غالانت يحذر من اقتراب وقت الحسم في لبنان مع استمرار هجمات حزب الله
وزير الدفاع يقول لنظيره الأمريكي إن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي ولكنها ستمارس القوة إذا لزم الأمر؛ الجيش الإسرائيلي يسقط طائرة مسيرة فوق عكا، ويشن سلسلة من الضربات
قال وزير الدفاع يوآف غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن ليلة الخميس إن إسرائيل تقترب من نقطة اتخاذ القرار بشأن لبنان والصراع مع حزب الله المدعوم من إيران، في الوقت الذي واصلت فيه المنظمة اللبنانية هجماتها اليومية على الحدود الشمالية.
وقال غالانت إن على الدولة واجب استعادة الأمن وإعادة السكان الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى بلداتهم على طول الحدود، وعلى الرغم من أن إسرائيل تفضل القيام بذلك من خلال السبل الدبلوماسية، إلا أنها “مستعدة للقيام بذلك من خلال القوة العسكرية”، بحسب بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع.
وخلال جولة على الحدود اللبنانية يوم الجمعة، توقع غالانت أنه “طالما استمر القتال في الجنوب، سيكون هناك قتال في الشمال”.
وقال: “لكننا لن نقبل هذا الواقع لفترة طويلة. ستأتي لحظة، إذا لم نتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يحترم فيه حزب الله حق السكان في العيش هنا بأمان، فسيتعين علينا ضمان الأمن بالقوة”.
منذ 8 أكتوبر، بعد يوم واحد من هجمات حماس القاتلة على جنوب إسرائيل، شارك حزب الله في إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي، حيث يطلق صواريخ وطائرات مسيرة وقذائف على شمال إسرائيل في حملة يقول إنها تدعم حماس. وأجبرت الهجمات معظم السكان على بعد عدة كيلومترات من الحدود على الإخلاء. وردت إسرائيل بضربات منتظمة على أهداف لحزب الله، وحذرت من أنها لن تكون قادرة على قبول استمرار وجود عناصر حزب الله على الحدود.
وقال مسؤولون لبنانيون يوم الخميس إن حزب الله رفض اقتراح واشنطن الأولي بوقف الاشتباكات مع إسرائيل، بما في ذلك سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود، لكنه ظل منفتحا على الدبلوماسية الأمريكية لتجنب حرب مدمرة.
وجاءت تصريحات غالانت في أعقاب تصريحات مماثلة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في وقت سابق من هذا الأسبوع، الذي قال إن الحرب في الشمال في الأشهر المقبلة أصبحت أكثر احتمالا.
يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” اعترض طائرة مسيرة دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من لبنان عبر البحر بالقرب من مدينة عكا، دون أن تنطلق صفارات الإنذار.
The IDF says a drone that entered Israeli airspace from Lebanon via the sea was intercepted by the Iron Dome air defense system.
The aircraft was downed over the sea near Acre, without any sirens sounding.
Meanwhile, the IDF announces that it carried out a wave of airstrikes… pic.twitter.com/QtQ26kCEsV
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) January 19, 2024
في غضون ذلك، أعلن الجيش أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف لحزب الله في لبنان.
وقصفت طائرات مقاتلة بلدة رامية، مستهدفة مبان عسكرية وبنى تحتية أخرى تابعة للمنظمة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية وقصف بالدبابات ضد مواقع مراقبة تابعة لحزب الله وغيرها من البنى التحتية في حولا وكفركلا.
كما أعلن الجيش أن دبابات قصفت مواقعا للجيش السوري في جنوب سوريا ليل الخميس ردا على إطلاق صواريخ في مرتفعات الجولان.
وسط التوترات المتزايدة، استقبل قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردون ورئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي والتعاون العسكري الميجر جنرال أليعزر توليدانو السفير الأمريكي لدى إسرائيل جايكوب لو في مقر القيادة الشمالية.
وتم إطلاع لو على التهديدات التي يشكلها حزب الله على طول الحدود، حيث أكد الضابطان على ضرورة القضاء على التهديدات في الشمال قبل أن يتمكن السكان الذين تم إجلاؤهم من العودة إلى منازلهم، لأن الظروف التي كانت موجودة قبل 7 أكتوبر تعتبر غير مقبولة.
يوم الجمعة، حذر المسؤول في حزب الله محمد رعد من أن إسرائيل غير جاهزة لحرب ضد المنظمة اللبنانية المدعومة من إيران، وقال إنها محبطة ومحرجة من خسائرها في الحرب ضد حماس في غزة.
وقال رعد أنه لشرف للبنان أن تقاتل جماعات “المقاومة” في البلاد ضد إسرائيل، واتهم اسرائيل بأنها “ الحارس لهؤلاء المستكبرين الذين ينهبون ثرواتنا ويتحكمون بممراتنا المائية ويفرضون إرادتهم على عدد من دولنا، ويتسلطون على العباد”.
كما قال إن إسرائيل تعاني من الهزيمة في غزة وأن “العدو… فشل في تحقيق أهدافه” في كل النواحي، مضيفا “ستبقى يد المقاومة هي العليا”.
وتابع أن “العدو الإسرائيلي مضطر إلى التراجع والانسحاب لأنه متعب ويواجه مقاومة لم يتوقعها، وقد أحبط وأحرج كل من يدعمه”، مضيفا أن “العدو الإسرائيلي غير جاهز للحرب أمام ما أعدته له المقاومة الإسلامية في لبنان”.
لا يؤيد الجميع في لبنان قرار حزب الله بشن هجمات على إسرائيل.
خلال لقاء مع سفير المملكة المتحدة في لبنان هاميش كويل، انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي، سمير جعجع، حزب الله لتحويله البلاد “إلى ساحة معركة”، حسبما أفادت قناة LBCI اللبنانية.
خلال الاجتماع، انتقد جعجع حكومة تصريف الأعمال الحالية في لبنان لمنحها الكثير من السلطة لحزب الله.
ونقلت LBCI عنه قوله “ بدل أن تقوم بواجباتها لتحقيق مصالح لبنان وشعبه، سلّمت القرار إلى فريق وأفسحت له المجال في تحويل البلد إلى ساحة للقتال، وورقة من أوراق البيع والشراء على طاولة الإقليم المشتعل”.
كما دعا جعجع إلى ايجاد حل للشعب الفلسطيني في خضم الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في غزة، وقال إنه بدون التوصل إلى حل ستبقى المنطقة في حالة من عدم الاستقرار.
ونُقل عنه قوله “لن نشهد أي استقرار في المنطقة من دون حل القضيّة الفلسطينيّة ، وأنه حان الوقت لإتخاذ مواقف مقترنة بأفعال في هذا الملف الذي أنهك المنطقة وشعب لبنان وفلسطين لأكثر من 70 سنة”.
موقف حزب الله هو الاستمرار في إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزة، في حين تقول إسرائيل إنها ستواصل حملتها العسكرية في غزة حتى تنهي حكم حماس على القطاع وتعيد نحو 132 إسرائيل ما زالوا محتجزين هناك، من أصل حوالي 240 شخصا تم اختطافهم في 7 أكتوبر.
وقد صرح القادة السياسيون والعسكريون في البلاد مرارا وتكرارا أن حزب الله سوف يضطر إلى سحب قواته من المنطقة الحدودية إلى الشمال من نهر الليطاني، وفقا لما يتطلبه قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الصادر في عام 2006، وأن تحقيق ذلك سيكون إما بالطرق الدبلوماسية أو بالقوة.
أظهرت الأرقام التي نشرها الجيش الإسرائيلي في اليوم المائة من الحرب أنه في الأشهر التي تلت 7 أكتوبر، أطلق حزب الله والجماعات الفلسطينية المسلحة أكثر من 2000 قذيفة على طول الحدود اللبنانية.
وقُتل ستة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، من بينهم امرأة سبعينية وابنها، اللذان قُتلا هذا الأسبوع عندما سقط صاروخ مضاد للدبابات على منزلهما في كفار يوفال. وبالإضافة إلى القتلى المدنيين، قُتل أيضا تسعة جنود إسرائيليين.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، أعلن حزب الله أسماء 162 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 20 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، بالإضافة إلى 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيون.
وتم إرسال شخصيات دولية، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في الأسابيع الأخيرة في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ولكن دون جدوى على ما يبدو، حيث تقول إسرائيل إنها لن تقبل استمرار التهديد الواضح والقائم على سكان شمال البلاد.