إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

غضب في لوس أنجلوس بعد صدمة الحرائق

أوقعت الحرائق الكثيرة المتواصلة على مشارف لوس نجليس، 11 قتيلا على الأقل فيما أتت النيران على أكثر من عشرة آلاف مبنى واضطُرت أكثر من مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم

الرياح العاتية تؤجج حريق في إيتون، 8 يناير 2025 في ألتادينا، كاليفورنيا. (AP Photo/Ethan Swope)
الرياح العاتية تؤجج حريق في إيتون، 8 يناير 2025 في ألتادينا، كاليفورنيا. (AP Photo/Ethan Swope)

بعدما استحالت بمعظمها رمادا، تشهد شوارع ألتادينا دوريات يجريها عسكريون في الحرس الوطني، لكن سكان ضاحية لوس أنجلوس هذه يرون أن الجنود أتوا متأخرين.

يقول نيكولاس نورمان البالغ 40 عاما بغضب “لم نر عنصر إطفاء واحدا عندما كنا نحول إخماد النيران في منزلنا بدلاء المياه”.

ويضيف المدرس في تصريح لوكالة فرناس برس “كانوا منشغلين جدا في انقاذ دارات الأثرياء والمشاهير في باسيفيك باليسايدس وقد تركونا نحترق نحن الأشخاص العاديين”.

إلا ان النيران لم تميز بين مواطن وآخر. ففي حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي كان أول منطقة تطالها النيران خلال الأسبوع الراهن، يحمل الأثرياء الضغينة نفسها حيال السلطات.

وتقول نيكول بيري “سلطات مدينتنا تخلت عنا كليا” معربة عن صدمتها الكبرى لنضوب المياه في نقاط التزود بالمياه أو غياب الضغط في الصنابير التي تستخدمها فرق الإطفاء.

باتت دارتها الفخمة كومة من رماد. وبعد الصدمة الأولى، تطالب منسقة الملابس البالغة 32 عاما، بالمحاسبة.

وتؤكد “كان ينبغي اعتماد تدابير للحؤول دون حصول ما حصل. لقد خسرنا كل شيء ولا أشعر بأي دعم من

دخان كثيف من حرائق الغابات يغلف وسط مدينة لوس أنجليس في 8 يناير 2025. (AP Photo/Richard Vogel)

جانب سلطات مدينتنا من جانب رئيس بلديتنا الفظيع وحاكمنا”.

“غير جاهزين”

أوقعت الحرائق الكثيرة المتواصلة على مشارف لوس نجلوس، 11 قتيلا على الأقل فيما أتت النيران على أكثر من عشرة آلاف مبنى واضطُرت أكثر من مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم.

وفي تفسير ما حصل، تتحدث السلطات حتى الآن خصوصا عن الرياح العاتية التي بلغت سرعتها أحيانا 160 كيلومترا في الساعة والجفاف المسجل في الأشهر الأخيرة. إلا ان سكان كاليفورنيا المتضررين يعتبرون أن ذلك غير كاف.

ويكثر الجدل والانتقادات من غياب رئيسة بلدية لوس انجليس كارين باس التي كانت في زيارة لغانا عندما انطلقت الحرائق وعدد عناصر الإطفاء المنخفض ونبضوب المياه في بعض فتحات المياه المخصصة لمحاربة النيران ونقص في عمليات تنظيف الأحراج.

ويقول جيمس براون المتقاعد المقيم في ألتادينا الذي لا يزال مصدوما بتحول مدينته إلى “ساحة حرب”، “أظن أن السلطات لم تكن بحالة جهوزية بتاتا”.

أشخاص يفرون من حريق بالسيارات وعلى الأقدام، في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجلوس 7 يناير 2025. (AP Photo/Etienne Laurent)

والجمعة انتقدت رئيسة جهاز الإطفاء في لوس انجليس كريستين كرولي البلدية منددة باقتطاعات في الميزانية طالت جهازها.

وقالت إن “ثمة نقصا متواصلا في الطواقم والموارد والأموال”.

وأشارت إلى ان “حجم المدينة تضاعف منذ 1960 لكن عدد ثكنات الاطفاء تراجع”.

وأوضحت كذلك أنها لم تبلغ بأن أحد الخزانات التي تغذي المنطقة كان فارغا، لأنه أغلق بسبب أشغال.

ووعدت رئيسة البلدية بفتح تحقيق فيما أمر حاكم الولاية غافين نيوسوم الجمعة بـ”تحقيق مستقل” حول عمليات التزود بالمياه في ثاني مدينة في الولايات المتحدة منددا بمشاكل “مثيرة جد للقلق”.

الجدل “سابق لأوانه”

والتحدي كبير لهذا الثنائي الديمقراطي، فأكثر ولايات البلاد تعدادا للسكان والمعروفة ب”غولدن ستايت” تعتبر منارة لليسار الأميركي.

ويصب الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب قبل أيام قليلة على عودته إلى البيت الأبيض، الزيت على النار.

فقد ندد ترامب بـ”عدم كفاءة وسوء إدارة” الرئيس الديموقراطي الحالي جو بايدن والحاكم نيوسوم. وهو لم يتردد في نشر معلومات خاطئة أكد من خلالها أن كاليفورنيا تفتقر إلى المياه بسبب السياسات البيئية الديموقراطية التي تحول مياه الأمطار لاستخدامها في حماية “نوع غير مفيد من الأسماك”.

طائرة هليكوبتر تسقط المياه على حريق في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجلوس 7 يناير 2025. (AP Photo/Etienne Laurent)

لكن في الواقع تتأتى غالبية المياه المستهلكة في لوس انجلوس من نهر كولورادو وتستخدم في القطاع الزراعي كأولوية.

هذا الاستغلال السياسي يثير غيظ بعض الناجين في ألتادينا.

يقول روس رامسي متنهدا وهو يزيل الرماد من بين انقاض منزل والدته “هذا أمر معتاد لدى ترامب، يحاول إثارة جدل من خلال معلومات خاطئة”.

ويرى المهندس المعماري البالغ 37 عاما “من السابق لأوانه توجيه أصابع الاتهام إلى أي طرف” مضيفا “يجب أن نركز على الناس الذين يحاولون استعادة حياتهم وإيجاد السبل لمساعدتهم”.

ومضى يقول “بعدها يمكننا أن نستوضح الأمور بالوقائع والمعطيات الصحيحة”.

اقرأ المزيد عن