غضب أقارب المختطفين وظهور إحباطهم خلال مظاهرة من أجل الرهائن؛ والآلاف يطالبون بانتخابات مبكرة
دون موسيقى وخبراء، منظمو المظاهرة الأسبوعية في "ساحة المخطوفين" يخصصون الميكرفون لـ 40 عائلة مكروبة؛ في مكان قريب، تعود الحشود المناهضة للحكومة إلى شارع كابلان
في المظاهرة الأسبوعية في تل أبيب من أجل عودة الرهائن من غزة، قام المنظمون لأول مرة بتخصيص الميكروفون طوال مدة الحدث إلى أقارب أكثر من 40 عائلة اختُطف أحباؤها.
واستغنى منظمو المظاهرة، وهي التاسعة عشرة على التوالي التي تُقام في ما أصبحت تُعرف بـ”ساحة المخطوفين” في تل أبيب يوم السبت، عن الاستراحة الموسيقية والخطب للخبراء الأمنيين من الأحداث السابقة.
وبدلا من ذلك، سمحوا لآلاف الحاضرين بالاستماع إلى خطب من القلب ألقاها ذوو الرهائن، الذين شاركوا آلامهم وإحباطهم من الحكومة، التي حثوها على التفاوض مع حماس بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن.
أعطت أصوات ذوي الرهائن، دون تصفية أو تحرير، نظرة ثاقبة لتعدد الآراء بين العائلات التي تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق – في حين قال البعض إن إطلاق سراح الرهائن يجب أن يأتي بأي ثمن، قال آخرون أنه لا ينبغي دفع أي ثمن – وطرقهم المختلفة في التعامل مع الألم وعدم اليقين اللذين دخلا حياتهم وسيطرا عليها منذ 134 يوما، عندما اجتاح مسلحو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 253 آخرين من كافة الأعمار.
وقالت يفعات زايلر، قريبة الرهينة ياردن بيباس، في كلمتها: “الأشخاص الذين ليسوا هنا في الساحة لأنهم خائفون من المجيء إلى هنا والصراخ معنا، نحن بحاجة إليكم”، مضيفة “لا توجد أي حزبية في نضالنا”، وهي كلمات كررها العديد من المتحدثين في مظاهرة يوم السبت.
ويُعد ياردن بيباس وزوجته شيري وطفليهما الأصهبان، كفير وأريئل، من بين أيقونات الحركة لاستعادة الرهائن الـ 134 الذين يُعتقد أنهم محتجزون في غزة، والذين تم اختطاف 130 منهم في 7 أكتوبر. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 30 منهم، استنادا إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
استحضرت فاردا ألكسندر، جدة عيدان ألكسندر، الجندي المحتجز كرهينة في غزة والذي نشأ في الولايات المتحدة والتحق في الجيش الإسرائيلي كجندي وحيد، حكمة الملك سليمان لإلهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه.
وقالت: “لقد طلب سليمان من الله قلبا صاغيا يصغي للشعب. أطلب منكم، يا رئيس الوزراء والوزراء: اصغوا إلى قلوب الناس”.
ومع ذلك، قدم متحدثون آخرون خطا حزبيا في كلماتهم، بما في ذلك شلومو الفاسا غورين، أحد أقارب مايا غورين، التي اختُطفت من كيبوتس نير عوز وتحتجز حماس جثتها.
وصرخ قائلا: “أنت يا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والحكومات المتعاقبة، تخليتم عنا منذ سنوات. لقد تخليتم عن الناجين من المحرقة النازية، بما في ذلك والدي البالغ من العمر 93 عاما، وأنظمة الصحة والرعاية الاجتماعية، وغرفة الطوارئ في كريات شمونة، والدفاع الذي تم تأسيسه وأنتم أوقفتم تمويله وسكان سديروت وأوفاكيم”.
تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة
الاتهامات التي وجهها غورين لنتنياهو وللحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت استثنائية في المظاهرة التي أقيمت في ساحة المخطوفين، لكنها كانت موضوعا مشتركا في عدد من الاحتجاجات التي تنظم في جميع أنحاء البلاد ضد نتنياهو وحكومته لعدة أسابيع متتالية في ليالي السبت.
في نفس الوقت تقريبا الذي نُظمت فيه المظاهرة في ساحة المخطوفين ليلة السبت من قبل منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين، تجمع متظاهرون مناهضون للحكومة في حوالي 50 موقعا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الآلاف مقابل مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس ومنزله الخاص في قيسارية.
وفي تل أبيب، تحدى الآلاف الحظر الذي فرضته الشرطة على تنظيم مظاهرة كبيرة ضد الحكومة في شارع كابلان في تل أبيب، بدعوى قربها ظاهريا من مظاهرة ذوي الرهائن. وقام المتظاهرون في شارع كابلان بإغلاق الطريق، حيث أشعلوا أيضا حريقا كبيرا واحدا على الأقل واشتبكوا مع الشرطة. كما تم إغلاق طرق عند مفرق رعنانا، والطريق الساحلي وأمام منازل العديد من أعضاء الإئتلاف، بما في ذلك النائب يولي إدلشتين ورئيس الكنيست أمير أوحانا والوزير أوفير أكونيس.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت ما لا يقل عن 10 أشخاص في احتجاجات مختلفة.
في المظاهرة من أجل الرهائن، احتج عدد من المتحدثين على قرار نتنياهو عدم إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات مع حماس عبر وسطاء.
قال نتنياهو أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في مفاوضات الرهائن حتى تسحب حماس مطالبها “المتوهمة”. وتشمل مطالب الحركة الفلسطينية التحرك نحو وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات من غزة، وإعادة إعمار القطاع، والإفراج عن حوالي 1500 أسير فلسطيني، مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر.
وقالت إسرائيل إن مثل هذه المطالب غير مقبولة.
القرار أثار غضبا شديد بين ممثلي عائلات الرهائن، كما أثار، بحسب تقارير، غضب العضوين في كابينت الحرب من حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس وغادي آيزنكوت.
وقال الفاسا غورين يوم السبت: “لا يوجد ثمن باهظ بالنسبة للرهائن، حتى لا ندفنهم. نطالب مجلس الوزراء بعدم تفويت فرصة إعادة الرهائن عبر مبادرة القاهرة. حياة 134 شخصا بين أيديكم”.
لكن حاييم روبنشتاين، المتحدث باسم المنتدى، قال إن المنظمة في حد ذاتها لا تؤمن بالتوصل إلى اتفاق بأي ثمن. وقال روبنشتاين، الذي وصف مظاهرة يوم السبت الخاصة بأنها “مظاهرة الصرخات”: “مطالب حماس قد تكون عالية، ونحن لا ندعو إلى صفقة بأي ثمن، نحن نتفهم ذلك. لكن المفاوضات بدأت للتو، ادخلوا إلى غرفة المفاوضات الآن”.
وتحدث العديد من المتحدثين عن التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، في حين قال آخرون إن هذا ليس موقفهم، وأنهم يريدون فقط رؤية الحكومة تواصل المفاوضات.
أور غات، الذي اختُطفت شقيقته كرمل غات من كيبوتس بئيري، كان من بين الأقارب الذين حددوا بدقة ما يقصدونه بالدعوة إلى صفقة بأي ثمن. وافتتح حديثه بالاعتذار لشقيقته عما اعتبره “التخلي عنها”.
كما طلب منها الصفح “لاضطرارها لرؤية والدتها بعد أن أطلقوا النار عليها في رأسها”، في إشارة إلى والدته الراحلة كينرت غات.
وقال أور غات: “الثمن هو السجناء الأمنيين ووقف القتال. الجميع يعرف ذلك”.
وعلى عكس غات والعائلات الأخرى التي يمثلها منتدى أسر المخطوفين والمفقودين، فإن بعض أقارب الرهائن الذين ينتمون إلى منتدى “تكفاه” اليميني يعارضون تقديم تنازلات بعيدة المدى لحماس مقابل إطلاق سراح أحبائهم، ويقولون إن إطلاق سراحهم يجب أن يتم بالقوة أو دون التأثير على هدف الحكومة في زمن الحرب المتمثل في تفكيك الحركة المسيطرة على غزة، إلى جانب إعادة الرهائن.
ويعارض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكلاهما من المشرعين اليمينيين المتطرفين، علنا إبرام ما وصفوه بـ”صفقة متهورة” مع حماس من أجل الرهائن المتبقين. وهدد بن غفير بالانسحاب من الحكومة للإطاحة بها إذا تم المضي قدما في مثل هذا الاتفاق.
هذا الموقف الذي أعلن عنه بن غفير وسموتريتش في الشهر الماضي أدى إلى تسييس النقاش حول قضية الرهائن إلى حد كبير. وقد عكست بعض تصريحات المتحدثين في ساحة المخطوفين يوم السبت هذا التغيير.
وقالت إيلا ميتسغر، زوجة نجل الرهينة يورام ميتسغر، إن نتنياهو “يماطل كما يبدو في التوصل إلى اتفاق لأن هذا في صالحه: الجمهور سوف ينام، وسوف تنفد العاطفة. يبدو أنه من الأفضل لنتنياهو أن يكون الرهائن قد ماتوا”.
ولقد تعهد نتنياهو ببذل “كل ما وفي وسعي” لإعادة الرهائن.
في مؤتمر صحفي عقد مساء السبت، قال إن “عدم القتال في رفح يعني خسارة الحرب” وأن صفقة الرهائن “ليست قريبة”.
واتهم غيل ديكمان، أحد أقارب كرمل غات، نتنياهو بتحديد موعد لعقد مؤتمر صحفي مساء السبت “ليطغى خصيصا” على المظاهرة.
بعض المتحدثين أشادوا أيضا ببعض جوانب طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب على الأقل.
وقالت دفورا عيدان، التي اختطفت حماس ابنها تساحي عيدان من كيبوتس ناحل عوز وقتل المسلحون ابنتها الكبرى معيان عيدان (18 عاما)، إنه خلال أربعة أشهر في غزة، حقق نتنياهو “إنجازات مثيرة”.
لكنها أضافت “هناك إنجاز مثير آخر يجب تحقيقه لإغلاق دائرة الإنجازات: إعادة جميع الرهائن إلى الوطن”.