“غير متأثرات”: الرهائن المفرج عنهن يقلن إنهن كن يدركن أنهن مضطرات لإظهار القوة خلال عملية التسليم
الجنديات تروي لعائلاتهن والأصدقاء عن فترات لم يكن فيها طعام، وتنظيف المراحيض للخاطفين، وأشهر دون استحمام، ومشاهدة التغطية الإخبارية للاحتجاجات من أجلهن

قالت الرهائن الأربع المفرج عنهن يوم السبت لعائلاتهن وأصدقائهن إنهن أظهرن لحماس، خلال الحدث الذي رتبته الجماعة لتسليمهن، أنهن لن يتعرضن للإذلال، وفقا لتقارير عن محادثاتهن الأولية.
سارت الشابات الأربع – جنديات المراقبة الإسرائيليات المختطفات كارينا أرييف (20 عاما)، ودانييلا غلبواع (20 عاما)، ونعمة ليفي (20 عاما)، وليري الباغ (19 عاما) – إلى المنصة التي تم وضعها في ساحة في مدينة غزة بهدوء وثقة، وابتسمن ولوحن للحشود من مسلحي حماس وسكان غزة.
تم إعطاء الأربع زيا شبه عسكري لارتدائه، وطُلب منهن السير عبر الساحة والوقوف على المنصة مع مسلحي حماس إلى جانبهن.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن إحداهن قولها لعائلتها وأصدقائها “لقد أظهرنا لهم على المنصة أننا لسنا متأثرات، ولم يكن لذلك أي تأثير علينا، فنحن أقوى منهم”.

ولقد شعر رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل، الذين تابعوا عملية التسليم من مركز قيادة في إسرائيل، بقلق بالغ من أن تكون حماس قد خططت لحدث دعائي ضخم قد يخرج عن السيطرة.
وبحسب تقرير بثته أخبار القناة 12 مساء السبت، فقد خلصوا إلى أن سلوك الجنديات الواثق “حوّل الإذلال إلى نصر”.

كما أخبرت الأربع، اللاتي اختطفهن مسلحون بقيادة حماس من قاعدتهن في كيبوتس ناحل عوز في 7 أكتوبر، 2023، عائلاتهن وأصدقائهن أنهن احتجزن معا مع جندية المراقبة الخامسة، أغام بيرغر، حتى أيام قليلة قبل إطلاق سراحهن، وأن الأمر كان صعبا للغاية عليهن عندما أدركن أنه لن يتم إطلاق سراح بيرغر معهن.

قُتلت خمس عشرة جندية مراقبة في القاعدة خلال هجوم المسلحين من غزة.
ونقلت هيئة البث عن الرهائن المفرج عنهم قولهن إن ليري الباغ كانت قائدة المجموعة، وتحدثت مع المسلحين نيابة عنهن.
ولقد احتجزت نعمة ليفي، وهي لاعبة ترياثلون، بعض الوقت مع دورون شتراينبرخر، التي تم إطلاق سراحها يوم الأحد الماضي، وقامتا بالتمرين معا، “من أجل الجسد والروح”.
وتعلمت بعضهن اللغة العربية خلال الفترة التي قضينها في الأسر، وذكرت هيئة البث إنه عندما كن على متن مروحية الجيش الإسرائيلي بعد إطلاق سراحهن وطُلب منهن الجلوس، قلن مازحات إنهن لا يفهمن ما طُلب منهن وطلبن من الجنود التحدث إليهن باللغة العربية.
إحدى الأربعة كانت محتجزة بمفردها في نفق لوقت طويل، في الظلام، في ظروف كان من الصعب فيها التنفس.
ولقد تم نقلهن في أنحاء غزة خلال الأيام ال 477 اللتي قضينها في الأسر، بما في ذلك في مدينة غزة، كما روين. بعضهن التقين مع “أشخاص كبار جدا في حماس”.
ونقلت القناة 12 عنهن قولهن إنه كانت هناك فترات لم يكن فيها طعام، وكانت هناك أوقات اضطرت فيها بعضهن إلى طهي الطعام للخاطفين، وتنظيف المراحيض لهم، لكنهن حرمن من الطعام.
كما قالت الجنديات المفرج عنهن إنه عندما نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في أماكن قريبة، كان الأمر مخيفا، لكنهن ساعدن ودعمن بعضهن البعض.
ولقد استمعن للراديو كثيرا في الأسر، وكن على دراية بأن عائلاتهن وإسرائيليين آخرين يناضلون نيابة عنهن، كما قلن. إحداهن سمعت عائلتها وهي تتمنى لها عيد ميلاد سعيدا.
كما أنهن شاهدن التلفزيون لبعض الوقت، بما في ذلك تغطية الاحتجاجات من أجلهن ومن أجل الرهان الآخرين، وقلن إن ذلك منحهن قوة. حتى أنهن تبادلن المزاح بشأن الصور التي اختارتها عائلاتهن لاستخدامها في الملصقات التي تدعو إلى إطلاق سراحهن، حسبما أفادت تقارير تلفزيونية.
وذكرت القناة 12 إنه تم احتجاز بعضهن في منازل مدنيين في غزة. ولعب بعضهن مع أطفال خاطفيهن.
وقالت بعضهن إن الخاطفين عاملوهن بطريقة “مروعة” وإنهن لم يتلقين العلاج الطبي المناسب، بما في ذلك من إصابات تعرضن لها عند اختطافهن. وظلت أكثر من واحد منهن لفترات طويلة دون أن تتمكن من الاستحمام ودون ظروف صحية مناسبة. ولم يُسمح لبعضهن بمسك أيدي بعضهن البعض أو البكاء معا.
وقلن إن خاطفيهن أشاروا إليهن باستمرار بازدراء بوصفهن بـ “الجنديات”، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.