إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

غانتس يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يطرح رئيس الوزراء نتنياهو خطة لما بعد الحرب قبل 8 يونيو

الوزير يدرج 6 أهداف رئيسية تشمل بديلا عن حكم حماس في غزة، وعودة الرهائن، والتطبيع السعودي؛ مكتب نتنياهو: عليه وضع إنذارات نهائية لحماس وليس لرئيس الوزراء

الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس يعقد مؤتمرا صحفيا في رمات غان، 18 مايو، 2024. (Miriam Alster/Flash90)
الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس يعقد مؤتمرا صحفيا في رمات غان، 18 مايو، 2024. (Miriam Alster/Flash90)

حدد الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس مهلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء السبت، مطالبا رئيس الحكومة بالالتزام بنسخة متفق عليها للصراع في غزة والتي من شأنها أن تشمل تحديد من قد يحكم المنطقة بعد هزيمة حماس، محذرا من أنه سينسحب من الإئتلاف في حال عدم حدوث ذلك.

وفي بيان أثار غضبا سريعا من أعضاء آخرين في الحكومة، قال غانتس إنه يعتقد أنه في الأشهر الأخيرة انحرفت الحرب التي أشعلتها هجمات 7 أكتوبر التي قادتها حماس عن مسارها بسبب جبن بعض قادة إسرائيل.

وقال غانتس، الذي انضم مع حزبه “الوحدة الوطنية” إلى الإئتلاف الحاكم في أعقاب هجوم حماس، “بينما يُظهر الجنود الإسرائيليون شجاعة لا تصدق على الجبهة، فإن بعض الأشخاص الذين أرسلوهم إلى المعركة يتصرفون بجبن وانعدام للمسؤولية”.

وأضاف: “بينما يعيش الرهائن في أنفاق غزة المظلمة عذابات الجحيم، هناك من يشارك في هذا الهراء. في حين أن الجمهور الإسرائيلي يتفوق على نفسه، فإن بعض السياسيين يفكرون في أنفسهم”.

معربا عن أسفه لأنه “في قدس أقداس الأمن الإسرائيلي، بدأت الاعتبارات الشخصية والسياسية تتغلغل”، بدا أن غانتس ينتقد الوتيرة البطيئة للحرب في الأشهر الأخيرة وعدم رغبة نتنياهو في وضع خطة لقطاع غزة بعد حماس.

وقال: “لا يمكن كسب الحرب إلا ببوصلة استراتيجية واضحة وواقعية”.

ولتحقيق هذه الغاية، حذر غانتس من أنه إذا لم يتم وضع خطة عمل واضحة بحلول 8 يونيو، فسوف ينسحب مع حزبه الوسطي من الحكومة ويعود إلى مقاعد المعارضة.

الوزير بيني غانتس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 16 ديسمبر، 2023. (Noam Revkin Fenton/Flash90)

وقال غانتس إن على كابينت الحرب “صياغة خطة عمل والموافقة عليها”، من أجل تحقيق “ستة أهداف استراتيجية”:

1. “إعادة الرهائن إلى الوطن”.

2. “إسقاط حكم حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية [على غزة]”.

3. إلى جانب السيطرة الأمنية الإسرائيلية “إنشاء آلية حكم مدنية دولية لغزة، تتضمن عناصر أمريكية وأوروبية وعربية وفلسطينية – والتي ستكون أيضا بمثابة أساس لبديل مستقبلي لا يكون حماس ولا [رئيس السلطة الفلسطينية] عباس”.

4. “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر، وإعادة تأهيل النقب الغربي (المجاور لغزة، الذي استهدفته حماس في 7 أكتوبر)”.

5. “الدفع بالتطبيع مع المملكة العربية السعودية كجزء من عملية شاملة لإنشاء تحالف مع العالم الحر والغرب ضد إيران وحلفائها”.

6. “تبني إطار للخدمة [العسكرية/المدنية] يخدم بموجبه جميع الإسرائيليين الدولة ويساهمون في الجهد الوطني”.

وجاء بيان غانتس بعد أيام من مناشدة وزير الدفاع يوآف غالانت نتنياهو وضع خطة لما بعد الحرب في قطاع غزة، حيث أن الافتقار إلى التخطيط أدى، كما قال غالانت، إلى تآكل مكاسب الحرب، مما يعرض أمن إسرائيل على المدى الطويل للخطر.

وزير الدفاع يوآف غالانت (وسط) والوزير بيني غانتس (يمين) يتصفحان، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجلس على اليسار، في مؤتمر صحفي مشترك في وزارة الدفاع في تل أبيب، 11 نوفمبر، 2023. (Marc Israel Sellem/POOL)

وقال غانتس إن خطة الخطوات الست “لن تكون سهلة”، لكنه يعلم من محادثاته مع القادة العرب والعالم أنها قابلة للتحقيق، “ولكن فقط عندما نحدد الأهداف بطريقة واضحة وجريئة، سنكون قادرين على اختيار الطريق الطويل الذي يؤدي إلى القمة”.

وأضاف: “لكي أكون واضحا – سنلاحق حماس وجميع أعدائنا في كل وضع وفي كل مكان وفي جميع الأوقات”، مشددا على أن إسرائيل ستحتفظ بالمسؤولية الوحيدة عن أمنها.

وقال: “لن نسمح لأي قوة خارجية، صديقة كانت أم معادية، أن تفرض علينا دولة فلسطينية… لقد استولت أقلية صغيرة على مقصورة قيادة السفينة الإسرائيلية، وتبحر بها باتجاه جدار من الصخور. لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة، ولم يتم اتخاذ الإجراءات القيادية اللازمة لضمان النصر”.

وقال “التغيير مطلوب هنا والآن”، متعهدا بأن حزب “الوحدة الوطنية” “سيبذل كل ما في وسعه لتغيير المسار، لمنع الاصطدام بالصخور، ولضمان أن تبحر إسرائيل بأمان نحو النصر الحقيقي”.

وقال غانتس إن خيار مستقبل إسرائيل هو في يد نتنياهو، محذرا من أنه يجب اتخاذ خطوات لتجنب “حرب وجودية طويلة وقاسية – حتى أصعب مما عرفناه حتى الآن”.

وقال لخصمه السياسي منذ فترة طويلة “لقد حانت لحظة الحقيقة، لقد حانت ساعة الحسم” وتابع “نتنياهو قبل عقد من الزمن كان ليفعل ذلك. هل يمكنك أن تفعل الشيء الصحيح والوطني اليوم؟”

وأضاف انه إذا اختار نتنياهو “المصلحة الوطنية على الشخصية، على خطى هرتسل وبن غوريون وبيغن ورابين”، فإن حزب “الوحدة الوطنية” سيكون شريكا يوفر لنتنياهو طوق نجاة.

الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 22 نوفمبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

“لكن إذا اخترت طريق المتعصبين وقدت الدولة بأكملها إلى الهاوية، فسنضطر إلى ترك الحكومة. سنتوجه إلى الشعب ونشكل حكومة تنال ثقة الشعب”.

بالكاد انتهى غانتس من حديثه قبل أن تبدأ الإدانات تتدفق من مشرعي الائتلاف الحكومي اليميني، الذين دعا بعضهم بالفعل إلى خروجه من الحكومة.

رد لاذع من نتنياهو

في بيان لاذع صدر عن مكتبه، اتهم نتنياهو شريكه في الائتلاف بـ”وضع إنذار نهائي لرئيس الوزراء بدلا من وضع إنذار نهائي لحماس”.

وزعم البيان أن مطالب غانتس ستعني “إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن غالبية الرهائن، وترك حماس في السلطة، وإنشاء دولة فلسطينية”.

إذا كان غانتس يعطي الأولوية حقا للمصلحة الوطنية وليس لإسقاط الحكومة، كما قال مكتب رئيس الوزراء، فينبغي عليه الإجابة على ثلاثة أسئلة:

– هل يريد غانتس أن يرى العملية في رفح حتى نهايتها، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يهدد بإسقاط حكومة الوحدة خلال عملية الجيش الإسرائيلي؟

– هل يعارض حكم السلطة الفلسطينية في غزة، حتى لو لم يكن محمود عباس مشاركا فيه؟

– هل سيدعم قيام دولة فلسطينية كجزء من عملية التطبيع مع السعودية؟

وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن “نتنياهو مصمم على القضاء على كتائب حماس” وأنه “يعارض جلب السلطة الفلسطينية إلى غزة، وإقامة دولة فلسطينية التي ستكون حتما دولة إرهاب”.

وتابع البيان أن نتنياهو يعتقد أن حكومة الوحدة هي المفتاح لتحقيق أهداف الحرب، “ويتوقع من غانتس أن يوضح للجمهور مواقفه بشأن هذه القضايا”.

وسرعان ما أصدر مكتب غانتس بيانا رد فيه على أسئلة رئيس الوزراء.

وقال مكتب وزير الدفاع ورئيس الأركان سابقا “لو استمع رئيس الوزراء إلى غانتس، لكنا دخلنا رفح قبل أشهر وأنهينا المهمة. يجب علينا إنهاء المهمة وتهيئة الظروف اللازمة لذلك”.

وقال غانتس إنه لا ينبغي للسلطة الفلسطينية أن تحكم غزة، لكن بإمكان فلسطينيين آخرين القيام ذلك، بدعم من الدول العربية والولايات المتحدة وأضاف “على رئيس الوزراء أن يتعامل مع هذا الأمر وألا ينسف هذه الجهود”.

أخيرا، ردا على سؤال نتنياهو حول ما إذا كان سيدعم إنشاء دولة فلسطينية كجزء من صفقة التطبيع مع السعوديين، ادعى غانتس أن هذا ليس مطلبا سعوديا، وأنه لا ينوي دعم مثل هذه الدولة، لكنه أشار إلى أن نتنياهو نفسه أعرب في السابق عن دعمه لقيام دولة فلسطينية. وكان غانتس قد قال في وقت سابق إنه يدعم إنشاء “كيان” فلسطيني في نهاية المطاف، لكنه تجنب استخدام مصطلح “دولة”.

وقال مكتب غانتس أنه إذا كان نتنياهو يقدّر حكومة الوحدة، فعليه اتخاذ القرارات اللازمة، “وألا يجر قدميه خوفا من المتطرفين في حكومته”.

صخب اليمين المتطرف

اتهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير غانتس بأنه “زعيم صغير بعينين كبيرتين”.

منذ اللحظة التي انضم فيها غانتس إلى الحكومة، كما قال بن غفير، فإنه “يشارك بشكل أساسي في محاولات تفكيكها”.

وتابع قائلا: “إن رحلاته إلى واشنطن لإجراء محادثات معارضة لموقف رئيس الوزراء (التي أصبحت الإدارة الأمريكية بسببها معادية)، لم تكن سوى جزء صغير من تخريبه”.

وأضاف بن غفير مشيرا إلى ما اعتبرها إخفاقات في الفترة التي شغل فيها غانتس منصب وزير الدفاع “الرجل الذي استضاف [عباس] في منزله، وأحضر عمالا من غزة، وقاد اتفاق تسليم غازنا إلى لبنان، وأزال الحواجز الأمنية في الضفة الغربية، وعرّض جنود غولاني للخطر ’من منطلق القلق على الفلسطينيين’، هو الرجل الأخير الذي يجب أن يقدم بدائل أمنية”.

وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريش إن البلاد “ستنتصر مع غانتس أو بدونه، بفضل المقاتلين الأبطال وشعب إسرائيل”.

وسط دعوات متزايدة من قبل المشرعين اليمينيين المتطرفين لإعادة بناء المستوطنات في غزة، حث سموتريتش نتنياهو على “اتخاذ قرار استراتيجي بشأن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غزة”، وهو ما قال غالانت صراحة أنه لن يسمح به خلال تصريحاته في وقت سابق من الأسبوع.

ودعا سموتريتش نتنياهو أيضا إلى “عدم وقف قواتنا في رفح أو في وسط وشمال القطاع حتى نحقق جميع أهداف الحرب: تدمير حماس، وإعادة الرهائن وإزالة التهديد، سواء في الجنوب أو في الشمال ضد حزب الله”.

كما قوبل خطاب غانتس بردود فعل سلبية في المعارضة، حيث اتهمه زعيم المعارضة يائير لبيد بالقيام بالقليل وبعد فوات الأوان.

وقال لبيد: “كفى. أخرج من هناك. كفى مؤتمرات صحفية، وكفى إنذارات نهائية فارغة. اخرج! لو لم تكن تجلس في الحكومة، لكنا بالفعل قد تجاوزنا عهد نتنياهو وبن غفير”.

“في مواجهة الصعوبات، في مواجهة اليأس، في مواجهة التطرف، أتعهد لكم: سنواصل العمل معكم ومن أجلكم، حتى نعيد هذه الحكومة إلى الوطن”، مضيفا “ستسقط هذه الحكومة، وستنهض دولة إسرائيل من جديد”.

اقرأ المزيد عن