غالانت: إذا لم يكن حزب الله مرتدعا، يمكن لإسرائيل “نسخ ولصق” حرب غزة في بيروت
وسط الجهود الأمريكية لخفض التصعيد، وزير الدفاع يقول لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن القتال ضد حماس يجب أن يعمل على ثني الوكلاء الآخرين المدعومين من إيران في المنطقة عن شن هجمات
قال وزير الدفاع يوآف غالانت لصحيفة “وول ستريت جورنال” في مقابلة يوم الأحد ان إسرائيل لا تخشى الدخول في حرب مع منظمة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان إذا لزم الأمر.
مدافعا عن ضرورة حرب إسرائيل ضد حماس في غزة، أوضح غالانت أن الحرب ستعمل، من بين أمور أخرى، على تحذير إيران ووكلائها في المنطقة من شن هجمات مماثلة في المستقبل.
وقال: “وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محورا، وليس عدوا واحدا”، مضيفا أن “إيران تبني قوة عسكرية حول إسرائيل بهدف استخدامها”.
في حين ادعت طهران أن حماس تصرفت بشكل مستقل في 7 اكتوبر، عندما قتل مسلحو الحركة حوالي 1200 إسرائيلي في جنوب إسرائيل واختطفوا نحو 240 رهينة، إلا أنها أشادت علنا بالهجوم. يوم الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي إن عثر على معدات يتم استخدامها من قبل حماس لتطوير صواريخ دقيقة التوجيه بإرشاد إيراني.
في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل حماس، فهي تخوض أيضا مناوشات مع حزب الله على الحدود الشمالية، وإن كان بشكل محدود.
منذ 8 أكتوبر، انخرط حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه في لبنان في اشتباكات حدودية يومية مع القوات الإسرائيلية، واستهدفت التجمعات السكانية المدنية بهجمات بطائرات مسيرة وقذائف، وأجبرت عشرات الآلاف من الأشخاص على الإخلاء من المنطقة.
وأدى القتال على طول الحدود إلى مقتل أربعة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، فضلا عن مقتل تسعة جنود من الجيش الإسرائيلي.
وقد أعلن حزب الله أسماء 153 مقاتلا من عناصره قُتلوا بنيران إسرائيلية خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. وفي لبنان، قُتل 19 مسلحا آخر من الجماعات المسلحة الأخرى، وجندي لبناني، وما لا يقل عن 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيون.
أثار الاغتيال الإسرائيلي المزعوم لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت في الأسبوع الماضي المخاوف من اندلاع صراع أوسع لأنه كان الشخصية الأبرز التي تُقتل منذ 7 أكتوبر ولأن اغتياله جاء في أول ضربة على العاصمة اللبنانية منذ بدء الأعمال العدائية.
وقال غالانت لـ”وول ستريت جورنال” إن فكرة السماح لحماس وحزب الله وإيران “باتخاذ القرار بشأن الطريقة التي نعيش بها حياتنا هنا في إسرائيل” هي “شيء لا نقبله”.
في حين أن أولوية إسرائيل هي عدم الانخراط في حرب مع حزب الله، قال غالانت “ينبغي أن يكون 80 ألف شخص قادرين على العودة إلى منازلهم بأمان”، وبالتالي إذا فشل كل شيء آخر، “فنحن على استعداد للتضحية”.
وتابع قائلا: “هم يرون ما يحدث في غزة، ويدركون أن بإمكاننا نسخ ولصق ذلك على بيروت”.
في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة على الحدود الشمالية، توجه وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع الماضي لبدء جولة سريعة في المنطقة تستمر أسبوعا، مع محطات في الأردن، وقطر، والإمارات، والسعودية، وإسرائيل ومصر، بالإضافة إلى تركيا واليونان.
بعد أن أطلق حزب الله يوم السبت أحد أكبر هجماته الصاروخية على إسرائيل منذ بداية الحرب، وأعاد بلينكن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل على طول الحدود الشمالية للبلاد.
وفي حديثه للصحفيين قبل مغادرته إلى اسطنبول، قال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين إن إسرائيل أوضحت أنها غير معنية بالتصعيد ضد حزب الله ولكن “عليهم أيضا أن يكونوا مستعدين تماما للدفاع عن أنفسهم”.
وحذر من أنه إذا لم يتم ايجاد حلول دبلوماسية للأزمة على الحدود الشمالية، فستكون النتجية “دوامة لا نهاية لها من العنف… وحياة من انعدام الأمن والصراع للناس في المنطقة، وهو ما لا يريده أحد تقريبا”.
وفي قطر في اليوم التالي، حذر بلينكن مجددا من “التوتر العميق” الذي سببته الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتم إرسال مبعوثين آخرين، من ضمنهم المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى المنطقة في الأيام الأخيرة لمحاولة الدفع بحلول دبلوماسية للأزمة مع حزب الله والتي من شأنها أن تسمح لسكان الشمال النازحين بالعودة إلى ديارهم.
في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، وشنت حملة جوية دخلت شهرها الرابع يوم الأحد، أعقبتها عملية برية بعد عدة أسابيع.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن أكثر من 22 ألف فلسطيني قتلوا في القطاع منذ بداية الحرب، لكن لا يمكن التحقق من هذه الأرقام وهي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. وتعتقد إسرائيل أن من بين القتلى في القتال نحو 8500 مقاتل.
خلال زيارته، من المتوقع أن يحث بلينكن إسرائيل على بذل المزيد من الجهود للحد من الخسائر بين المدنيين في غزة، وتأمين زيادة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع الساحلي، وعقد اجتماعات مع الحلفاء الإقليميين حول ما سيحدث في اليوم التالي بعد الحرب.
مدافعا عن الحرب وارتفاع عدد القتلى، قال غالانت إن إسرائيل لن تعلن انتهاء الحرب حتى تتحقق أهداف تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم في ذلك اليوم – والذين لا يزال 132 منهم محتجزين في غزة، وليس جميعهم على قيد الحياة.
وقال: “كان يوم 7 أكتوبر هو اليوم الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ عام 1945”، مذكرا بسبب اندلاع الحرب ومضيفا “على العالم أن يفهم ذلك. هذا مختلف”.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان