إسرائيل في حالة حرب - اليوم 535

بحث

الجيش الإسرائيلي يغتال قياديا في حزب الله في بيروت ردا على هجوم مجدل شمس

فؤاد شكر الذي تعتبره إسرائيل القيادي العسكري الأكبر في المنظمة اللبنانية، و"الذراع اليمنى" للأمين العام حسن نصر الله، كان مطلوبا أيضا من قبل الولايات المتحدة لدوره في تفجير ثكنات عسكرية عام 1983

الناس يتجمعون بالقرب من مبنى مدمر تعرض لغارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، 30 يوليو 2024؛ في الصورة الصغري: القيادي الكبير في  حزب الله فؤاد شكر في ملصق لجيش الدفاع الإسرائيلي. AP Photo/Hussein Malla; Israel Defense Forces)
الناس يتجمعون بالقرب من مبنى مدمر تعرض لغارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، 30 يوليو 2024؛ في الصورة الصغري: القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في ملصق لجيش الدفاع الإسرائيلي. AP Photo/Hussein Malla; Israel Defense Forces)

استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى في جنوب بيروت مساء الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل أكبر قيادي عسكري في منظمة حزب الله، والذي تقول إسرائيل إنه كان مسؤولا عن الهجوم الصاروخي الدامي على مجدل شمس يوم السبت.

قُتل فؤاد شكر، كبير القياديين العسكريين في حزب الله والذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في الغارة التي أحدثت ثغرة كبيرة في جانب مبنى سكني من ثمانية طوابق في جنوب بيروت، حسبما قال الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

جاءت الضربة بعد أيام من جهود دبلوماسية مكثفة هدفت إلى كبح رد إسرائيل على هجوم صاروخي على ملعب لكرة قدم في مرتفعات الجولان يوم السبت أسفر عن مقتل 12 طفلا، وسط مخاوف من أن يؤدي رد إسرائيل إلى تفاقم التوترات وتدهور الوضع إلى حرب شاملة.

ولم يؤكد حزب الله على الفور مقتل شكر، وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يخطط لإصدار تعليمات خاصة للمدنيين بالاحتماء، كما يحدث أحيانا عندما تتوقع البلاد رد فعل عنيف من جار إقليمي، رغم أنه نصح الإسرائيليين بالبقاء في حالة تأهب.

وقعت الضربة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية في بيروت، والتي تُعتبر معقلا للمنظمة اللبنانية المدعومة من إيران، حوالي الساعة 7:40 مساء. وأفاد السكان بسماعهم انفجارا قويا تلاه عمود من الدخان تصاعد فوق الحي.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثلاثة أشخاص قُتلوا، بينهم طفلان، وأصيب 74 شخصا في الضربة.

وأعلن الجيش مسؤوليته عن الغارة الجوية التي نفذتها طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، قائلا إن شكر قُتل في الهجوم.

رجل يتفقد الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الثلاثاء 30 يوليو، 2024. (AP/Hussein Malla)

وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إن شكر، المعروف أيضا باسم الحاج محسن، كان مسؤولا عن هجوم مجدل شمس يوم السبت، فضلا عن هجمات دامية أخرى على إسرائيل. ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، كان شكر يدير هجمات حزب الله شبه اليومية ضد إسرائيل، وفقا للجيش.

وقال الجيش إن شكر كان عضوا في مجلس الجهاد، أعلى هيئة عسكرية في حزب الله، وكان رئيس قسمه الاستراتيجي.

وقبل عدة سنوات، قال الجيش إن شكر هو قائد مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله. كما أنه مطلوب في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات ثكنات المارينز في بيروت في عام 1983، حيث وضعت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.

وقال الجيش الإسرائيلي إن شكر كان أيضا مستشارا عسكريا كبيرا للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وبمثابة “ذراعه اليمنى”.

قوات الإنقاذ الإسرائيلية في موقع هجوم صاروخي دام لحزب الله على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس شمال هضبة الجولان، 27 يوليو، 2024. (Michael Giladi/Flash90)

كما قال الجيش إن شكر كان “مسؤلا عن غالبية الأسلحة الأكثر تقدما التي يمتلكها حزب الله، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة، وصواريخ كروز، والصواريخ المضادة للسفن، والصواريخ بعيدة المدى، والمسيّرات”، وعن بناء “قوة [المنظمة] والتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل”.

انضم شكر لحزب الله في الثمانينيات وشغل عدة مناصب عليا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه في التسعينيات قاد العديد من الهجمات ضد قواته وضد جيش جنوب لبنان المتحالف مع إسرائيل، وفي عام 2000، شارك في اختطاف ثلاثة جنود إسرائيليين في هجوم في منطقة جبل دوف.

وفقا لبرنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى تقديم المشورة لنصر الله، فإن شكر هو عضو في مجلس الجهاد، أعلى هيئة عسكرية لحزب الله.

وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، لعب شكر “دورا محوريا” في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية عام 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 من جنود المارينز. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أنه خلال الحرب الأهلية السورية “ساعد مقاتلي حزب الله والقوات الموالية للنظام السوري” في قتالهم ضد القوات المناهضة للأسد.

أشخاص يتجمهرون حول سيارة إسعاف بالقرب من موقع غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو، 2024. (Anwar Amro/AFP)

ولم يؤكد حزب الله على الفور مقتل شكر، وزعمت بعض التقارير الإعلامية السابقة أنه نجا من الهجوم.

وقالت وكالة الأنباء الوطنية الرسمية اللبنانية إن الضربة الإسرائيلية استهدفت المنطقة المحيطة بمجلس شورى حزب الله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.

وأفادت أن الضربة نُفذت بطائرة مسيّرة أطلقت ثلاثة صواريخ.

وبعد وقت قصير من الضربة، غرد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت باللغة الإنجليزية: “حزب الله تجاوز الخط الأحمر”.

رجل يتفقد الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الثلاثاء 30 يوليو، 2024. (AP/Hussein Malla)

كانت هذه أول غارة إسرائيلية على العاصمة اللبنانية منذ غارة في يناير قتلت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج صالح العاروري.

جاءت الغارة بعد أيام من تهديد المسؤولين الإسرائيليين برد قاس على هجوم صاروخي لحزب الله أدى إلى مقتل 12 طفلا كانوا يلعبون في ملعب لكرة قدم وساحة لعب في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيئل هغاري، في مؤتمر صحفي “لدينا أنظمة دفاع جوي جيدة للغاية، لكن الدفاع ليس محكما”، مضيفا أنه ينبغي على الجمهور أن يظل يقظا وأن يتبع تعليمات قيادة الجبهة الداخية.

وأضاف أن الجيش يجري تقييمات بشأن الجبهة الداخلية، وسيقوم بتحديثها إذا طرأت تغييرات.

وقال هغاري “نحن لا نسعى إلى الدخول في حرب، لكننا مستعدون لها”، مضيفا أن “حزب الله يجر لبنان والشرق الأوسط بأكمله إلى التصعيد”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، مع كبير موظفيه تساحي برافيرمان، وسكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، في صورة نُشرت بعد وقت قصير من الغارة الإسرائيلية على هدف لحزب الله في بيروت، 30 يوليو، 2024. (PMO)

وقد أدت الغارة الجوية الإسرائيلية إلى موجة من النشاط الدبلوماسي مع سعي الدول الغربية إلى تجنب تصعيد أكبر وحث المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين على ممارسة ضبط النفس. وألغت عدد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت خلال الأيام القليلة الماضية، كما ألغت شركة “لوفتهانزا” عدة رحلات إلى تل أبيب.

أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة قبل شن الضربة، وفقا لمسؤول إسرائيلي ومسؤول أمريكي تحدثا لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

بعد وقت قصير من الضربة، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في إفادة صحفية “إننا نواصل العمل نحو حل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد”.

وأكد باتيل أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يظل “قويا” وأن “إسرائيل لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها” و”تواجه بالتأكيد تهديدات لا تواجهها أي دولة أخرى في تلك المنطقة من العالم”.

ووصفت وزارة الخارجية الروسية الضربة الإسرائيلية على بيروت بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي”، بحسب وكالة “تاس” الروسية للأنباء.

أشخاص يتفقدون السيارات المتضررة في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الثلاثاء 30 يوليو، 2024. (AP/Hussein Malla)

بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان” فإنه لم يتم إطلاع المجلس الوزاري الأمني المصغر على الضربة قبل تنفيذها في بيروت. كما ذكرت القناة أنه كان من المتوقع أن توافق الولايات المتحدة على الضربة، خاصة بالنظر إلى حقيقة أن شكر مطلوب لدوره في قتل 241 جنديا أمريكيا. وذكرت أخبار القناة 12 أن الوزراء تلقوا أوامر بعدم التعليق علنا على الضربة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن رؤساء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة للبنان جانين هانيس بلاسخارت أجروا محادثات مع لبنان وإسرائيل في محاولة لمنع اندلاع حرب.

في وقت سابق الثلاثاء، أطلق حزب الله وابلا من 10 صواريخ على الجليل الأعلى، مما أسفر عن مقتل مواطن إسرائيلي في كيبوتس هاغوشريم. وتم في وقت لاحق نشر اسم الضحية، وهو نير بوبكو (28 سنة)، من سكان الكيبوتس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله اعترضتها منظومة “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي. وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، قائلا إنه أطلق عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية قريبة. وقال الجيش إنه قصف موقع إطلاق الصواريخ بالمدفعية.

تصاعد الدخان من موقع استهدفه الجيش الإسرائيلي في قرية كفركلا الحدودية جنوب لبنان في 29 يوليو، 2024. (Rabih DAHER / AFP)

منذ 8 أكتوبر، هاجمت قوات بقيادة حماس بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 25 مدنيا على الجانب الإسرائيلي – بما في ذلك هجوم الثلاثاء – ومقتل 18 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وأعلن حزب الله مقتل 384 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم في سوريا أيضا. في لبنان، قُتل 68 مسلحا آخر من جماعات مسلحة أخرى، وجندي لبناني، والعشرات من المدنيين.

اقرأ المزيد عن