غالانت لن يحذو حذو غانتس
غانتس يعتقد أن على غالانت الانسحاب من الليكود حتى يتمكن من إسقاط الحكومة من الخارج، لكن هذا لن يحدث؛ رأي غالانت بنتنياهو مطابق لرأي غانتس، لكنه لن ينشق عن الليكود، حتى لو طالب عضو الكنيست المعروف أوشر شكليم بإقالته من الحزب
خلال خطاب الانسحاب غير المقنع الذي ألقاه بيني غانتس أمس في بلدة همكابية، بدأ مهمة تفكيك الحكومة التي يتركها وراءه. يبدو أن غانتس، مثل يائير لابيد، يؤمن بصيغة حجب الثقة البناء أو حشد الأغلبية في هذا الكنيست لإجراء انتخابات مبكرة، وخاطب أول مرشح لتجاوز الخط.
وأشاد غانتس بوزير الدفاع يوآف غالانت قائلا “يوآف، أنت وطني حازم وشجاع. لقد تعلمت أن أقدرك أكثر في الأشهر الماضية. افعل ما هو صحيح”.
ما هو صحيح، يعتقد غانتس، هو أن ينسحب غالانت من الليكود حتى يتمكن من إسقاط الحكومة من الخارج، لكن هذا لن يحدث. رأي غالانت بنتنياهو مطابق لرأي غانتس، لكنه لن ينشق عن الليكود، حتى لو طالب عضو الكنيست المعروف أوشر شكليم بإقالته من الحزب.
وفي الاسابيع الاخيرة تعززت مكانة غالانت في الليكود واصبح كزعيم المعسكر المعارض لبيبي، وهذا ينعكس في استطلاعات الرأي الداخلية – حيث هو ضمن نهاية العشرة الاوائل. أمام عضو الكنيست شكليم وأصدقائه في الليكود، يبدو غالانت أحيانا عملاقا في أرض الأقزام.
لذلت سوف يرفض غالانت. وعلى الأرجح أنه غاضب من غانتس وغادي آيزنكوت لأنهما تركاه وحده.
السؤال الرئيسي الذي يطرح بعد انسحابه في منتصف الحرب هو ماذا سيفعل غانتس الآن. يعد قادة حزب الوحدة الوطنية بمعارضة مسؤولة في الكنيست وخارجها. وقال مصدر مقرب من غانتس “نحن لسنا يائير جولان. هذا ليس أسلوبنا، لكننا سنكون معارضة حكومية مقاتلة، وسنطالب بإجراء انتخابات”.
وأضاف: “لم يكن لدينا خيار. لن يحدث الكثير على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل هذه هي طريقتنا الوحيدة لاستبدال الحكومة. على المستوى الاستراتيجي، لم يحدث شيء. لم يتحرك شيء. لا توجد إدارة للأمور. لا توجد مناقشات منظمة. هناك سياسة فقط. كما لا يوجد ثقة بين الطرفين. يقولون إننا نترك كل شيء في أيدي سموتريش وبن غفير. نتنياهو يخضع لهما في أي حال”.
ويأمل غانتس أيضا أن تتزايد الاحتجاجات في الخارج الآن بعد الخطوة التي اتخذها والاتهامات القاسية التي يوجهها للحكومة. نتنياهو لم يتأثر ولديه خطط أخرى. وما فعله حتى الآن، سيفعله أكثر من الآن فصاعدا.
نتنياهو سيعزز ائتلافه في مواجهة الخطر الذي يواجهه من الخارج، لأن هذا هو ما يهمه. دعوة رئيس الوزراء الضعيفة لغانتس للتراجع تشير إلى أولوياته.
وقال المقرب من غانتس أنه “لو كان نتنياهو يريد حقا الاحتفاظ بنا، لكان تصرف بشكل مختلف ولم يصدر تغريدة. لو استثمر فينا 10% فقط من جهوده بالنسلة اليهود المتشددين فيما يتعلق بقانون التجنيد، لكانت الأمور مختلفة. هو لا يكترث بنا. فقط وحدها مهمة بالنسبة له”.
كان لدى غانتس وآيزنكوت سبب وجيه لدخول الحكومة. دفع غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي لهجوم على حزب الله خلافا لرغبة الرئيس جو بايدن ونتنياهو، لكن انضمام وزراء الوحدة الوطنية إلى حكومة الحرب حال دون ذلك في الدقيقة التسعين.
وحتى خلال الأشهر الأخيرة كان وجودهما ضروريا في كثير من الحالات. في الواقع، ليس لدى غانتس عذر جيد للانسحاب في منتصف الحرب – وربما حتى قبل حملة عسكرية في لبنان لم نشهد لها مثيل بعد.
كما أن الانسحاب من الحكومة يعيق صفقة الرهائن. سوف يستولي إيتمار بن غفير الآن على المحادثات، وسيكون لكل تهديداته لنتنياهو ثقل أكبر وسيمنحه نفوذا أكبر.
وقد طالب بن غفير بالفعل يوم أمس الانضمام إلى المجلس الحربي، بدلا من غانتس. ويبدو أن نتنياهو يفضل حل هذا المجلس بدلاً من الجلوس بين بن غفير وسموتريتش وإدارة الحرب الصعبة معهم.
وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة رهائن ـ فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان، ولن يكون هناك انفراج مع المملكة العربية السعودية، ولن يكون هناك محور سياسي معتدل لمواجهة إيران، ولن يكون هناك وقف للحرب. كل ما يريده بن غفير. وفي مثل هذه الحالة، ستستمر الحرب بطبيعة الحال، ولن تقام لجنة تحقيق حكومية. كما يريد نتنياهو.
حكومة اليمين تحت السيطرة المسيانية الكاملة تتولى زمام الأمور وتندفع نحو المجهول، وقد يقول البعض نحو الهلاك.