غانتس هدد بأزمة حكومية إذا لم يتم تحويل المخصصات المالية السياسية لاحتياجات الحرب
أصر وزير المالية سموتريش على الاحتفاظ بمبلغ 900 مليون شيكل من أموال التحالف المخصصة للمستوطنات والحريديم وسط الحرب؛ يدعي مكتب رئيس الوزراء أن اقتراح الميزانية سيفيد البلاد
حذر وزير مجلس الحرب بيني غانتس يوم الأحد أنه إذا لم يتم تحويل جميع أموال للائتلاف الاختيارية لاحتياجات الحرب فسيصوت حزب “الوحدة الوطنية” ضد ميزانية الحرب المقترحة، ويمكن أن يدفعه ذلك إلى “النظر في خطواته التالية”، ملمحا إلى أنه قد ينسحب من الحكومة.
وأشار مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أنه لن يقبل مطالب غانتس، قائلا إن الاقتراح سيُعرض على مجلس الوزراء يوم الاثنين و”يلبي احتياجات الحرب”.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الوزراء التغييرات في ميزانية الدولة لعام 2023 ليشمل احتياجات الصراع مع حماس في غزة، مع إصرار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الاحتفاظ بمئات الملايين من الشواكل من أموال التحالف الاختيارية المخصصة لأهدافه قبل الحرب.
وقالت وزارة الخزانة في وقت سابق من هذا الشهر أنه سيتم تمويل ميزانية عن طريق زيادة العجز، وتحويل الأموال من الوزارات الحكومية، وخفض بعض أموال التحالف الاختيارية.
لكن سموتريتش احتفظ بنحو 900 مليون شيكل (240 مليون دولار) من الأموال التي خصصت لأهداف الأحزاب بموجب اتفاقات الائتلاف، بما في ذلك أكثر من 300 مليون شيكل لتطوير المستوطنات و”مشاريع الهوية اليهودية” تحت إشراف وزيرة المستوطنات والبعثات الوطنية أوريت ستروك، بالإضافة إلى أكثر من 200 مليون شيكل للمشاريع التعليمية والثقافية الحريدية.
وفي رسالة إلى نتنياهو، قال غانتس إن تخصيص مبالغ كبيرة للاحتياجات المثيرة للجدل التي لا تتعلق بالحرب “سيضر بالمرونة الوطنية والوحدة المجتمعية الإسرائيلية”.
“في هذا الوقت، يجب على المجتمع الإسرائيلي بأكمله أن يتقاسم العبء. الشعب يعرف ذلك، وعلى الحكومة أن تتصرف وفقا لذلك”.
وشدد غانتس، الذي كان معارضا شديدا للحكومة الحالية منذ تأسيسها وانضم إليها مؤقتا فقط في الشهر الماضي للمساعدة في توجيه الحرب بعد هجوم حماس المدمر على إسرائيل، على أن “كل الأموال المتوفرة يجب أن تذهب لاحتياجات الحرب ولها وحدها. وفي حال انعقاد الجلسة وبقاء الموازنة على حالها، فإن [حزب] الوحدة الوطنية سيصوت ضد الميزانية المقترحة وسينظر في خطواته التالية”.
وأكد مكتب رئيس الوزراء على أنه “سنقدم غدا ميزانية غير مسبوقة بقيمة 30 مليار شيكل (8 مليارات دولار) لمدة 90 يوما تلبي احتياجات الحرب. ستغطي الميزانية بالكامل احتياجات الجيش الإسرائيلي، هجوميًا ودفاعيًا، وستعتني بعائلات الرهائن والجرحى والقتلى والعائلات التي تم إجلاؤها – وسنعد بأن اقتصاد إسرائيل سيستمر ويزدهر”.
وأضاف أنه “تم بالفعل تقليص أكثر من 70% من صندوق التحالف، بما يبلغ 1.6 مليار شيكل (420 مليون دولار)”.
وتعرضت الحكومة لانتقادات شديدة منذ 7 أكتوبر لفشلها في توفير الدعم المالي الكافي للمتضررين من الحرب، بما في ذلك مئات الآلاف الذين تم إجلاؤهم من منازلهم والعديد من الذين تضررت سبل عيشهم.
وأصر سموتريتش على أن الميزانية الجديدة تحول ما يكفي من الأموال لمثل هذه الاحتياجات، وقال أن أموال التحالف السياسية التي تقرب من مليار شيكل مجرد “مصروف جيب” بالمقارنة مع الميزانية الأكبر.
ولم يوافق بنك إسرائيل على ذلك، محذرا في وقت سابق من هذا الشهر من أن التخفيضات التي اقترحتها وزارة الخزانة ليست كافية وأن الحكومة بحاجة إلى إلغاء إنفاق إضافي غير مرتبط بالحرب، بما في ذلك أموال التحالف الاختيارية، لتغطية تكاليف القتال المستمر مع حركة حماس.
بالإضافة إلى خطة وزارة المالية لتخفيض حوالي 4 مليار شيكل (1.06 مليار دولار) من ميزانية الدولة لعام 2023 لتمويل نفقات الحرب، هناك مجال لخفض 8 إلى 10 مليار شيكل إضافية في النفقات غير الحربية من ميزانية الدولة للعام المقبل، بما في ذلك الأموال المخطط لها لصندوق التحالف، وفقًا لمراجعة أجراها البنك المركزي.
وقال البنك المركزي في مراجعته إن نطاق خفض الميزانية المقترح حاليا ليس “كبيرا، وبالتالي فإن مساهمته في تعزيز مصداقية التزام الحكومة بالتكيف المالي مع تكاليف الحرب محدودة”.
وكان البنك المركزي يتطرق بشكل غير مباشر إلى المخاوف من أن الخطة المالية الجديدة للحكومة قد تضر بمكانتها في الأسواق الدولية وتؤثر سلبًا على القرارات المستقبلية لوكالات التصنيف الائتماني، مما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع تكاليف الديون لدولة إسرائيل.
وخصصت ميزانية الدولة لعام 2023-2024، والتي تم إقرارها في شهر مايو، ما يقارب من 14 مليار شيكل للإنفاق الاختياري، وتم تخصيص الكثير منها للبرامج التعليمية للمجتمع الحريدي.
ومن أجل تمويل تكاليف الحرب مع الحركة المدعومة من إيران، والتي اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، تقترح وزارة المالية تعديلات لزيادة ميزانية عام 2023 بنحو 31 مليار شيكل – 22 مليار شيكل لنفقات الدفاع، و9 مليار شيكل للنفقات المدنية – إلى جانب تخفيض قدره 4 مليار شيكل للنفقات الأخرى.
وشدد بنك إسرائيل على أنه يقدر أن التكلفة المالية الإجمالية للحرب في عام 2023 لن تقتصر على ميزانية 35 مليار شيكل التي تقدمها وزارة المالية حاليا. ومن المرجح أن تكون هناك حاجة إلى نفقات حربية إضافية في وقت لاحق من العام أو في عام 2024، وسيتعين على الحكومة تمويلها من ميزانيتها.
وبالنسبة إلى ما بعد الحرب، أشار البنك المركزي إلى أنه من المرجح أن يصبح الإنفاق الحكومي أكبر بسبب الزيادة الدائمة في الإنفاق الدفاعي ومدفوعات الفائدة مع ارتفاع مستوى وتكلفة الدين العام.
ساهم شارون روبل وكاري كيلر-لين في إعداد هذا التقرير