غالانت: إسرائيل في لحظة مناسبة لصفقة الرهائن، وتواجه قرارات صعبة
وزير الدفاع يؤكد على أن "الجانب الآخر يجب أن يوافق" على الصفقة، ويتعهد "بالعودة إلى القتال" بعد الهدنة؛ المسؤولون الإسرائيليون وحماس يصبون الماء البارد على التفاؤل المصري
قال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الإثنين إنه يرى أن إسرائيل وصلت إلى “اللحظة المناسبة” لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، لكن مثل هذه الخطوة ستتطلب “قرارات صعبة”.
وفي حديثه إلى مجندين جدد في سلاح المدرعات وسلاح الهندسة القتالي، قال غالانت: “لدينا أقصى الالتزامات لإعادة رهائننا إلى الوطن”.
وقال غالانت في قاعدة تل هشومير العسكرية في وسط إسرائيل إن أشهر الحرب في غزة والإنجازات العسكرية الإسرائيلية “تمكننا من التحلي بالمرونة والتصرف بحرية واتخاذ قرارات صعبة لإعادة المختطفين. أعتقد أننا في لحظة مناسبة، ولكن هناك جانب آخر يجب أن يوافق عليه”.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع حول احتمال التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الوقت الذي قلل فيه مسؤولون إسرائيليون وحماس يوم الاثنين من شأن التقارير التي تفيد بإمكانية التوصل إلى اتفاق في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
ومن المرجح أن يُطلب من إسرائيل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. كما اشترطت حماس أن تكون أي صفقة لإطلاق سراح الرهائن مرهونة بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم وزيادة المساعدات الإنسانية.
وقال وزراء ومسؤولون إسرائيليون آخرون مطلعون على تفاصيل المحادثات للقناة 12 يوم السبت إن النقطة الشائكة الرئيسية في المحادثات هي مسألة عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وقال غالانت أنه بعد الهدنة “سنعود إلى القتال وسنفعل كل ما يجب علينا فعله”.
وسرد غالانت إنجازات الجيش، مشيرا إلى أن “جيش الدفاع قضى على أربعة من أصل خمسة ألوية تابعة لحماس” – شمال غزة، ومدينة غزة، وخان يونس، واثنتين من كتائب المخيمات الأربع في وسط القطاع – وأننا “نستعد لاستمرار” العملية.
وفي إشارة إلى انسحاب جميع ألوية الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة الأحد باستثناء واحد، قال: “لقد سحبنا قواتنا ونستعد وسنصل إلى رفح لسحق القوات العسكرية هناك”.
وذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الاثنين أنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء في الساعة السابعة مساء، ومن المرجح أن يناقش يوم الثلاثاء تطورات المفاوضات للتوصل إلى اتفاق.
وقال مصدران أمنيان مصريان وقناة “القاهرة” الإخبارية إنه تم إحراز تقدم في محادثات القاهرة.
وقال المصدران الأمنيان إن الجانبين قدما تنازلات يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق لهدنة، والتي – كما تم اقتراحها خلال المحادثات السابقة – ستكون على ثلاث مراحل.
كما قالا أن التنازلات تتعلق بالإفراج عن الرهائن ومطالبة حماس بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة، وأضافا أن الوسطاء أشاروا إلى أن قوة عربية قد تراقب عملية العودة في ظل وجود قوات أمنية إسرائيلية منتشرة على أن تنسحب لاحقا.
وقال المصدران وقناة القاهرة إن الوفود غادرت القاهرة ومن المتوقع أن تستمر المشاورات في غضون 48 ساعة.
وتوسطت مصر وقطر والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، في جولات سابقة من المفاوضات، لكنها لم تنجح في تحقيق اتفاق.
وقلل مسؤول إسرائيلي من شأن هذا التفاؤل في وقت سابق الأحد، وقال لموقع “واينت” الإخباري: “ما زلنا لا نرى اتفاقا في الأفق”.
وأضاف أن “المسافة [بين الجانبين] لا تزال كبيرة ولم يحدث أي شيء دراماتيكي حتى الآن”.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لوكالة رويترز إن الجمود يرجع إلى رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة والسماح لجميع المدنيين بالعودة إلى منازلهم ورفع الحصار المفروض منذ 17 عاما للسماح بإعادة إعمار الجيب الساحلي بسرعة.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هذه الخطوات لها الأسبقية على مطلب إسرائيل الرئيسي بإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال لرويترز: “فيما يتعلق بتبادل الأسرى، حماس كانت وعلى استعداد أن تكون أكثر مرونة، لكن ليس هناك مرونة بشأن… مطالبنا الرئيسية”.
وأعلنت إسرائيل أن الحرب لن تنتهي حتى تقوم بتفكيك نظام حماس كقوة حاكمة وعسكرية في غزة، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزير الخارجية القطري ماجد محمد الأنصاري لـ BBC يوم الاثنين إن الوسيط القطري “أكثر تفاؤلا” بشأن التوصل إلى اتفاق مما كان عليه في الأيام الأخيرة.
وأضاف “إذا سألتني إذا كنت أكثر تفاؤلا اليوم عما كنت عليه قبل يومين، فسأقول نعم”. وبحسب الأنصاري، فإن العديد من المقترحات الجديدة يتم دراستها عن كثب من قبل كل من إسرائيل وحماس، بما في ذلك المقترح الذي صاغه وفد أمريكي إلى المحادثات.
ولم يقدم أي تفاصيل حول محتوى المقترحات المختلفة التي يتم فحصها، لكنه قال إنه يأمل أن تدخل المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاثة أجزاء حيز التنفيذ “قريبا”.
وترأس الوفد الإسرائيلي رئيس “الموساد” دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار. في حين ترأس وفد حماس، الذي دعته مصر، خليل الحية، نائب رئيس الحركة في غزة.
ولا تزال حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تحتجز 129 من أصل 253 رهينة تم احتجازهم في 7 أكتوبر، خلال هجوم صادم على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص. شنت إسرائيل حملة عسكرية تهدف إلى تدمير نظام حماس في غزة وإطلاق سراح الرهائن. كما تحتجز حماس منذ ما يقارب من عقد من الزمن مواطنين إسرائيليين اثنين ورفات جنديين.
تسبب القتال في أزمة إنسانية في الجيب الذي نزح نصف سكانه خلال الأشهر الستة الماضية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 33 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع خلال القتال، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل ويشمل حوالي 13 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم خلال المعارك. كما تقول إسرائيل إنها قتلت نحو 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وفقدت إسرائيل 260 جنديا في هجومها البري على غزة.