إسرائيل في حالة حرب - اليوم 347

بحث

غير قادرين على العودة إلى غزة، الجيش الإسرائيلي يوقف مئات العمال في الضفة الغربية

بعد إلغاء تصاريح عملهم الإسرائيلية، تم اعتقال العديد من سكان غزة الذين سعوا للبقاء في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، ويتم احتجازهم في منشآت تابعة للجيش الإسرائيلي حتى نهاية الحرب

عمال فلسطينيون يدخلون إسرائيل بعد العبور من غزة، على الجانب الإسرائيلي من معبر "إيريز" بين إسرائيل وقطاع غزة، 27 مارس، 2022. (AP Photo/Oded Balilty, File)
عمال فلسطينيون يدخلون إسرائيل بعد العبور من غزة، على الجانب الإسرائيلي من معبر "إيريز" بين إسرائيل وقطاع غزة، 27 مارس، 2022. (AP Photo/Oded Balilty, File)

تحتجز إسرائيل عددًا غير معروف من العمال الغزيين في منشآت عسكرية بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، بعد أن اقتحمت حماس 22 بلدة حدودية جنوبية وذبحت أكثر من 1400 إسرائيلي.

معظم العمال الغزيين، الذين تم إلغاء تصاريح عملهم، محتجزون في قاعدة “عناتوت” شمال شرق القدس، بحسب متحدث باسم الجيش، الذي أضاف أنه لا يمكن إعادتهم إلى غزة في الوقت الحالي.

وتقدر أعدادهم بالمئات، وتزعم القناة 12 أن عددهم قد يصل إلى 4000.

وقبل هجوم حماس، أصدرت إسرائيل 17,500 تصريح يومي لسكان غزة للعمل في إسرائيل، معظمهم في الزراعة والبناء. وكانت القدس تدرس زيادة العدد إلى 20,000، بشرط أن توقف حماس أعمال الشغب على الحدود.

وتم تدمير معبر “إيريز”، المعبر الحدودي البري الوحيد بين إسرائيل وقطاع غزة، على يد حماس في 7 أكتوبر وهو مغلق بإحكام منذ ذلك الحين. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه تم جمع العمال الغزيين العالقين ونقلهم إلى “عناتوت” بعد وقت قصير من اندلاع الحرب. لكن أفادت وسائل الإعلام الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية الإسرائيلية أن العديد منهم تمكنوا من العبور إلى أراضي السلطة الفلسطينية ولجأوا إلى السكان المحليين. وخلال الأيام اللاحقة، ورد أن الجيش الإسرائيلي سعى إلى تحديد مكان جميع الغزيين في الضفة الغربية ونقلهم إلى مرافق الاحتجاز.

“عناتوت” هي القاعدة الوحيدة التي ذكر الجيش الإسرائيلي أنه يستخدمها، لكن منظمة “چيشاة-مسلك” الإسرائيلية غير الحكومية ذكرت أيضًا استخدام معتقل “عوفر” شمال القدس، بالإضافة إلى قواعد عسكرية أخرى في الضفة الغربية.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أنه تم اعتقال 50 عاملاً من غزة في الخليل في 17 أكتوبر، و40 آخرين في 23 أكتوبر، في حين تم اعتقال 50 آخرين أثناء لجوئهم إلى مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم في 19 أكتوبر. وقالت “وفا” إن عدد من سكان غزة اعتقلوا أيضا خلال مداهمة في بلدة الرام شمالي القدس في 22 أكتوبر.

واحتجاز سكان غزة لا يرقى من الناحية القانونية إلى مستوى الاعتقال، وسيستمر حتى يسمح الوضع في غزة بعودتهم. ولم يُسمح للمعتقلين بالتماس التمثيل القانوني، ومن غير الواضح ما إذا كان اعتقالهم في ظل الظروف الحالية قانونيًا.

وتحقق قوات الأمن فيما إذا كان أي من العمال قد قدم معلومات لحماس فيما يتعلق بالبلدات الإسرائيلية المحيطة بغزة، وبالتالي مساعدتهم في مهمتهم القاتلة لتحديد الأهداف وتعزيز تأثير هجومهم.

وأرسلت العديد من جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية رسالة إلى وزير الدفاع يوآف غالانت والمستشارة القضائية غالي باهاراف-ميارا في 12 أكتوبر، أعربت فيها عن أسفها لاحتجاز العمال دون توجيه أي اتهامات لهم، وأكدت على أنه يتم انتهاك “أهم حقوقهم الأساسية، وخاصة الحماية لحقهم في الإجراءات القانونية الواجبة، والاستشارة القانونية، والمراجعة القضائية”.

وزعمت الرسالة، الموقعة من قبل مركز الدفاع عن الفرد، و”چيشاة-مسلك“ – مركز للدفاع عن حريّة التنقل، وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل، وأطباء من أجل حقوق الإنسان، ومركز عدالة القانوني، أن الإجراء كان عملاً انتقاميًا، وهو أمر محظور أثناء الحروب بموجب القانون الدولي، وأن جميع العمال الغزيين قد سمح لهم بدخول إسرائيل وحصلوا على تصاريح عمل بعد “الفحص الدقيق” الذي تجريه أجهزة الأمن الإسرائيلية.

عمال فلسطينيون ينتظرون دخول إسرائيل للعمل، عند معبر إيريز شمال قطاع غزة، 13 مارس 2022 (Attia Muhammed / Flash90)

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر عندما شنت الحركة فجأة هجوما بريا وجويا وبحريا على المناطق الإسرائيلية. وتحت غطاء وابل من آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد، تسلل أكثر من 2500 مسلح عبر الحدود وقاموا بشن هجمات في المناطق الجنوبية. وقتلوا أكثر من 1400 شخص.

وتم نزوح حوالي 200 ألف إسرائيلي من الجنوب والشمال، الذي تعرض أيضا لوابل من صواريخ منظمة حزب الله اللبنانية.

وردت إسرائيل بضربات مكثفة على أهداف تابعة لحماس بينما تعهدت بتدمير الحركة وإسقاطها من السلطة في غزة، حيث تحكم منذ عام 2007. وطُلب من المدنيين الفلسطينيين في شمال القطاع الإخلاء إلى الجنوب. كما حشد الجيش الإسرائيلي قواته قبل التوغل البري المتوقع.

وكررت إسرائيل دعواتها للسكان لمغادرة شمال غزة، بما في ذلك عن طريق إسقاط منشورات من الجو. وتشير التقديرات إلى أن 700 ألف شخص قد فروا بالفعل. لكن مئات الآلاف ما زالوا في المنطقة وحثتهم حماس على البقاء في أماكنهم.

اقرأ المزيد عن