غانتس يقول أن ’أياما حرجة’ في انتظار الحكومة؛ وأنه لن ينضم إليها لحل مشاكل نتنياهو ’الشخصية’
’أزرق أبيض’ يجتمع لمناقشة إمكانية التوصل إلى تسوية مع ’الليكود’ في الوقت الذي يبدو فيه أن الطرفين متمسكين بمواقفهما بشأن الميزانية، وخلافات أخرى، قبل خمسة أيام من الموعد النهائي لإقرار الميزانية
قال زعيم حزب “أزرق أبيض”، بيني غانتس، لحزبه يوم الأربعاء، إن الإئتلاف يمر “بأيام حرجة”، قبل أقل من أسبوع من حل الحكومة تلقائيا إذا لم يتمكن غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الاتفاق على مسار للمضي قدما في ميزانية الدولة.
وقال غانتس إن حزبه يبذل قصارى جهده لحل الأزمة، لكنه أضاف أنه لن يتنازل عن مبادئه الأساسية للقيام بذلك.
وقال: “نتنياهو قد يؤدي إلى انتخابات مروعة”.
أمام حزبي “أزرق أبيض” و”الليكود” حتى يوم الإثنين، 24 أغسطس، لتمرير ميزانية الدولة – وهو أمر مستحيل عمليا مع الوقت المتبقي للقيام بذلك – أو تمرير مشروع قانون يؤجل إقرار الميزانية بمئة يوم. وقد تمت المصادقة على مشروع القانون هذا في القراءة الأولى من بين ثلاث قراءات، ولكن ورد أن الليكود يقوم بمطالب مختلفة لتقديم دعمه لتمرير مشروع القانون نهائيا.
وقال غانتس لحزبه: “لا شيء يبرر الانتخابات”، متهما نتنياهو بـ”لعب البوكر” على حساب الإسرائيليين.
وقال: “عندما دخلنا مع الليكود إلى اتفاق [حكومة الوحدة] هذا، فعلنا ذلك على الرغم من وابل التحذيرات التي تلقيناها… لأنه خلال فترة حرجة، وسط انقسامات فظيعة، لدينا التزام حقيقي للشعب والبلاد والمجتمع”.
لكنه أضاف: “أنا لست هنا لحل المشاكل الشخصية لأي كان”.
وذكرت تقارير أن نتنياهو يطالب بإدخال تغييرات مختلفة على الاتفاق الإئتلافي مع “أزرق أبيض” لحماية وضعه مع مضي محاكمته الجنائية قدما، وكذلك لتأكيد المزيد من السلطة على أنظمة القضاء وتطبيق القانون.
وقال غانتس: “إن استعدادنا للتوصل إلى حل وسط سوف يعتمد فقط على الالتزام بالاتفاق الموقع واحتياجات إسرائيل”.
وفقا للقناة 12، اجتمع “أزرق أبيض” لمراجعة التسويات المحتملة مع الليكود، ومناقشة إلى أي مدى سيكون الحزب على استعداد للذهاب لاستيعاب رئيس الوزراء.
في غضون ذلك، وجّه رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت، الذي تتوقع استطلاعات الرأي الأخيرة لحزبه ارتفاعا كبيرا في عدد المقاعد بسبب انتقاده لتعامل الحكومة مع أزمة كورونا، في تغريدة على “تويتر” انتقادا حادا لنتنياهو الإثنين، قال فيه: “أنا حزين لرؤية سياسي محترم منشغل بالسياسات التافهة، بدلا من الاهتمام باحتياجات الأشخاص الذين يعانون”.
بينيت كان يرد على تقرير إخباري زعم أن نتنياهو أمر حلفاءه بمهاجمته في محاولة للحد من صعوده في استطلاعات الرأي، في حالة توجهت البلاد إلى انتخابات جديدة – الرابعة في أقل من عامين.
الخلافات بين الليكود و”أزرق أبيض” متعددة الأوجه، ويقال إنها تشعبت من الخلاف الأساسي حول ميزانية الدولة نفسها – على الرغم من أن تمريرها هو سيف ديموقليس الذي يهدد حاليا بقاء الحكومة.
غانتس يصر على تمرير ميزانية 2020-2021، كما نصت الاتفاقية الائتلافية بين الأحزاب، بينما يصر نتنياهو على ميزانية تغطي فقط ما تبقى من عام 2020، بحجة حالة عدم اليقين الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
بما أنه بموجب القوانين التي تم تمريرها لتشكيل الائتلاف، فإن الفشل في تمرير ميزانية 2021 بحلول شهر مارس المقبل سيفرض انتخابات جديدة، اتهم حزب “أزرق أبيض” نتنياهو بمحاولة خرق الاتفاق الائتلافي عمدا مع مطلبه المتعلق بالميزانية حتى يترك لنفسه نافذة في المستقبل لحل الحكومة وتجنب الاضطرار إلى تسليم منصب رئيس الوزراء إلى غانتس في نوفمبر 2021، وفقا للاتفاق.
كما ورد أن نتنياهو يطالب غانتس بالموافقة على عدة تغييرات في صفقة الائتلاف غير المتعلقة بالميزانية. وأفادت القناة 12 أن رئيس الوزراء يستخدم الميزانية كوسيلة للضغط على غانتس للموافقة على تغييرات في الاتفاق الإئتلافي الحالي بين الجانبين.
وفقا للتقرير، يطالب نتنياهو بتعديل الاتفاقية بحيث تتم الدعوة إلى إجراء انتخابات تلقائيا في حال منعته محكمة العدل العليا من شغل منصب رئيس الوزراء البديل بعد تسليمه رئاسة الوزراء إلى غانتس في نوفمبر 2021. الاتفاق الحالي يمنح نتنياهو الحماية فقط للأشهر الستة الأولى من عمر الحكومة.
كما ورد أن نتنياهو يطالب بسلطة أكبر على التعيينات رفيعة المستوى، بما في ذلك كبار مسؤولي تطبيق القانون، في تناقض مع الاتفاقات السابقة.
وانتقد مسؤول كبير في الليكود لم يكشف عن اسمه يوم الأربعاء حزب “أزرق أبيض” بسبب الأزمة الائتلافية الحالية، مما يشير إلى أنه من غير المرجح أن يتجنب المشرعون انهيار الحكومة.
وقال المسؤول، بحسب تقارير في وسائل الإعلام العبرية، “هذه المصلحة (الإئتلاف الحكومي) لا تعمل. منذ البداية لم تكن لدي توقعات كبيرة، ولكني لم أعتقد أن الأمر سيكون بهذا الشكل. من المستحيل العمل… هل سنتوجه إلى انتخابات الإثنين؟ هذه الحكومة لا تعمل. إن الاستمرار في الوضع الحالي هو حتى أسوأ من الانتخابات”.
وأضاف: “لقد توصلنا إلى الكثير من الأفكار لحل مشكلة الميزانية، وحتى الآن لم يوافق حزب ’أزرق أبيض’ على أي منها”.
وتابع قائلا: “لقد قدمنا تنازلات دراماتيكية لهذه الحكومة. نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق يسمح بإيجاد حل فوري للمشاكل في الاقتصاد وحل جميع المشاكل بشكل متوازن حتى نتمكن من العمل معا وعدم التعثر كل أسبوع في اختلال وظيفي حيث لا يحدث شيء”.
وأضاف المسؤول أنه لم تعقد اجتماعات بين مسؤولي الليكود و”أزرق أبيض” لمناقشة أزمة الميزانية منذ يوم الأحد.
واتهم المسؤول الكبير وزير الخارجية غابي أشكنازي بـ “نسف” خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهي خطة تم تأجيلها بعد إعلان الأسبوع الماضي عن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وقال إن إشكنازي “فعل كل شيء لنسف تطبيق السيادة وانتهاك اتفاق التحالف. لم يفوت محادثة واحدة مع هيئة دولية للإحاطة ضد تطبيق السيادة وتحدث ضد [الخطة] في كل فرصة”.
وأضاف أن “ذلك لم يمنع [الضم]، ولكن من حيث الثقة والحفاظ على الاتفاق [الإئتلافي]، هذا السلوك يعد انتهاكا”.
وقال حزب الليكود في بيان إن “[أعضاء] أزرق أبيض يقاتلون مرة أخرى الحكومة بينما يحارب نتنياهو فيروس كورونا”، وأضاف البيان، “اليوم في اللجنة المالية أوقفوا [تحويلات] الأموال الضرورية لبدء العام الدراسي، بما في ذلك برامج للأطفال المعرضين للخطر والأطفال في الضواحي. يجب أن يتوقف حزب ’أزرق أبيض عن’ التدخل في إقرار رئيس الوزراء للميزانية وافتتاح العام الدراسي في الوقت المحدد”.
وأصدر حزب “أزرق أبيض” بيانا قال فيه إن حكومة نتنياهو تستخدم الميزانية لكسب التأييد قبل أن تتوجه البلاد إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة.
وقال الحزب إن “الليكود يخلف بوعوده بشأن الوحدة والاستقرار ويبحث عن ذريعة جديدة للانتخابات كل يوم. إن من يفكر في مصلحة إسرائيل سيعمل على تمرير ميزانية مسؤولة ولن ينفق المال السياسي ليصبح أقوى في الفترة التي تسبق الانتخابات”.
وأضاف البيان أن “’أزرق أبيض’ يتصرف وسيواصل العمل بدافع واحد فقط: منع الانتخابات لمليون عاطل عن العمل ولشعب إسرائيل، كما تعهدنا”.
في مناقشة للجنة المالية يوم الأربعاء، قدم رئيس الإئتلاف الحكومي ميكي زوهر، الحليف القوي لنتنياهو، أربعة شروط لتأجيل الموعد النهائي للميزانية، بما في ذلك تخصيص أموال في الميزانية السنوية للمدارس الحريدية وللمدارس والبرامج التابعة للتيار الصهيوني المتدين، وكذلك تمويل العديد من البرامج التعليمية الأخرى وتمكين مرونة بنسبة 5% ضمن الميزانية.
ورفض عضو الكنيست عن حزب “أزرق أبيض” إيتان غينزبرغ المطالب، قائلا إن اللجنة لم يكن من المفترض أن تناقش “ميزانية دولة بديلة”.
ولقد تم تمرير مشروع القانون لتأجيل الموعد النهائي لإقرار الميزانية، الذي اقترحه عضو الكنيست عن حزب “ديرخ إيرتس” تفسي هاوزر، في قراءة أولى الإثنين. ويجب أن يجتاز مشروع القانون ثلاث قراءات ليصبح قانونا، وينبغي على لجنة المالية البرلمانية المصادقة عليه لطرحه على الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة.
بموجب بنود مشروع القانون، سيتم تأجيل الموعد النهائي لمدة 100 يوم حتى 3 ديسمبر. نظرا لأن مشروع القانون يتطلب تغيير قوانين الأساس شبه الدستورية للبلاد، يجب أن يتم تمريره بأغلبية 61 من أصل 120 نائبا في الكنيست.