إسرائيل في حالة حرب - اليوم 587

بحث
الإنتخابات الإسرائيلية 2020

غانتس وبيرتس يدفعان قدما بالجهود لتشكيل حكومة أقلية رغم العقبات

حزبا ’أزرق أبيض’ و’العمل’ يتطلعان إلى ’تسخير جميع الشركاء في النظام السياسي’ - في إشارة كما يبدو إلى الأحزاب ذات الغالبية العربية - لتجنب إنتخابات؛ ليبرمان: لا تغيير في الموقف

زعيم حزب ’أزرق أبيض’، بيني غانتس، يسار، وزعيم حزب ’العمل’، عمير بيرتس، يلتقيان لمناقشة المحادثات الإئتلافية، 11 مارس، 2020. (Blue and White/Elad Malka)
زعيم حزب ’أزرق أبيض’، بيني غانتس، يسار، وزعيم حزب ’العمل’، عمير بيرتس، يلتقيان لمناقشة المحادثات الإئتلافية، 11 مارس، 2020. (Blue and White/Elad Malka)

على الرغم من العقبات في الأيام الأخيرة المتمثلة في إعلان ثلاثة أعضاء كنيست من الوسط واليسار معارضتهم لحكومة أقلية تعتمد على حزب “القائمة المشتركة” ذي الأغلبية العربية، أصر رئيسا حزبي “أزرق أبيض” و”العمل” على أن الجهود لتشكيل حكومة والإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تزال مستمرة.

صباح الأربعاء التقى زعيم حزب “أزرق أبيض”، بيني غانتس، ورئيس حزب “العمل”، عمير بيرتس، بعد يوم من إعلان رقم 2 في تحالف “العمل غيشر ميرتس”، عضو الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس، عن معارضتها لفكرة حكومة أقلية بدعم “القائمة المشتركة”، وعن أنها لم تعد ملزمة لشركائها السياسيين في اليسار.

في بيان مشترك الأربعاء، بدا أن غانتس وبيرتس يتجاهلان هذه الانتكاسة، حيث أعادا التأكيد على استعدادهما للتعاون مع القائمة المشتركة و”اتفقا على مواصلة شراكتهما الإستراتيجية ومواصلة الجهود لتشكيل حكومة، وتسخير جميع الشركاء في النظام السياسي لمنع نتنياهو والليكود من جر البلاد إلى إنتخابات رابعة”.

في وقت لاحق كتب بيرتس عبر صفحته على “فيسبوك”: “سنواصل جهودنا لتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن”.

وفي حين أنه أعلن عن دعمه لغانتس بقوة – إسرائيل تحتاج إلى حكومة جديدة… بقيادة غانتس” – إلا أن بيرتس ألمح إلى انه منفتح على فكرة حكومة وحدة موسعة تضم “أزرق أبيض” وحزب “الليكود”.

عضوا الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس (يسار) وعمير بيرتس، في حدث لتحالف أحزاب ’العمل غيشر ميرتس’ عقب الانتخابات في تل أبيب، 2 مارس، 2020. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقال إنه “من المهم بالنسبة لي أن أوضح أنه على الرغم من التطورات” – في إشارة كما يبدو إلى إعلان ليفي أبيكاسيس – “لا نية لدي بالمساعدة في تشكيل حكومة يمين ضيقة بقيادة نتنياهو تتعارض مع وجهة نظري الأيديولوجية”.

وأضاف: “لحظات من القرار تحتوي على تحديات لجميع الأحزاب السياسية. إنني أفعل كل ما هو ضروري للتغلب عليها ومواصلة عملنا لنقدم لمواطني إسرائيل الحكومة التي التزمنا بها قبل الانتخابات”.

ولم ينجح أي من “الليكود” أو “أزرق أبيض” بالفوز بالأغلبية الكافية من المقاعد في الكنيست في الانتخابات التي أجريت يوم الإثنين الماضي، ولا يوجد لأي منهما طريق واضح لتشكيل إئتلاف أغلبية. ويحظى رئيس الوزراء بدعم 58 عضو كنيست، وحزبه “الليكود” هو الحزب الأكبر في الكنيست، التي تضم 120 مقعدا.

في غضون ذلك، يعمل غانتس على تشكيل حكومة أقلية بأسرع وقت ممكن بدعم من “القائمة المشتركة”، وتجنب الاضطرار إلى المساومة على حكومة وحدة بقيادة حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو.

عضو الكنيست عوفر شيلح (يش عتيد) يشارك في جلسة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، 30 أبريل، 2018. (Miriam Alster/Flash90)

والتقى المشرعان من “أزرق أبيض”، عوفر شيلح وآفي نيسنكورن، مع ممثلين عن “القائمة المشتركة” الأربعاء.

قبل اللقاء، قال شيلح للصحافيين في الكنيست، إن “الهدف من وجهة نظرنا هو الوصول إلى غالبية في أعضاء الكنيست الذين سيوصون [لرئيس الدولة] على بيني غانتس لتشكيل الحكومة، وأن تكون لدينا كنيست عاملة بدءا من الإثنين القادم”.

وكتب أحمد الطيبي، من “القائمة المشتركة”، بعد اللقاء أن الجانبين “تبادلا المواقف بشأن التوصية للرئيس وقضايا برلمانية”.

أحمد الطيبي (وسط) وزملائه من ’القائمة المشتركة’ يصلون لإجراء محادثات مع ممثلين عن حزب ’أزرق أبيض’، في الكنيست، 11 مارس، 2020.(Yonatan Sindel/FLASH90)

وأضاف الطيبي إنه سيرجع لحزبه لإجراء مشاورات، لكن الجانبين “يرفضان حملة التحريض”.

يوم الأربعاء أيضا، قال رئيس حزب “يسرائيل بيتنو”، أفيغدور ليبرمان، إن موقف حزبه بشأن التعاون مع القائمة المشتركة “لم يتغير”، وسط تقارير عن احتمال موافقته على دعم حكومة بقيادة “أزرق أبيض” مدعومة من الخارج من قبل تحالف الأحزاب ذات الغالبية العربية.

لكنه أضاف “لسنا ملزمين بتزويد نتنياهو بمعلومات استخباراتية أو حبوب مهدئة. سنتخذ القرارات وفقا للمصلحة الوطنية ووعودنا لناخبينا”.

وتابع قائلا: “لقد تعاون نتنياهو مع [الزعيم الفلسطيني ياسر] عرفات والأحزاب العربية أكثر من أي شخص آخر”.

بيني غانتس، يمين، وأفيغدور ليبرمان بتصافحان بعد لقاء خاص في مدينة رمات غان بوسط البلاد، 9 مارس، 2020. (JACK GUEZ / AFP)

ويسعى غانتس إلى الحصول على دعم الأغلبية في الكنيست لتشكيل حكومة تضم “أزرق أبيض” (33 مقعدا)، وحزب “يسرائيل بيتنو” الصقوري (7 مقاعد)، وحزبي “العمل” و”ميرتس” الحمائميين (6 مقاعد دون حزب “غيشر” بزعامة ليفي أبيكاسيس)، وبدعم تحالف الأحزاب ذات الغالبية العربية، “القائمة المشتركة” (15 مقعدا) من الخارج.

ولقد حاول “الليكود” تصوير “القائمة المشتركة” على أنها خارج حدود السياسة الإسرائيلية، واصفا أعضاء التحالف بأنهم “داعمون للإرهاب” ومشيرا إلى معارضتهم للصهيونية وبعض المواقف المتطرفة المناهضة لإسرائيل لأعضاء حزب “التجمع”، أحد الشركاء المؤسسين للتحالف. في الأسبوع الماضي أعلن نتنياهو أن “القائمة المشتركة” ليست جزءا من “المعادلة” عندما يتعلق الأمر بالحسابات الإئتلافية.

يوم الثلاثاء كتب رقم 2 في “أزرق أبيض”، يائير لابيد، في منشور على “فيسبوك” ان إئتلاف حكومي بدعم القائمة المشتركة، في حين أنه “ليس بالحكومة التي أردناها”، لكنه الطريق الوحيدة لكسر جمود سياسي مستمر منذ عام.

ومع ذلك، لا تزال فرص نجاح محاولة كهذه مستبعدة، حيث أن العضوين اليمينيين في حزب غانتس، النائبين في الكنيست يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر، أعلنا رفضهما للفكرة وتعهدا بمعارضتها، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان “القائمة المشتركة” و”أزرق أبيض” التوصل الى اتفاق. أحد المطالب التي طرحها تحالف الأحزاب ذات الغالبية العربية في السابق كان رفض غانتس لخطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، التي أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق عن تأييده لها.

اقرأ المزيد عن