيب”، قال غالانت في بيان صادر عن مكتبه، في إشارة إلى سلسلة من صفقات التطبيع المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال الوزير للوديي إن إسرائيل تستعد لإرسال فرق إغاثة، كما قدم تعازيه لمئات المغاربة الذين قتلوا في الكارثة.
وفي المقابل، قالت وزارة الصحة إنها مستعدة أيضًا للانضمام إلى أي جهود إغاثة، وإرسال وفدًا يضم أطباء وممرضات، بالإضافة إلى المعدات الطبية.
وفي سلسلة من المنشورات بالعبرية والفرنسية والإنجليزية، أعرب الرئيس يتسحاق هرتسوغ أيضا عن تعازيه للمغرب.
وكتب على موقع التواصل الاجتماعي X، تويتر سابقا: “قلوبنا مع الشعب المغربي. إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة عند الحاجة”.
وقد شهد المغرب زلزال قوي ونادر، دفع الناس إلى الفرار إلى الشوارع وأدى إلى سقوط مباني في القرى الجبلية والمدن القديمة التي لم يتم بناؤها لتحمل مثل هذه القوة. ولقي أكثر من 1300 شخص حتفهم، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا بينما يعمل عناصر الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية الأكثر تضررا حيث تم دفن الضحايا بينما لا تزال الجهود لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض جارية.
واستيقظت المملكة السبت على هول الصدمة والهلع غداة الهزّة التي بلغت قوّتها 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيرا إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش، المقصد السياحي الكبير.
وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنّه وُصِف أيضا بـ”الاسثتنائيّ” نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير.
وأثار الزلزال هلعا عارما في البلاد، خصوصا أن سكّان مدن عدّة بعيدة عن بؤرته شعروا به. وفضّل كثيرون في مراكش خصوصا قضاء الليل في العراء جرّاء الهلع وشائعات عن احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يَعتَد الزلازل العنيفة.
وأعلن الديوان الملكي المغربي عن “ﺣداد وطﻧﻲ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم، ﻣﻊ ﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم اﻟوطﻧﯾﺔ”.
ووقعت إسرائيل والمغرب اتفاق تطبيع في عام 2020 وتطورت العلاقات بسرعة منذ ذلك الحين. وقد تم دعوة نتنياهو لزيارة البلاد.
وتعتبر البلاد مقصد سياحي شهير للإسرائيليين، حيث أن العديد منهم لديهم جذور مغربية، والعديد منهم كانوا في البلاد أثناء الزلزال.
وأعلنت شركة الطيران الإسرائيلية “أركياع” أنها ستفتح خطًا هاتفيًا ساخنًا للطوارئ على الرقم 0527323433 للإسرائيليين الذين يرغبون في العودة من المغرب.
في 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.
في 29 شباط/فبراير 1960 دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.
ساهمت وكالة فرانس برس في إعداد هذا التقرير.