غوتيريش يلقي باللائمة على العقبات ونقاط الاختناق الإسرائيلية في المجاعة التي تلوح في الأفق في قطاع غزة
في مصر، الأمين العام للأمم المتحدة يقول إن الطريقة الفعالة الوحيدة لتوصيل الموارد الانسانية هي عبر البر، لكن "الطرق مسدودة"
القاهرة، مصر – قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأحد في القاهرة إن تقديم المساعدات اللازمة إلى غزة المهددة بالمجاعة “يتطلب من إسرائيل إزالة ما تبقى من عقبات ونقاط اختناق أمام الإغاثة”.
وكرر غوتيريش دعوته إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” للتخفيف من “محنة الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في كابوس غزة”، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري.
ووصف غوتيريش، الذي التقى أيضا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معبر رفح الحدودي ومطار العريش المصري حيث يتم إرسال المساعدة، بأنهما “شريان أساسي للمساعدات المنقذة للحياة إلى غزة”.
وأكد أن الطريقة الوحيدة الفعالة والناجعة لتوصيل البضائع الثقيلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة هي عن طريق البر، وتتضمن زيادة هائلة في عمليات تسليم الشحنات التجارية.
وقال غوتيريتش: “لكن هذه الطرق الرئيسية مسدودة”، حيث تصطف طوابير ضخمة من الشاحنات على الجانب المصري، ولا تصل إلا مع تدهور الوضع الإنساني. وتزايدت الدعوات التي تطالب إسرائيل بتخفيف قيودها على المساعدات وفتح المزيد من المعابر إلى غزة.
وأضاف أن “الفلسطينيين في غزة بحاجة ماسة إلى ما وُعدوا به – طوفان من المساعدات. ليس تدفقا بسيطا. ولا قطرات. إن الإعتداء اليومي على الكرامة الانسانية للفلسطينيين تخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي”.
شنت إسرائيل حربها على حماس في أعقاب هجوم الحركة في 7 أكتوبر، عندما قام آلاف المسلحين بقتل ما يقارب من 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين إلى غزة، حيث لا يزال أكثر من نصفهم هناك. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 32 ألف شخص قُتلوا في الحرب الدائرة، وهو عدد لا يمكن التأكد منه ولا يفرق بين المقاتلين والمدنيين.
وتابع غوتيرتش قائلا: “عند النظر إلى غزة، يبدو تقريبا أن فرسان الحرب والمجاعة والغزو والموت الأربعة يعدون بخيولهم عبرها”، وأضاف أن “العالم كله يدرك أن الوقت قد حان لإسكات الأسلحة وضمان وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
“وبروح الرحمة الرمضانية، أحث أيضا على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
وحذرت الأمم المتحدة مرارا من حدوث مجاعة في القطاع الفلسطيني، خاصة في شمال غزة المنقطع إلى حد كبير عن وصول المساعدات الإنسانية وسط القتال.
ومع ذلك، نشرت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع والتي تدير الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، يوم السبت صورة لما قالت إنها مساعدات “تراكمت” على الجانب الآخر من الحدود وكانت في انتظار توزيعها من قبل الأمم المتحدة ووكالة الأونروا التابعة لها.
وكتبت كوغات على منصة X إن “هذا يعادل مئات من شاحنات المساعدات – التي لا يتم توزيعها على المدنيين في غزة. ما زلنا ملتزمين بنقل المساعدات إلى غزة”.
ولقد أبقت إسرائيل، التي تعهدت بتدمير حماس وتخشى من قيام الحركة الفلسطينية بالإستيلاء على المساعدات، جميع معابرها البرية إلى القطاع مغلقة باستثناء واحد، حيث فتحت معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) القريب من رفح في أواخر ديسمبر وتنفي اتهامات مصر ووكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بأنها أخرت تسليم المساعدات الإنسانية، قائلة انه لا يوجد حد لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل القطاع.
وتلقي إسرائيل باللوم في تدهور الوضع الإنساني على فشل وكالات الإغاثة في توزيع الإمدادات، وعلى حماس والجماعات المسلحة التي تنهب الشاحنات التي تدخل قطاع غزة.
أظهرت لقطات مصورة من غزة مسلحين، يُعتقد أنهم أعضاء في حركة حماس، وهم يسرقون شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من مصر. كما تقول إسرائيل منذ فترة طويلة إن حماس تخزن الإمدادات وتمنعها من الوصول إلى المدنيين اليائسين بشكل متزايد.
كما قدمت إسرائيل أدلة على مزاعم بأن أكثر من عشرة موظفين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شاركوا بشكل فعلي في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وأن العديد من موظفيها الآخرين تربطهم علاقات مباشرة مع الفصائل المسلحة.
يوم السبت، قام غوتيرتس بزيارة معبر رفح الحدودي، حيث وصف اصطفاف الشاحنات بسبب عدم قدرتها على دخول القطاع الفلسطيني بأنه “عار أخلاقي”.
في رد غاضب بعد وقت قليل من إدلاء غوتيريش بتصريحاته، قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس إن الأمم المتحدة تحت قيادة غوتيرتيش تحولت إلى “هيئة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل” واتهمها بـ”تشجيع” الإرهاب.
وقال كاتس إن غوتيريش “وقف اليوم على الجانب المصري من معبر رفح وألقى باللوم على إسرائيل في الوضع الإنساني في غزة، دون أن يدين بأي شكل من الأشكال إرهابيي حماس-داعش الذين ينهبون المساعدات الإنسانية، ودون إدانة الأونروا التي تتعاون مع المخربين – و دون الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين”.