غانتس يقرر عدم إعادة جثمان الفلسطيني ناصر أبو حميد لدفنه
العضو المؤسس لكتائب شهداء الأقصى توفي جراء إصابته بالسرطان؛ وزير الدفاع يجري تقييما مع مسؤولين أمنيين ويتخذ القرار بناء على قرار سابق لملجلس الوزاري الأمني المصغر
أعلن وزير الدفاع بيني غانتس يوم الأربعاء أن إسرائيل لن تعيد جثمان فلسطيني توفي جراء إصابته بمرض السرطان بينما كان يقضي محكوميته في سجن إسرائيلي في اليوم السابق.
ناصر أبو حميد (51 عاما) هو أحد الأعضاء المؤسسين لجماعة “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة “فتح” التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكان يقضي عدة أحكام بالسجن لمدى الحياة منذ عام 2002، بعد إدانته بمقتل سبعة إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية في أوائل سنوات الألفين.
وقال مكتب غانتس إن قرار عدم الإفراج عن جثمان أبو حميد لدفنه اتُخذ في أعقاب تقييم أجراه مع مسؤولين أمنيين وقرار سابق للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت).
قبل سنتين، اتخذ المجلس الوزاري الأمني المصغر قرارا يسمح للدولة باحتجاز جثامين فلسطينيين متهمين بالقتل أو إصابة آخرين أو حيازة أسلحة، حتى لو لم يكونوا منتمين لحركة حماس.
وكانت السياسة الإسرائيلية السابقة تقتصر على احتجاز جثامين منفذي هجمات تابعين لحركة حماس من أجل تبادل أسرى محتمل مع الحركة، في حين أعيد آخرون إلى عائلاتهم لدفنهم.
ما إذا كان احتجاز جثث المهاجمين سياسة فعالة هو موضوع نقاش داخل المؤسسة الأمنية. يعتقد البعض أنه يمنح إسرائيل تأثيرا إضافيا في المفاوضات مع حماس، فضلا عن العمل كرادع ضد الهجمات، في حين يرى آخرون أنها سياسة غير فعالة وتستند إلى أرضية قانونية مهتزة.
على الرغم من القرار، كانت هناك حالات أفرجت فيها إسرائيل عن جثامين فلسطينيين متهمين بتنفيذ هجمات.
صباح الثلاثاء أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية وفاة أبو حميد في مستشفى بمنطقة تل أبيب، وقالت أنه كان يعاني من مرض مستعص وتم نقله إلى المستشفى في اليوم السابق. وأضافت مصلحة السجون “كما في كل حالة من هذا النوع سيتم التحقيق في الواقعة”.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، وهو مجموعة تمثل الأسرى السابقين والحاليين، أنه تم تشخيص إصابة أبو حميد بمرض السرطان في أغسطس 2021.
وحمّل مسؤولون فلسطينيون إسرائيل مسؤولية وفاة أبو حميد. واتهم رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية محمد اشتيه إسرائيل بـ”الإهمال الطبي المتعمد”.
وقال اشتية إنه ينعي وفاة أبو حميد “باسم الحكومة وشعبنا الفلسطيني”.
وقالت حماس إن وفاة أبو حميد تعد “جريمة خطيرة” ضد الأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني، ودعت إلى “تصعيد حقيقي في سجون الاحتلال” ردا على وفاته.
ورفضت مصلحة السجون الإسرائيلية مزاعم الاهمال، وقالت إن الأسير “حصل على رعاية منتظمة ووثيقة من الطاقم الطبي في مصلحة السجون ومن مختصين خارجيين”.
كما رفض غانتس يوم الأربعاء “المزاعم الكاذبة بأن إسرائيل متورطة في وفاته”.
في 2002، أدين أبو حميد، الذي يُعد الساعد الأيمن للقيادي والأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، بقتل سبعة إسرائيليين – إلياهو كوهين، بنيامين وطاليا كهانا، غاد رجوان، يوسف هابي، إيلي دهان وسليم بركات – في عدد من الهجمات خلال الانتفاضة الثانية التي نفذها بشكل شخصي أو وجهها من بعيد. خلال المحاكمة، وصفت السلطات الإسرائيلية أبو حميد بأنه “آلة قتل”.
كما أدين بـ 12 تهمة تتعلق بالشروع بالقتل وعدد من التهم الأمنية الأخرى وكان يقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة.
في السابق أدين بقتل خمسة فلسطينيين تعاونوا مع إسرائيل في عام 1990 ولكن تم إطلاق سراحه بعد بضع سنوات في إطار اتفاقية أوسلو.
مع تدهور حالته الصحية، تم نقل أبو حميد إلى مركز “شمير” الطبي يوم الإثنين، حيث تم اعطائه أدوية للسيطرة على ألمه.
كانت والدته بصدد الحصول على إذن لزيارته في المستشفى عندما توفي، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”. وسبق أن سُمح لأسرته بزيارته في المستشفى في يناير بعد أن خضع لعملية جراحية لإزالة ورم في رئته.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات