فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تعلن تأييدها لخطة مدعومة عربيا لإعادة إعمار غزة
وزراء الخارجية يقولون إن الاقتراح الذي رفضته الولايات المتحدة وإسرائيل والذي لا يتطرق بشكل كبير إلى حماس ”يعرض مسارا واقعيا لإعادة إعمار غزة"

أعرب وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا يوم السبت عن دعمهم لخطة مدعومة عربيا لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار وتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وقال الوزراء في بيان مشترك: ”تُظهر الخطة مسارا واقعيا لإعادة إعمار غزة وتعد – في حال تنفيذها – بتحسين سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة“.
وأضافوا “من الواضح لنا بأن حماس يجب ألا تحكم غزة وألا تشكل تهديدا لإسرائيل بعد الآن، وقالوا “نرحب بالجهود الجادة التي يبذلها جميع المعنيين ونقدر الرسالة المهمة التي وجهتها الدول العربية من خلال التطوير المشترك لخطة التعافي وإعادة الإعمار هذه”.
الخطة التي وضعتها مصر وتبناها القادة العرب في وقت سابق من هذا الشهر، رفضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل، على الرغم من وجود إشارات متضاربة من واشنطن.
وهي بمثابة رد على ترامب، الذي أثار غضبا عالميا باقتراحه أن ”تستولي“ الولايات المتحدة على غزة وتحولها إلى ”ريفييرا الشرق الأوسط“، مع إجبار سكانها الفلسطينيين على الانتقال إلى مصر أو الأردن أو دول أخرى.
تتوخى الخطة العربية تشكيل لجنة مستقلة من التكنوقراط لإدارة غزة لمدة ستة أشهر قبل تسليم السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية، وتنص على بقاء الفلسطينيين في القطاع أثناء إعادة إعماره، على عكس اقتراح ترامب الذي ينص على ترحيل جميع السكان.

وتقترح الخطة إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى غزة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي. وفي الوقت نفسه، سيقوم مصر والأردن بتدريب عناصر الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية بحيث يكون بالامكان إرسالهم بعد ذلك إلى غزة للحفاظ على القانون والنظام.
غير أن المقترح العربي لا يتطرق بشكل كبير إلى حماس، بل يرى أن قضية الجماعات المسلحة في غزة لا يمكن معالجتها بشكل كامل إلا من خلال عملية سياسية تؤسس لدولة فلسطينية.
وقد شهد يوم الجمعة اعتماد منظمة التعاون الإسلامي للخطة العربية.
وجاء قرار المنظمة التي تضم 57 دولة عضو في اجتماع طارئ في جدة بالمملكة العربية السعودية، بعد ثلاثة أيام من تصديق جامعة الدول العربية على الخطة في قمة القاهرة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات رددها نظيره السوداني: ”اعتمد الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية“.
وأضاف عبد العاطي “إنه بالتأكيد شيء إيجابي للغاية“.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس للصحفيين يوم الخميس إن الخطة ”لا تلبي توقعات“ واشنطن، في حين قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض براين هيوز إنها لا تأخذ في الحسبان ”حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا“.
لكن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبدى رد فعل أكثر إيجابية، واصفا إياها بأنها ”خطوة أولى كبادرة حسن نية من المصريين“.
وأكد ويتكوف مجددا أن إعادة إعمار غزة ستستغرق من 10 إلى 15 عاما، سيكون القطاع خلالها غير صالح للسكن. ومع ذلك، فقد تجنب انتقاد الخطة المصرية التي تسمح للفلسطينيين بالبقاء في غزة أثناء إعادة إعمارها من خلال تقسيم القطاع إلى سبع مناطق والعمل عليها بشكل منفصل.
وقال ويتكوف ردا على سؤال حول هذا الجانب من الخطة المصرية ”نحن نقوم بتقييم كل شيء هناك. من السابق لأوانه بعض الشيء التعليق على ذلك”، مضيفا ”نحن بحاجة إلى مزيد من النقاش حول هذا الموضوع”.