غالانت: الجيش الإسرائيلي يقوم “بجز العشب” في الضفة الغربية لكنه سيضطر إلى “اقتلاع الجذور”
وزير الدفاع يعلن تفاصيل عملية عسكرية كبيرة تهدف إلى التصدي لتصاعد العنف في الضفة الغربية؛ ويقول إنه يجب القضاء على جميع العناصر المسلحة أو اعتقالهم إذا استسلموا
قال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الأربعاء إن الجيش يقوم”بجز العشب” خلال عملية عسكرية كبيرة جارية ضد الجماعات المسلحة في الضفة الغربية، لكنه سيحتاج في النهاية إلى “اقتلاع الجذور”.
بدأت العملية – التي أطلق عليها الجيش داخليا اسم “مخيمات صيفية” – في 28 أغسطس بمداهمات متزامنة على جنين وطولكرم ومخيم الفارعة بالقرب من طوباس، بهدف تفكيك شبكات حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين المدعومتين من إيران في المناطق الثلاث في شمال الضفة الغربية.
بعد تقييم أجراه في الضفة الغربية مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، قال غالانت إن “تصاعد الإرهاب في يهودا والسامرة هو قضية نحتاج إلى التركيز عليها في كل لحظة”، مستخدما الاسم التوراتي للضفة الغربية.
وقال “إن هذه العملية هي هجوم لمنع الإرهاب. نحن نقوم بجز العشب، [ولكن] ستأتي اللحظة أيضا عندما نقوم باقتلاع الجذور، وهذا يجب أن يتم”.
وأضاف “إن الارتفاع [في الإرهاب] الذي يأتي في شكل سيارات مفخخة وإطلاق نار في كل مكان، هذه أشياء يجب أن تنتهي”.
ومضى قائلا “إن هذه المنظمات الإرهابية التي تطلق على نفسها أسماء مختلفة، سواء في نور شمس أو طولكرم أو الفارعة أو جنين، يجب القضاء عليها. ويجب القضاء على كل إرهابي، أو اعتقاله إذا استسلم. ولا يوجد خيار آخر، بل استخدام كل القوات، وكل من هناك حاجة إليه، بكل قوة”.
وقال وزير الدفاع إنه أمر الجيش بتنفيذ غارات جوية “حيثما كان ذلك ضروريا” من أجل “تجنب تعريض الجنود للخطر”.
حتى الآن، بحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل أكثر من 30 مسلحا في العملية، من بينهم قائد حماس في جنين وقائد الجهاد الإسلامي في منطقة طولكرم.
وقد انتهت العملية في الفارعة منذ ذلك الحين، لكن القوات واصلت عملياتها في جنين، وهي مركز معروف للجماعات المسلحة. كما استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته في طولكرم، بعد أن غادرت قواته المدينة لعدة أيام.
يوم الأربعاء، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر هدمه لمختبر لصنع الأسلحة في طولكرم وسط العملية الجارية هناك.
وأظهر مقطع فيديو آخر نشره الجيش، قيام قواته بتفكيك عبوة ناسفة زرعت تحت أحد الطرق في طولكرم.
وقال الجيش إنه عثر أيضا على قنبلة مخبأة في عربة أطفال في المنطقة.
يوم الأربعاء، أفاد مراسل وكالة “فرانس برس” في جنين برؤيته لشوارع مقفرة إذ لا يغادر السكان منازلهم الا لشراء الضروريات.
وبدت الشوارع مليئة بالركام والأنقاض فيما كانت مركبات عسكرية مدرعة تمر بسرعة.
تُعتبر جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها – حيث دمرت جرافات الجيش البنية التحتية – معاقل للجماعات المسلحة الفلسطينية منذ فترة طويلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل على الكشف عن العبوات الناسفة المزروعة تحت الطرق، بينما يسمح أيضا لعمال البلدية بإصلاح البنية التحتية المتضررة.
وقد تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية في العام الأخير، في أعقاب الهجوم الصادم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
ومنذ ذلك التاريخ، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 5000 مطلوب فلسطيني في أرجاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2000 من المنتمين إلى حماس.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 670 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال تلك الفترة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار، أو محتجين قُتلوا في اشتباكات مع القوات أو منفذي هجمات.
خلال نفس الفترة، قُتل 29 شخصا، بما في ذلك أفراد من القوات الإسرائيلية، في هجمات وقعت في إسرائيل والضفة الغربية. كما قُتل ستة أفراد آخرين من القوات الإسرائيلية في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية.
ساهم في هذا التقرير وكالة فرانس برس.