إسرائيل في حالة حرب - اليوم 499

بحث

غالانت يطلب من نتنياهو التحقق مما إذا كان بن غفير قد قيَد رد الشرطة على هجوم حشد على قاعدتين عسكريتين

قبل الجلسة التي ستبت في طلب تمديداعتقال جنود مشتبه بهم بتعذيب معتقلين فلسطينيين، وزير الدفاع يطالب أيضا باتخاذ إجراءات ضد أعضاء الإئتلاف الذين شاركوا في أعمال شغب

وزير الدفاع يوآف غالانت (في الصورة من اليسار) في رسالة مصورة بتاريخ 28 يوليو، 2024(Screenshot: Defense Ministry)؛ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست، القدس، 24 يوليو، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الدفاع يوآف غالانت (في الصورة من اليسار) في رسالة مصورة بتاريخ 28 يوليو، 2024(Screenshot: Defense Ministry)؛ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست، القدس، 24 يوليو، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

دعا وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الثلاثاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التحقيق مع وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وسط عاصفة سياسية مستمرة بشأن مشاهد الفوضى يوم الاثنين مع اقتحام حشود من ناشطي اليمين المتطرف قاعدتين للجيش الإسرائيلي احتجاجا على اعتقال جنود يشتبه في اعتدائهم على معتقل فلسطيني.

وطالب غالانت بإجراء تحقيق حول ما إذا كان بن غفير، الذي يشرف على الشرطة الإسرائيلية، قد تدخل لمنع أو تأخير القوة من التحرك لوقف أعمال الشغب. كما حث رئيس الوزراء على اتخاذ إجراءات صارمة ضد أعضاء الإئتلاف الذين قادوا المتظاهرين في القاعدتين، محذرا من أن الأحداث تمثل ضربة لأمن البلاد ومكانتها الدولية.

وعقدت لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست نقاشا مغلقا يوم الثلاثاء لمناقشة أحداث اليوم السابق.

مساء الإثنين، اقتحم نشطاء من اليمين المتطرف قاعدة “بيت ليد” العسكرية في وسط إسرائيل حيث تم نقل جنود محتجزين بشبهة تعذيب معتقل فلسطيني من غزة للتحقيق معهم، بعد ساعات من اقتحام قاعدة منفصلة – منشأة “سديه تيمان” في جنوب إسرائيل – من قبل حشد يميني غاضب احتجاجا على الاعتقالات. وصلت الشرطة في نهاية المطاف لإخلاء المتظاهرين وسط اشتباكات عنيفة، لكن لم يتم تنفيذ اعتقالات.

ولقد حدثت مشاهد الفوضى وأعمال الشغب بتشجيع من عدد من أعضاء في الإئتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو، الذين شارك جزء منهم في اقتحام الحشود للقاعدتين العسكريتين. وكان الحزب الذي يتزعمه بن غفير قد أعلن بعد ظهر الإثنين أن أعضاءه يتجهون للاحتجاج في منشأة سديه تيمان حيث تم اعتقال الجنود، وبن غفير نفسه صرح أن “مشهد عناصر الشرطة العسكرية وهم قادمين لاعتقال أفضل أبطالنا في سديه تيمان ليس أقل من مخز”.

وقد انتقدت المعارضة بشدة المشاهد الصادمة في قاعدتي الجيش الإسرائيلي ووصفتها بأنها انهيار لسيادة القانون، في حين تبادل أعضاء الائتلاف الحاكم الانتقادات حيث دافع البعض عن سلوك المتظاهرين بينما قال آخرون إن الاعتداء على القواعد العسكرية خارج عن حدود السلوك المقبول.

متظاهرون من اليمين المتطرف يشتبكون مع جنود وأفراد الشرطة في قاعدة بيت ليد العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، 29 يوليو، 2024. (X screenshot: used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

ومن المقرر أن يتم البت في طلب تمديد اعتقال الجنود التسعة المشتبه بهم في بيت ليد في وقت لاحق من يوم الثلاثاء. وأقامت الشرطة حواجز على بعد كيلومتر واحد من القاعدة وانتشرت بقوة لمنع تكرار أعمال الشغب التي وقعت في اليوم السابق والتي وصفها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بأنها “على حدود الفوضى”.

ودعا غالانت في رسالته إلى إجراء تحقيق فوري للتأكد مما إذا كان بن غفير “منع أو أخر” رد الشرطة على أعمال الشغب “التي شارك فيها أعضاء من حزبه”.

وأشار إلى أن غياب الشرطة عن أماكن أعمال الشغب “لساعات طويلة” تطلب تحويل موارد الجيش الإسرائيلي إلى مسرح الأحداث “على حساب الواجبات العملياتية”، في حين اضطر قائد الجيش الإسرائيلي هليفي إلى إيقاف “أعماله المهمة” المتعلقة بالحرب من أجل التعامل شخصيا مع هذه المسألة.

وكتب غالانت أن مشاركة المسؤولين المنتخبين في أعمال شغب في القواعد العسكرية هي “ظاهرة خطيرة للغاية تضر بالأمن والتماسك الاجتماعي وصورة إسرائيل في عيون العالم”، مطالبا بالتعامل معها “بشكل فوري وحاسم”.

وقال إن مثل هذه الأعمال تخدم أيضا الدعاية المناهضة لإسرائيل وتصرف الانتباه عن حماس.

ورد بن غفير على رسالة غالانت برسالته الخاصة إلى نتنياهو والتي طالب فيها بإجراء تحقيق مع غالانت بشأن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر على البلاد بقيادة حركة حماس الفلسطينية والذي أدى إلى اندلاع الحرب الجارية، وأكد أن اتهامات غالانت “لا أساس لها من الصحة” وطالب بالتحقيق فيما إذا كان غالانت قد علم مسبقا بخطط حماس لهجمات 7 أكتوبر، وما إذا كان قد قام بالاستعدادات المناسبة أم لا، وما إذا كان قد أبلغ رئيس الوزراء بما يعرفه.

جنود وشرطة إسرائيليون يشتبكون مع متظاهرين من اليمين المتطرف، بعد اقتحامهم قاعدة بيت ليد العسكرية بسبب اعتقال جنود احتياط للاستجواب بشبهة تعذيب مشتبه به فلسطيني محتجز هناك، 29 يوليو، 2024. (Oren Ziv / AFP)

ونقل موقع “واللا” الإخباري عن مصادر في الشرطة قولها إن الجيش لم يبلغها مسبقا بالاعتقالات التي يعتزم تنفيذها والحاجة إلى الاستعداد لاضطرابات محتملة في قواعده التي قد تأتي ردا على الاعتقالات، على الرغم من إدراكه بأن الخطوة من المرجح أن تثير حفيظة نشطاء اليمين المتطرف.

وقالت الشرطة “نأسف للمحاولات التي بُذلت لانتقاد الشرطة وعملها”.

من بين المشرعين الذين شاركوا في الاحتجاجات وزير التراث عميحاي إلياهو من حزب “عوتسما يهوديت” الذي يتزعمه بن غفير، وعضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب “الصهيونية المتدينة”، وعضوا الكنيست نيسيم فاتوري وتالي غوتليف من حزب “الليكود” الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو.

في مقابلة أجرتها معه إذاعة 103FM يوم الثلاثاء، زعم إلياهو إن فريقه الأمني نسق وصوله مع قادة قاعدة سديه تيمان وأنه لم يقتحم القاعدة.

ومع ذلك، بدا أنه يدعم أولئك الذين دخلوا القاعدتين عنوة، وربط الحادث بانتقادات اليمين المتطرف بشكل عام ضد المستشارة القضائية للحكومة وأشار إلى أن الفوضى هي نتيجة مباشرة للسماح للاحتجاجات المناهضة للحكومة بإثارة الفوضى في المجال العام خلال المظاهرات منذ أوائل عام 2023.

وادعى فاتوري أيضا أنه نسق دخوله إلى القاعدة مع السلطات، لكنه قلل أيضا من أهمية الأحداث نفسها.

عضو الكنيست من حزب الليكود نيسيم فتوري يحضر جلسة في الكنيست في القدس، 1 أبريل، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وقال في تصريحات لوسائل الإعلام في الكنيست: “لا توجد فوضى هنا، وأنا ضد الدخول [غير المصرح به] إلى القواعد”، مدعيا أنه ساعد في إقناع مثيري الشغب بمغادرة قاعدة سديه تيمان. “كل ما حاولت فعله هو المساعدة مع الكثير من الأشخاص، الذين كان بعضهم غاضبا للغاية”.

تم تصوير عضو الكنيست المثيرة للجدل غوتليف خارج قاعدة بيت ليد وهي تخاطب المتظاهرين، الذين كان بعضهم ملثما، وبدوا مسلحين وارتدوا على ما يبدو زيا عسكريا. وكانت غوتليف قد شجعت أنصارها على التجمع في القاعدة تضامنا مع الجنود المعتقلين، وحثتهم قائلة: “تعالوا بحشودكم”، مرددة تصريحات سياسيين آخرين من اليمين الذين شجعوا أيضا على أعمال الشغب.

متحدثة لإذاعة “كول براما” يوم الثلاثاء، دافعت غوتليف عن المحتجين الذين شاركوا في اقتحام القاعدة.

وقالت في تصريحات نقلها موقع “واللا”: “أنا لا أدين اقتحام قواعد الجيش الإسرائيلي. لن يحدد لنا أحد ما هو الصواب وما هو خطأ في الاحتجاجات”.

لكنها أقرت بأنه “كان من الأفضل لو لم يحدث ذلك”.

وقال وزير الهجرة والاستيعاب أوفير صوفر من حزب “الصهيونية المتدينة” لإذاعة الجيش إن أعمال الشغب ليس لها شرعية وأنه يجب إجراء اعتقالات.

وقال إن المشاهد في القاعدتين العسكريتين “تبدو وكأنها في دولة من دول العالم الثالث تحدياتها الرئيسية هي التهديدات الداخلية وليس التهديدات الأمنية”.

وأضاف “هناك أشياء لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بحدوثها. وهكذا بدت القاعدتين أمس. هذا لا يجب أن يحدث”.

وزير الهجرة والاستيعاب أوفير صوفر يتحدث خلال مؤتمر في جامعة رايخمان في هرتسليا، 5 يناير، 2023. (Tomer Neuberg/Flash90)

وبينما أشار صوفر إلى أن المدعية العامة العسكرية، التي أمرت باعتقال الجنود بشبهة ارتكابهم انتهاكات، ربما لم تختر التوقيت المناسب والطريقة الأفضل، فإن رد الغوغاء لم يكن له “أي شرعية”، مضيفا “يجب أن تكون هناك اعتقالات”.

وقدم رئيس حزب “نوعم” اليميني المتطرف، نائب الوزير آفي ماعوز، دعمه لمثيري الشغب. وبينما صرح في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “اكس” أنه يعارض بشدة اقتحام قواعد الجيش الإسرائيلي، فقد احتفل أيضا بالأحداث التي تتكشف في جميع أنحاء البلاد باعتبارها “ثورة حقيقية” للكتلة القومية لمواجهة الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

جنود إسرائيليون يشاركون في احتجاج عند بوابة قاعدة سديه تيمان العسكرية بالقرب من بئر السبع، دعما للجنود الذين يتم استجوابهم بتهمة تعذيب معتقلين، 29 يوليو، 2024. (AP/Tsafrir Abayov)

تم فتح التحقيق مع الجنود بعد نقل فلسطيني معتقل من القاعدة إلى المستشفى وعليه علامات تعرضه لتعذيب خطير، بما في ذلك في فتحة الشرج. وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتقله في قطاع غزة قبل عدة أسابيع.

قائد الجيش هليفي، الذي أعطى الدعم الكامل للتحقيق الذي أجرته المدعية العسكرية العامة الميجر جنرال يفعات تومر يروشالمي والشرطة العسكرية في الانتهاكات المشتبه بها، قام في وقت لاحق بزيارة القوات في بيت ليد، قائلا إن ما حدث يقترب من الفوضى.

وقال هليفي: “لقد أتينا إلى بيت ليد… للتأكد من عدم حدوث أي شيء أكثر خطورة. إن وصول مثيري الشغب ومحاولات اقتحام القواعد هو سلوك خطير، ومخالف للقانون، وعلى حافة الفوضى، ويضر بجيش الدفاع، وأمن الدولة، والمجهود الحربي”.

وأشار الجيش إلى أن أعمال الشغب كانت بمثابة تشتيت كبير عن العمل الجاري لوضع خطط للرد على حزب الله في لبنان في أعقاب هجوم صاروخي في نهاية الأسبوع في مرتفعات الجولان أسفر عن مقتل 12 طفلا.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد إن أعمال الشغب التي وقعت يوم الاثنين أظهرت أن نتنياهو “ضعيف” وفقد السيطرة على حكومته، وحثه على إقالة الوزراء المتورطين في عمليات الاقتحام.

وحذر في بيان: “نحن لسنا على شفا الهاوية، نحن في الهاوية. لقد تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء اليوم”.

وتُتهم إسرائيل بانتظام بارتكاب انتهاكات وجرائم أخرى ضد الفلسطينيين، وتؤكد أن مثل هذه الأفعال لا يتم التسامح معها وتزعم أنها تراقب جيشها بصرامة، على الرغم من أن المنتقدين يزعمون أن قلة قليلة من الجنود تتم إدانتهم بارتكاب جرائم. وقد أثارت التحركات لمقاضاة جنود بتهمة ارتكاب انتهاكات مزعومة الغضب في الماضي، حيث زعم البعض في اليمين أن القوات التي تتعامل مع مواقف معقدة ومعادية في كثير من الأحيان يجب أن تُمنح قدرا من الحصانة.

ويأتي الخلاف المتصاعد بين غالانت وبن غفير وسط أنباء عن انقسامات حادة داخل مجلس الوزراء حول كيفية المضي قدما في حرب غزة. وقد حث غالانت علنا على المضي قدما في اقتراح وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس في غزة أثناء هجومها، في حين هدد بن غفير وحلفاؤه من اليمين المتشدد بإسقاط الحكومة إذا تم التوصل إلى أي اتفاق ينهي الحرب قبل أن يتم تدمير حماس.

اقرأ المزيد عن