إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

“غزة انتصرت، وغزة ستنتصر”: خطاب أيمن عودة في تظاهرة مناهضة للحرب يثير موجة غضب

رئيس قائمة الجبهة-العربية للتغيير أيمن عودة يقول أمام حشد في حيفا إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية؛ سياسيون يمينيون يتهمونه بدعم حماس؛ عودة يرد: "الإبادة ليست انتصارًا"

عضو الكنيست أيمن عودة يتحدث في تظاهرة مناهضة للحرب في حيفا، 31 مايو 2025 (Ayman Odeh/X)
عضو الكنيست أيمن عودة يتحدث في تظاهرة مناهضة للحرب في حيفا، 31 مايو 2025 (Ayman Odeh/X)

قال أيمن عودة رئيس قائمة الجبهة-العربية للتغيير ذات الغالبية العربية في الكنيست خلال تظاهرة مناهضة للحرب في حيفا يوم السبت: “غزة انتصرت، وغزة ستنتصر”، ما أثار موجة استهجان من اليمين.

وأضاف عودة في خطابه: “أصبحت إسرائيل دولة منبوذة في العالم، بين جميع الشعوب وفي الغرب. بعد أكثر من 600 يوم [من الحرب]، يقول غالبية الشعبين: ليت تلك الأيام لم تحدث. إنها خسارة تاريخية لأيديولوجيا اليمين التي سُحقت في غزة. غزة انتصرت، وغزة ستنتصر”.

وذكرت صحيفة هآرتس إن نحو 2000 شخص شاركوا في التظاهرة اليسارية، من بينهم ممثلون عن 20 منظمة سلام.

وتابع عودة: “حكومة [بنيامين] نتنياهو جعلت الحرب أمرًا طبيعيًا، ونحن سنجعل المعارضة لها أمرا طبيعيا. هذه التظاهرة تمثل نقطة تحول في النضال من أجل إنهاء الحرب، سواء من حيث عدد المشاركين أو من حيث وضوح الرسائل السياسية”.

كما توجه عودة بالحديث إلى المظاهرات الأسبوعية المناهضة للحكومة والمطالبة باتفاق حول الرهائن ووقف إطلاق النار.

وقال: “تحية للمتظاهرين في شارع كابلان (حيث تُقام عادة التظاهرات الأسبوعية في تل أبيب)، لكن يجب أن تدركوا جوهر القضية. [الإصلاح القضائي] ينبع من الاحتلال. لا توجد ديمقراطية مع الاحتلال”.

وعاد ليخاطب الحشد قائلا: “أنتم الأغلبية الساحقة في العالم، أنتم في الجانب الصحيح من التاريخ والمستقبل. الحكومة الإسرائيلية تدعو إلى الإبادة الجماعية، وعندما نقول إن هذه جرائم ضد الإنسانية، يغضبون. سنقولها في وجوههم: هذه إبادة جماعية، هذا تطهير عرقي”.

النائب أحمد الطيبي، رئيس فصيل العربية للتغيير الذي يشكل قائمة مشتركة مع الجبهة، ألقى أيضا خطابا في التظاهرة وقرأ أسماء تسعة أطفال عائلة النجار الذين قالت السلطات في غزة إنهم قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي.

وقال: “كل ساعة يُقتل طفل في غزة. نحن هنا لنقول: أوقفوا قصف الأطفال، أوقفوا جرائم الحرب”.

وأضاف الطيبي أن “هذه الكنيست كنيست كاهانية”، في إشارة إلى أتباع الحاخام العنصري الراحل مئير كهانا. وتابع: “[حزب] عوتسما يهوديت [بقيادة إيتمار بن غفير] فيه خمسة أو ستة من أتباع كاهانا، لكن الليكود فيه أكثر”. كما شبّه خطاب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حول ضرورة احتلال غزة وطرد سكانها بما جرى في ألمانيا النازية.

وردًا على خطاب عودة، كتبت النائبة تالي غوتليف من الليكود في منشور على منصة إكس إن عودة “داعِم للإرهاب” وأن خطابه “ساعد العدو الغزّي”. وادعت أن عودة يعتبر شريك محتمل في ائتلاف مستقبلي من قبل زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان، ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، وعضو الكنيست عن حزب “الوحدة الوطنية” غادي أيزنكوت.

ولكن عودة كان قد أعلن في 2023 أنه سيغادر الحياة السياسية قبل انتخابات الكنيست المقبلة. ولم يكن حزبه الجبهة يومًا جزءًا من أي ائتلاف حكومي.

وأدان عضو الكنيست عن “إسرائيل بيتنا” عوديد فورير عودة، وكتب على منصة إكس: “إنها ليست مسألة يسار أو يمين — بل هو دعم لإسرائيل أو لحماس. من يقف مع العدو لا يمكن أن يخدم في الكنيست”.

وكتب وزير الطاقة إيلي كوهين على منصة إكس أن عودة “طابور خامس” وأنه “يجب رفع حصانته البرلمانية وإرساله إلى السجن أو إلى غزة”.

عضوا الكنيست أيمن عودة (في الوسط يسار) وأحمد الطيبي (في الوسط يمين) يحضران اجتماع كتلة الجبهة–العربية للتغيير في الكنيست بالقدس، 19 فبراير 2024 (Yonatan Sindel/Flash90)

وأدان رئيس بلدية حيفا يونا ياهف خطابي عودة والطيبي، قائلًا: “من يصرخ في احتجاج في حيفا أن غزة انتصرت وستنتصر أو يتحدث عن دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي بمصطلحات جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فهو غير مرغوب فيه في مدينتنا. من الأفضل له أن يحتج في مكان آخر ويسأل نفسه لماذا تمنع حماس سكان غزة [من تلقي] المساعدات”.

وأضاف ياهف: “هؤلاء المتظاهرون لا يسعون إلى السلام أو المصالحة، بل إلى التحريض وتأجيج التوترات، لكن ذلك لن يفيدهم. حتى أقلية متطرفة وقومية كهذه لن تكسر التعايش في حيفا”.

وتمسك عودة بموقفه ورد على منتقديه في منشور على منصة إكس: “لا يوجد، ولا يمكن أن يوجد، انتصار على جثث آلاف الأطفال القتلى، وعائلات محطمة، ومدنيين جائعين ودمار كامل. اليمين خاض هذه الحرب بدافع الانتقام الأعمى، وهُزم. إنها هزيمة لنتنياهو وبن غفير وكل من اعتقد أنه يمكن هزيمة شعب كامل من خلال التجويع والقصف والحصار”.

“لأن الإبادة ليست انتصارا. الحياة هي الانتصار. وحدهم الذين يرون سكان غزة كـ’إرهابيين منذ الولادة’، كما تفعل الحكومة فعليًا، يمكنهم تحريف كلماتي بهذا الشكل. نعم، غزة ستنتصر. الحياة ستنتصر”.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023، عندما اجتاح مسلحو حماس إسرائيل في هجوم اسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف 251 آخرين كرهائن.

وقد تجاوز عدد القتلى في غزة 53 ألف فلسطيني، وفقا لحصيلة وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، وهو عدد لا يمكن التحقق منه ولا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 20 ألف مقاتل حتى يناير، و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن