غانتس: إسرائيل ستهاجم رفح إذا لم تتم إعادة الرهائن بحلول شهر رمضان
وزير الحرب يقول "لأولئك الذين يقولون إن الثمن باهظ للغاية، لدى حماس خيار – يمكنهم الاستسلام"، ويحذر من أن إسرائيل مستعدة "لشن حرب في لبنان" أيضا
حذر عضو كابينت الحرب بيني غانتس يوم الأحد من أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فسوف توسع إسرائيل هجومها في جنوب غزة وتتوغل في مدينة رفح على الحدود المصرية.
وقال غانتس: “على العالم أن يعرف، وعلى قادة حماس أن يعرفوا – إذا لم يعد رهائننا إلى منازلهم بحلول شهر رمضان، فإن القتال سيستمر في كل مكان، بما في ذلك منطقة رفح”.
ويبدأ شهر رمضان المبارك هذا العام في 10 مارس.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق في القدس أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى “سنقوم بذلك بطريقة منسقة، لتسهيل إجلاء المدنيين بالحوار مع شركائنا الأمريكيين والمصريين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.
“لأولئك الذين يقولون إن ثمن [الهجوم] باهظ للغاية، أقول بوضوح شديد: لدى حماس خيار – يمكنهم الاستسلام، وإطلاق سراح الرهائن، وسيتمكن مواطنو غزة من الاحتفال بعيد رمضان المبارك”، قال.
وقد نزح أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني إلى رفح – المدينة الأخيرة في القطاع التي تسعى القوات البرية للجيش الإسرائيلي إلى العمل فيها.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو من أن التوغل العسكري “لا ينبغي أن يستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم” السكان المدنيين في المدينة. وقد صدرت تحذيرات مماثلة من قبل العديد من حلفاء إسرائيل الغربيين.
وقال نتنياهو أنه يتم إعداد مثل هذه الخطة، بينما أعلن يوم الأحد أن “الذين يريدون منعنا من العمل في رفح يقولون لنا: اخسروا الحرب”.
وبالنسبة لشمال البلاد، حذر غانتس من أن إسرائيل “ستحقق أهدافنا وتبعد حزب الله عن بلداتنا” على الحدود اللبنانية، والتي تعرضت لقصف صاروخي مستمر من قبل التنظيم منذ شن حماس هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر، واندلاع الحرب.
وتابع أنه على حزب الله أن يقرر ما إذا كان يريد “الانتحار كمنظمة”، مضيفا أنه “من المهم جدا بالنسبة للعالم الغربي أن يشرح للحكومة اللبنانية أنه يجب عليها مطاردة حزب الله، لأنهم هم [الذين] سوف يدفعون الثمن”.
“وإذا كان علينا أن نشن حربا في لبنان، فسنفعل ذلك”.
وبدأت القوات التي يقودها حزب الله بمهاجمة بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي منذ 8 أكتوبر، ويقول الحزب إن هجماته تهدف إلى دعم غزة وسط الحرب. وقد أدى ذلك إلى ضربات انتقامية إسرائيلية وتبادل إطلاق النار عبر الحدود، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين في البلدات الحدودية.
وحذرت إسرائيل من أنها لن تقبل بعد الآن وجود حزب الله على طول الحدود اللبنانية، حيث قد يحاول تنفيذ هجوم مماثل لهجوم حماس في 7 أكتوبر، ومن أن فشل الدبلوماسية الدولية في إرغام حزب الله على الابتعاد عن الحدود سيثير هجوما إسرائيليا.
وبعد وقت قصير من خطاب غانتس، أصاب صاروخ موجه مضاد للدبابات أطلق من لبنان مدخل بلدة شتولا الشمالية. ولم تقع إصابات، وقال الجيش أنه رد بقصف مدفعي على مصدر النيران.
وشكر غانتس واشنطن على دعمها العسكري والدبلوماسي، وأصر على أنه على الرغم من الخلافات حول بعض العناصر، “عندما نقول معا سننتصر – فإننا نعني أيضا معا مع شركائنا الأمريكيين، الجمهوريين والديمقراطيين على حدٍ سواء” – وكذلك “مع زعماء دوليين آخرين.
وأضاف إن “هذا النصر يتماشا مع إرادتنا لتوسيع دائرة السلام وتشكيل محور إقليمي موحد يواجه إيران. ولهذا السبب، فإن عملية التطبيع مع المملكة السعودية هي مسعى مهم يجب علينا متابعته – وأنا شخصيا أعمل على تحقيقه”.
ومع ذلك، قال: “بعد 7 أكتوبر، فإن الطريق إلى الاستقرار والسلام الإقليميين لن يكون من خلال إجراءات أحادية الجانب مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وأضاف: “يتم ذلك من خلال تسهيل العمليات طويلة المدى التي من شأنها ترسيخ البنية الإقليمية التي تواجه محور الإرهاب الإيراني، ومن خلال تعزيز الترتيبات الدولية التي من شأنها تحسين حياة الناس في جميع أنحاء المنطقة وتعزيز الاستقرار والسلام”.
وجاءت تصريحات غانتس بعد ساعات من موافقة مجلس الوزراء على بيان يرفض الخطوات الأحادية التي تتخذها الدول نحو إقامة دولة فلسطينية، والتي وصفتها الحكومة بأنها “جائزة ضخمة وغير مسبوقة للإرهاب”.
وقد سلط هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي قتل خلاله مسلحون حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين.، الضوء على التحديات الأمنية في قيام دولة فلسطينية بالنسبة للعديد من الإسرائيليين.
وأعلن مجلس الوزراء أن “التسوية، إذا ما تم التوصل إليها، لن تتم إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة”، وأن أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية مستقلة “سيمنع أي تسوية سلمية مستقبلية”.
وواجهت إسرائيل بقوة الضغوط الدولية من أجل تحقيق تقدم نحو قيام الدولة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، حيث قال نتنياهو مساء السبت إن حكومته “لن تستسلم للإملاءات الدولية” فيما يتعلق باتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.
وقال نتنياهو للصحافيين: “لن يتم التوصل إلى اتفاق إلا من خلال محادثات مباشرة بين الجانبين، دون شروط مسبقة”، مشددا على أنه سيواصل “معارضة الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية”.
وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”، تقوم الولايات المتحدة والعديد من الشركاء العرب بإعداد خطة مفصلة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين يتضمن “جدولا زمنيا ثابتا” لحل الدولتين.
وحذر غانتس من أنه حتى إن كان النصر العسكري في غزة في متناول اليد، فقد يستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء “القدرة على الحكم داخل غزة، والتي لا يمكن أن تكون حماس ولا ينبغي أن تكون إسرائيل”، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تكون الإدارة المدنية المستقبلية للقطاع الساحلي تتألف من “فلسطينيين محليين مدعومين من نوع من اللجان أو الترتيبات الإقليمية”.
لكنه قال إن الموقف السائد هو “الحرب الآن والسلام لاحقا”.
وقد رفض نتنياهو حكم السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب، مشيرا إلى عدم إدانتها هجوم حماس 7 أكتوبر وتقديم الدعم المالي لمنفذي الهجمات وعائلاتهم. لكنه لم يقترح بديلا.
ساهم في إعداد هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل وإيمانويل فابيان ولازار بيرمان