إسرائيل في حالة حرب - اليوم 473

بحث

فتح معبر القنيطرة بين إسرائيل وسوريا لأول مرة منذ 4 سنوات

المعبر سيُستخدم فقط من قبل مراقبي الأمم المتحدة، ولكن يؤمل بأن يستخدمه المواطنون الدروز في إسرائيل لزيارة عائلاتهم في سوريا ولنقل كميات صغيرة من البضائع

جنود الجيش الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في معبر القنيطرة بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، مع إعادة فتح المعبر بعد أربع سنوات، 15 أكتوبر، 2018. (Judah Ari Gross/Times of Israel)
جنود الجيش الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في معبر القنيطرة بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، مع إعادة فتح المعبر بعد أربع سنوات، 15 أكتوبر، 2018. (Judah Ari Gross/Times of Israel)

أعيد فتح معبر حدودي بين سوريا وإسرائيل يوم الإثنين – بعد أربعة أعوام من إغلاقه مع فرار مراقبي الأمم المتحدة من المنطقة بسبب القتال العنيف في الحرب الأهلية السورية. وتشكل الخطوة اعترافا رسميا من قبل إسرائيل بعودة الطاغية السوري بشار الأسد  إلى الحكم في جنوب سوريا، بعد أن هزم جماعات المتمردين في المنطقة في وقت سابق من الصيف الأخير.

وتم رفع العلم السوري في معبر القنيطرة، ومع إعادة فتحة، قامت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) بإرسال عدد من المركبات البيضاء من سوريا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وقال الميجر نحاميا بيركي، المنسق الإسرائيلي لأندوف، للصحافيين، إن “فتح المعبر يرمز إلى عودة تطبيق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 [بين إسرائيل وسوريا]”.

وقال: “لقد تم إغلاق المعبر في 2014 بعد استيلاء قوات معادية على المنطقة وبقي مغلقا بطلب من الجانب الآخر منذ ذلك الحين”، وأضاف: “نتوقع [من أندوف] فرض المنطقة منزوعة السلاح مرة أخرى وإبقاء القوات المعادية بعيدة”.

مركبة تابعة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في معبر القنيطرة بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، مع إعادة فتح المعبر بعد أربع سنوات، 15 أكتوبر، 2018. (Judah Ari Gross/Times of Israel)

ويؤمل أن يتم استخدام المعبر في المستقبل من قبل المواطنين الدروز في إسرائيل لزيارة عائلاتهم في سوريا وعبور كمية صغيرة من البضائع، وخاصة التفاح.

واحتشد مراقبون من الأمم المتحدة ووجهاء من الطائفة الدرزية التي تشكل غالبية في المنطقة بالقرب من المعبر. وترك مراقبو الأمم المتحدة معبر القنيطرة في عام 2014 لأول مرة منذ انتشارهم هناك في عام 1974، في أعقاب حرب “يوم الغفران”، لمراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار ومنطقة منزوعة السلاح.

وقال يوسف جربو، وهو أحد الزعماء الدروز، لقناة “الإخبارية” السورية من القنيطرة “إنه يوم نصر”.

واستعادت القوات السورية السيطرة على منطقة القنيطرة في شهر يوليو. منذ ذلك الحين تم نشر قوات تابعة للشرطة العسكرية الروسية في المنطقة، بما في ذلك بالقرب من الجانب الإسرائيلي من هضبة الجولان، حيث تم وضع حواجز. وتقول موسكو إنها تخطط للعمل عن كثب مع القوة الأممية.

ورحبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بإعادة فتح المعبر يوم الجمعة، وقالت إن الخطوة ستسمح لقوات حفظ السلام “بتكثيف جهودها لمنع الأعمال العدائية في منطقة هضبة الجولان”.

وقالت هايلي في بيان لها “نحن نتوقع من إسرائيل وسوريا توفير الوصول الذي تحتاجه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فضلا عن ضمانات لسلامتهم. وندعو سوريا أيضا لاتخاذ الخطوات الضرورية حتى تتمكن الأندوف من الانتشار والقيام بدوريات بشكل آمن وفعال من دون تدخل”.

ودعت البلدين أيضا إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار و”ابقاء أي قوة عسكرية غير قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خارج المنطقة”.

إعادة فتح المعبر بين الأردن وسوريا أيضا

يوم الإثنين أيضا، أعيد فتح معبر بين سوريا والأردن لأول مرة منذ ثلاث سنوات، ما يعد باعادة التجارة والحركة بين البلدين الللتين توقفتا بسبب الحرب. واصطفت في معبر نصيب الحدودي عشرات المركبات الخاصة للعبور من الأردن. وقام حراس أمن وكلاب بتقتيش المركبات.

وقال محمد خليل، أول سوري وقف في الصف في انتظار اجتياز الحدود عائدا إلى بلاده “اليوم هو يوم احتفال للعالمين العربي والإسلامي وللعالم أجمع، هذا المعبر حيوي لجميع الدول العربية” .

المعبر الحدود بين سوريا والأردن والذي أغلق لأكثر من ثلاث سنوات بعد استيلاء متمردين على الجانب السوري منه في صورة تم التقاطها في 29 سبتمبر، 2018. (AP Photo/Raad Adayleh)

وقد يأتي إعادة فتح معبر نصيب بإغاثة مالية لحكومة الأسد من خلال استعادة معبر هناك حاجة ماسة إليه لنقل الصادرات السورية إلى الدول العربية. إستئناف التجارة عبر المعبر سيشكل أيضا نصرا دبلوماسيا للأسد، الذي عانت حكومته من العزلة من جيرانها العرب منذ اندلاع الحرب في 2011.

وتقاطع الدول العربية الحكومة السورية منذ الأيام الأولى من الحرب، حيث قامت بتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية التي تضم 22 بلدا عضوا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية، جمال غنيمات، إن “معبر نصيب هو شريان حيوي للتجارة بين البلدين الشقيقين الأردن وسوريا ومن خلالهما إلى الدول العربية”.

واستولى المتمردون السوريون على المعبر في عام 2015، وقاموا بقطع طريق تجارة رئيسي بين سوريا والأردن ولبنان ودول الخليج الغنية بالنفط.

واستعادت قوات النظام السوري السيطرة على المنطقة في شهر يوليو، بعد أن توصل المتمردون لاتفاق مع وسطاء روس لوضع حد للعنف في محافظة درعا الجنوبية وتسليم المعبر.

ويُعتبر المعبر حيويا لجار سوريا، لبنان، يحث يوفر لمنتجاته الزراعية طريقا للأسواق الخارجية.

وشكّل الاستيلاء على معبر نصيب انتصارا لقوات الأسد، التي حققت سلسلة متواصلة من الانتصارات منذ عام 2015 مع قيام روسيا بوضع ثقلها العسكري وراء دمشق. وأعطى الانتصار في الجنوب السوري الإشارة لعودة قواته إلى محافظة درعا، المكان الذي بدأت فيه الثورة ضد الأسد قبل نحو سبع سنوات.

اقرأ المزيد عن