فرقة الإنقاذ في عملية “عنتيبي” تنتقد نتنياهو لقيامه بـ”التضحية بالبلاد من أجل مصالحه الشخصية”
المحاربون القدامى يستشهدون بقيادة شقيق رئيس الوزراء، الذي قُتل خلال العملية، ويتهمون نتنياهو باستخدام أسلوب "فرق تسد"، ويهاجمونه لقيامه بتشبيه المتظاهرين بمثيري الشغب في حوارة
نشرت فرقة الكوماندوز الخاصة التي أنقذت الرهائن في عنتيبي عام 1976 خطابا يوم السبت تنتقد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “للتضحية بدولة إسرائيل وشعب إسرائيل من أجل مصالحك الخاصة”.
وكان شقيق رئيس الوزراء، يوني نتنياهو، قد قُتل خلال قيادته لقوة “ساييرت ماتكال” في العملية.
كتب المحاربون القدامى “لقد حظينا بشرف أن نكون من بين مجموعة قليلة من المقاتلين الذين اقتحموا عنتيبي، تحت قيادة قائدنا الهادئ والشجاع يوني نتنياهو، الذي ضحى بإدراك وبعينين مفتوحتين من أجل دولة إسرائيل وشعب إسرائيل”.
وأضافوا إنه “لأمر محزن، لكنك يا بيبي، تقوم بإدراك وبعينين مفتوحتين بالتضحية بدولة إسرائيل وشعب إسرائيل من أجل مصالحك الخاصة”، مستخدمين كنية نتنياهو وفي إشارة واضحة إلى محاكمته الجارية، والتي يقول البعض إنها عامل في نهج الائتلاف بالدفع بكامل قوته بخطة الإصلاح القضائي.
شهدت العملية التي نُفذت في 4 يوليو، 1976، انقاذ 98 رهينة تم احتجازهم في 27 يونيو، 1976، على أيدي مسلحين فلسطينيين وألمان، الذي اختطفوا الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية والتي كانت متجهة من تل أبيب إلى باريس. تم إجبار الطائرة على تحويل مسارها إلى أوغندا، حيث لقي الخاطفون ترحيبا من الدكتاتور عيدي أمين.
وقُتل خلال العملية أربعة رهائن، بالاضافة إلى يوني نتنياهو.
كما انتقد المحاربون القدامى رئيس الوزراء وحلفائه لجهودهم في تشويه صورة المتظاهرين المناهضين للقضاء ووصفهم بالأناركيين والإرهابيين.
وقالوا “عمدا، ولسنوات، أنت تمارس قاعدة ’فرق تسد’، وتقوم بتقسيم الإسرائيليين وتحريضنا أحدنا على الآخر. لقد أصبح الجمهور الإسرائيلي الذي لا يدعمك ’صغيرا’ و’ضعيفا’ وخائنا’ و’أناركيين’”.
وكتبوا “لقد شبهتنا بأولئك الذين نفذوا البوغروم في حوارة، وابنك، الذي لم يحمل بندقية في حياته، يصفنا بـ’الإرهابيين’”.
يوم الخميس، تراجع نتنياهو الأب عن تصريحاته، وقال إنه قصد فقط أن هجوم حشد المستوطنين على حوارة في الأسبوع الماضي وإغلاق الطرق في تل أبيب خلال الاحتجاجات يوم الأربعاء هما مثالان على خرق القانون.
بالرجوع إلى الخطاب الناري الذي ألقاه عضو الكنيست عن حزب “الليكود” دافيد أمسالم، والذي وصف المتظاهرين فيه على أنهم أثرياء يرتدون ساعات “رولكس” ويقودون سيارات “مرسيدس”، أشار المحاربون القدامى إلى استخدام السيارة الألمانية الراقية في العملية لإنقاذ الرهائن.
وكتبوا “نعم، [نفذنا عملية الإنقاذ] بسيارة مرسيدس [لتبدو وكأنها سيارة أمين]. على بعد أربعة آلاف كيلومتر من الديار. لم تكن لدينا ساعات رولكس، بل بنادق كلاشينكوف. ولا سترات واقية، لأننا كنا بحاجة إلى ارتداء ملابس مثل الجنود الأوغنديين. لكننا جازفنا بأنفسنا لأنه كان لدينا هدف – إنقاذ 105 يهود. أشكنازيون ومزراحيون وعلمانيون ومتدينون – جميعهم جزء من أمتنا وبلدنا”.
وقارن قدامى المحاربين نجاح مختلف عناصر المؤسسة الأمنية بالوحدة التي شوهدت بين عناصر المجتمع المتنوعة في الاحتجاجات: “مثل اليوم، الجميع معا في المظاهرات”.
وكتبوا “أنت تصفنا بأننا ’صهاينة بشرط’. أنت، الذي ترك والدك إسرائيل في 1939 وعاد فقط في عام 1949 عندما انتهت حرب الاستقلال. وترك البلاد مرة أخرى في 1962 وعاد بعد سقوط نجله [في عنتيبي]. معا مع إخوتنا في السلاح والعديد من الإسرائيليين الرائعين، سنواصل التظاهر والنضال من أجل إسرائيل التي في وثيقة الاستقلال وضد الدكتاتورية”.
للأسبوع التاسع على التوالي مساء السبت، تظاهر مئات الآلاف من الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد ضد مقترحات الحكومة لتقليص صلاحيات السلطة القضائية في البلاد، في إجراءات يتم تسريعها من خلال العملية التشريعية في الكنيست.
يقول منتقدو الخطة إن الإصلاح المقترح سيضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، ويزيل عنصرا رئيسيا من ضوابطها وتوازناتها، ويترك الأقليات دون حماية. في حين يقول المؤيدون إن الإصلاح مطلوب بشدة لكبح تدخل المحكمة العليا في الأوامر التنفيذية.