غانتس يقول إن التركيز العسكري يجب أن ينتقل من غزة إلى لبنان: “لقد تأخرنا في هذه المسألة”
في قمة عُقدت في واشنطن، رئيس حزب الوحدة الوطنية يقول إن "قصة حماس أصبحت قديمة"، في حين يقول الرجل المكلف من قبل الحكومة بملف الرهائن غال هيرش إن الحركة غير متحفزة لإبرام اتفاق في ظل الضغوط على إسرائيل
قال العضو السابق في كابينت الحرب بيني غانتس يوم الأحد إنه يجب على إسرائيل تحويل تركيزها نحو حزب الله والحدود اللبنانية، محذرا “لقد تأخرنا في هذا الشأن”، بينما حذر أيضا من أن الحرب مع المنظمة المدعومة من إيران وشيكة إذا لم تتوصل إسرائيل قريبا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حركة حماس في غزة.
وقال غانتس يوم الأحد خلال قمة “حوار الشرق الأوسط وأمريكا” (MEAD) في واشنطن العاصمة: “لقد حان وقت [التحرك] في الشمال”، مضيفا “في الواقع، أعتقد أننا تأخرنا في هذه المسألة”.
وقال، وفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم”: “نحن بحاجة إلى التأكد من أنه يمكننا إعادة السكان إلى منازلهم. يمكننا تحقيق هذا الهدف، حتى لو تطلب الأمر ضرب لبنان نفسه. للأسف، لا أرى طريقة أخرى”.
لا يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين في حالة نزوح من منازلهم في الشمال، بعد أن أخلت السلطات الإسرائيلية منطقة الحدود مع لبنان في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي، والذي أعقبه سريعا هجمات صاروخية من حزب الله استمرت بشكل شبه يومي منذ ذلك الحين.
في اليوم الأول من المؤتمر في واشنطن الذي سيستمر ليومين ويترأسه مسؤول أمني سابق في البيت الأبيض وثلاثة سفراء أمريكيين سابقين في إسرائيل، قال غانتس يوم الأحد إن قرار إجلاء معظم هؤلاء السكان في الشمال كان خطأ، وأضاف “كان ينبغي لنا إخلاء المجتمعات والكيبوتسات المجاورة للحدود فقط”.
وتحمل غانتس، الذي كان عضوا في مجلس الحرب المصغر (كابينت الحرب) الذي تشكل في 11 أكتوبر لإدارة الحملتين العسكريتين ضد حماس وحزب الله حتى انسحب من الائتلاف في يونيو، قدرا من المسؤولية الشخصية عن القرار، الذي قال إنه “نابع من انعدام الأمن الذي عانينا منه في بداية الحرب”.
ولكن الآن، في المقابل، “قصة حماس أصبحت قديمة”، على حد تعبيره، مضيفا “قصة إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة وما يحاولون القيام به هو القضية الحقيقية”.
ومع ذلك، قال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” إنه يفضل التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، لإعادة الرهائن الإسرائيليين واستعادة هدوء مؤقت على الأقل، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن عملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله في الشمال.
وتحدث أيضا في المؤتمر الذي أقيم وراء أبواب مغلقة، غال هيرش، المكلف من قبل الحكومة بملف أزمة الرهائن المستمرة، والذي قال إن حركة حماس غير معنية في الواقع بالتفاوض، وتسعى فقط إلى “إرهاق” الإسرائيليين، خاصة عندما يتم وضع ضغوط دولية على القدس لتقديم تنازلات.
وقال هيرش، وفقا لموقع “واللا” الإخباري، إن هناك “خطا مباشرا” بين الضغوط الدولية على إسرائيل وعدم اهتمام حماس بتوقيع صفقة.
وقد اتهم المسؤولون الأمريكيون وغيرهم نتنياهو بالتصلب الشديد في المفاوضات مع حماس، وخاصة بعد مقتل ست رهائن إسرائيليين مؤخرا، والذين تم انتشال جثثهم يوم السبت الماضي من نفق في رفح في جنوب غزة.
وتناول هيرش هذه الرواية، مؤكدا أن الادعاء بأن إسرائيل هي التي تمنع التوصل إلى اتفاق هو “كذبة”، وأكد أن إسرائيل لم ترفض قط اتفاقا كان مطروحا على الطاولة بالفعل.
ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 33 شخصا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وقد اتُهم نتنياهو بتخريب اتفاق قائم على إطار عمل تم تقديمه في مايو، والذي يتألف من ثلاث مراحل، مع إطلاق سراح الرهائن تدريجيا خلال وقف إطلاق نار مؤقت، إلى جانب إجراء مفاوضات من أجل وقف دائم للأعمال العدائية.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على السماح لإسرائيل بوجود أمني طويل الأمد على طول الحدود بين غزة ومصر، أو ما يُسمى بمحور فيلادلفيا، وهو شرط لم يتم تضمينه في مقترح مايو.
كما استضاف المؤتمر في واشنطن السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، التي تحدثت أمام قاعة “مليئة بالإسرائيليين”، بحسب الصحفي باراك رافيد.
شاركت آل سعود في ندوة إلى جانب السفيرين المغربي والبحريني لدى الولايات المتحدة.
وأشادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بخطابها ووصفته بأنه “ملهم”، على الرغم من منع نشر محتويات المناقشة والصور الخاصة بالحدث.
جاء ظهور المسؤولة الدبلوماسية السعودية بعد أكثر من 11 شهرا من هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب الجارية ووضع جهود التطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية جانبا.
ونقلت وسائل إعلام عبرية يوم الاثنين عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تكشف هويته قوله أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق تطبيع خلال الفترة الفاصلة بين انتخابات الخامس من نوفمبر وتنصيب الرئيس الأمريكي الجديد في العشرين من يناير.
لكن المسؤول أكد أن هذا يتطلب وقف إطلاق النار في غزة ونوعا من الرؤية لحل القضية الفلسطينية.