غالانت: إيران تبني مطارا في جنوب لبنان لمهاجمة الإسرائيليين
يدعي وزير الدفاع أن المنشأة، التي تبعد 20 كيلومترا عن إسرائيل، ستستخدمها إيران "لأغراض إرهابية" ضد إسرائيل؛ رئي س أركان الجيش الإسرائيلي: يجب أن نكون مستعدين لـ"صراع عسكري مكثف"
اتهم وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الاثنين إيران بإنشاء مطار في جنوب لبنان، على بعد 20 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، والذي قال إنه يستخدم “لأغراض إرهابية” ضد الإسرائيليين.
في حديثه في المؤتمر السنوي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسليا، عرض غالانت صورا للمطار، الذي يجري بناؤه في منطقة قلعة جبور الجبلية، والذي قال إنه يحمل بصمات إيران ووكيلها حزب الله.
وقال غالانت: “في الصور، يمكن رؤية العلم الإيراني يرفرف فوق مدارج الطائرات، التي يخطط نظام آية الله للعمل من خلالها ضد مواطني إسرائيل”.
وأضاف: “بمعنى آخر: الأرض لبنانية، والسيطرة إيرانية، والهدف إسرائيل”.
ومن المحتمل أن يؤدي هذا الادعاء إلى إعادة تأجيج التوترات التي تصاعدت في أعقاب الاستفزازات التي قام بها حزب الله في الأشهر الأخيرة، والتي شملت قيام الجماعة المدعومة من إيران بإنشاء خيمتين في الأراضي التي تطالب بها إسرائيل – والتي تمت إزالة إحداهما لاحقًا – وقيام نشطاء بدوريات على الحدود في انتهاك لقرار للأمم المتحدة، من بين أعمال أخرى.
“إذا وصل الأمر إلى صراع، فلن نتردد في تفعيل القوة الفتاكة للجيش الإسرائيلي. حزب الله ولبنان سيدفعان ثمنا باهظا ومؤلما”، حذر غالانت.
كما اتهم إيران بالوقوف وراء عمليات مسلحة في الضفة الغربية والسيطرة بشكل متزايد على حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
وقال إن “إيران هي التي تقدم المال والمعرفة والتوجيه للإرهاب في غزة”.
وفي حديثه خلال إحياء الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، ردد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تحذير غالانت.
“قد يميل أعداؤنا إلى رؤية فائدة في التهديد متعدد الجبهات ضدنا. من الأفضل لهم أن يعرفوا أنه عندما تتعرض إسرائيل للتهديد، فإنها تعرف كيفية حشد كل مواردها، ووضع الخلافات جانبا – والهجوم”، في إشارة إلى الصراع المجتمعي حول التغييرات المقترحة في السلطة القضائية.
وقالت وكالة “رويترز” نقلا عن مصدر غير إسرائيلي إنه يمكن استخدام المطار الذي كشفه غالانت لإطلاق طائرات مسيرة كبيرة، بما في ذلك مركبات جوية مسلحة لم يذكر اسمها تم تطويرها بناء على خطط إيرانية. وقال المصدر إن الطائرات المسيّرة التي تقلع من مهبط الطائرات يمكن أن تنفذ عمليات داخل وخارج الحدود اللبنانية، على الرغم من أن الأولى هي الأرجح.
وقال المصدر أيضا إن حزب الله خصص موارد كبيرة لتكنولوجيا الطائرات المسيّرة.
وقال غالانت إن إيران تواصل جهودها لإنشاء مليشيات على الحدود الشمالية لإسرائيل، بالإضافة إلى تسليح منظمة حزب الله في لبنان.
وقال غالانت إن “دولة إسرائيل، من خلال المؤسسة الدفاعية، لن تسمح بإقامة حزب الله ثانٍ في هضبة الجولان السورية، واستخدام الأراضي السورية كنقطة انطلاق لنقل الأسلحة [المتطورة] إلى حزب الله”.
واعترفت إسرائيل بتنفيذ مئات الضربات الجوية ضد الجماعات المدعومة من إيران والتي تحاول انشاء موطئ قدم في سوريا على مدى العقد الماضي، فضلا عن مهاجمة شحنات الأسلحة التي يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها حزب الله.
وقال غالانت أيضا إن إيران تعمل على زعزعة استقرار الحدود العراقية الأردنية بواسطة ميليشيات، من أجل فتح جبهة إضافية محتملة ضد إسرائيل على حدودها الشرقية مع الأردن.
وفي حديثه في قاعدة “غليلوت: العسكرية بالقرب من هرتسليا، حذر هاليفي من استهانة إسرائيل بأعدائها، كما يعتقد أنها فعلت قبل خمسة عقود.
وأضاف: “يجب أن نكون أكثر استعدادا من أي وقت مضى لصراع عسكري مكثف ومتعدد الجبهات، والذي سيتضمن مناورات عن كثب واحتكاك شديد مع العدو، وسيتضمن خسائر وإصابات، وحيث تكون الجبهة الداخلية أيضاً من بين الجبهات”، قال هاليفي.
غالانت ينادي إلى “اتفاق واسع” حول الإصلاح القضائي
وفي تصريحاته، تناول غالانت أيضًا خطط الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي، قائلاً: “يجب إجراء التغييرات الكبيرة من خلال اتفاق واسع النطاق” قبل يوم من سماع محكمة العدل العليا الالتماسات ضد التشريع الأول والوحيد حتى الآن الذي تمت الموافقة عليه كجزء من تشريعات الإصلاح القضائي.
وقال غالانت إن “استمرار الصراع الداخلي بين التيارات المتشددة في دولة إسرائيل يتسرب إلى الجيش الإسرائيلي وإلى الأجهزة الأمنية الأخرى ويفرض ثمناً لا يستطيع الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع تحمله”.
“أنا لست معنيا بمسألة من بدأ ذلك أو من هو على حق. أكرر أن استمرار الصراع الداخلي يعرض للخطر الصمود الوطني والجيش الإسرائيلي وقدرتنا على توفير الأمن لدولة إسرائيل والحماية لمواطنيها”، أضاف.
وبدا أن هاليفي أيضًا يشير إلى التوترات الوطنية بشأن الإصلاح القضائي، الذي حذر كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي من أنه يضر بالاستعداد العسكري وسط احتجاجات ضد التغييرات المقترحة من قبل جنود الاحتياط، الذين توقفوا عن أداء الخدمة التطوعية أو هددوا بالقيام بذلك.
“لا يسع المرء إلا أن يتساءل، هل يوجد مثل هذا التماسك فقط في ظل تهديد كبير؟” – سأل هاليفي.
“لدى دولة إسرائيل جيش واحد يحميها من العديد من الأعداء. حماية [الجيش الإسرائيلي] هي مسؤوليتنا جميعا، لأنه أساس وجودنا الآمن هنا، ولأن أمننا فوق كل شيء آخر”، أضاف.