غارات إسرائيلية جديدة تستهدف مواقع عسكرية سورية ومخابئ صواريخ تحت الأرض
لا تأكيد فوري من إسرائيل، التي تحاول منع سقوط أسلحة الأسد الاستراتيجية في أيد معادية؛ سوريا تحتج لدى الأمم المتحدة على وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة
شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية فجر السبت استهدفت مواقع عسكرية في دمشق وريفها، بما في ذلك مستودعات صواريخ مدفونة عميقا تحت جبل، وفقا لما ذكره مرصد سوري يراقب الحرب، في غارات هي الأحدث منذ أطاح المتمردون ببشار الأسد قبل أسبوع تقريبا.
وفي وقت سابق من الأسبوع، شنت إسرائيل عملية كبرى لتدمير القدرات العسكرية الاستراتيجية للجيش السوري، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية والصواريخ والدفاعات الجوية والقوات الجوية والبحرية، في محاولة لمنع وقوعها في أيدي عناصر معادية.
ويبدو أن الضربات التي شنت في وقت مبكر من يوم السبت كانت تهدف إلى إكمال الجهود.
كما استهدفت الضربات “مستودعات صواريخ سكود البالستية” ومنصات إطلاق صواريخ في منطقة القلمون، بالإضافة إلى “صواريخ ومستودعات وأنفاق تحت الجبل”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا.
According to Syrian sources, Israeli occupation aircraft launched airstrikes last night targeting military barracks near the town of Kafra, north of Aleppo, Syria. pic.twitter.com/FhmcBEvR9f
— Quds News Network (@QudsNen) December 14, 2024
وقال المرصد إن عدة جولات من الضربات استهدفت “مواقع عسكرية للنظام السابق، في إطار تدمير ما تبقى من قدرات الجيش السوري المستقبلي”.
وقد اتهم محللو الحرب السورية المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يديره شخص واحد، بانتظام بالتقارير الكاذبة وتضخيم أعداد الضحايا وكذلك اختلاقها بالكامل.
وقال المرصد إن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت الجمعة “قاعدة صواريخ على قمة جبل قاسيون بدمشق”، فضلا عن مطار في جنوب محافظة السويداء و”مختبرات دفاعية وأبحاث في مصياف” في محافظة حماة.
كان نظام الأسد، الذي سقط يوم الأحد بعد هجوم خاطف شنته قوات المتمردين، حليفا للنظام الإيراني، وجزءا مما يسمى ب”محور المقاومة” ضد إسرائيل.
لسنوات عديدة، تم استخدام سوريا كمعبر للأسلحة الإيرانية، في طريقها إلى الجماعات المسلحة بما في ذلك حزب الله في لبنان، والذي دخلت إسرائيل معه في وقف إطلاق نار هش في الشهر الماضي.
وتخشى إسرائيل من أنه بعد انهيار نظام الأسد، يمكن أن تقع أسلحة الجيش السوري السابق في أيدي قوى معادية في البلاد، وكذلك حزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
في رسالة إلى النظام الجديد الذي يتشكل في سوريا في ظل الجماعات المتمردة، التي يرتبط الكثير منها في الأصل بتنظيم القاعدة وجماعات جهادية أخرى، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن إسرائيل ستسعى إلى إقامة علاقات، لكنها لن تتردد في الهجوم إذا كان النظام يهدد الدولة اليهودية.
وفي خطوة أثارت بعض الإدانة الدولية، دخلت إسرائيل أيضا منطقة عازلة تحرسها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان بعد ساعات فقط من سيطرة المتمردين، بقيادة الجماعة الإسلامية “هيئة تحرير الشام”، على دمشق.
وقالت إسرائيل إنها لن تتدخل في الصراع في سوريا وإن سيطرتها على المنطقة العازلة التي أنشئت عام 1974 هي خطوة دفاعية.
كما قالت إسرائيل إن غاراتها الجوية ستستمر لعدة أيام، لكنها أبلغت مجلس الأمن الدولي أنها لا تتدخل في الصراع السوري، وأضافت أنها اتخذت “إجراءات محدودة ومؤقتة” فقط لحماية أمنها.
يوم الخميس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء “الانتهاكات واسعة النطاق” للسيادة السورية والضربات الإسرائيلية في البلاد، بحسب ما قال المتحدث باسمه.
في غضون ذلك، دعا مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن إلى التحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المنطقة العازلة.
وفي رسالتين متطابقتين إلى المجلس وغوتيريش حصلت عليهما وكالة “أسوشييتد برس” الجمعة، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك إنه يتصرف “بناء على تعليمات من حكومتي” في تقديم المطالب.
وبدا أن هذه الرسالة هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة. لكن الضحاك كان يمثل الأسد وحملت الرسالتان رمز النظام السابق.
الرسالتان كانتا مؤرختين في 9 ديسمبر، قبل أيام من قيام المتمردين بالإطاحة بالرئيس الأسد وإنهاء الحكم الاستبدادي لعائلته الذي دام أكثر من 50 عاما في سوريا.
وكتب السفير الضحاك: “في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة”.
وتسيطر إسرائيل على مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا خلال حرب “الأيام الستة” عام 1967 وضمتها إليها. بموجب اتفاقية فض الاشتباك التي تم التوصل إليها في عام 1974 بين إسرائيل وسوريا تم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بين البلدين، تراقبها قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم UNDOF.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تم توزيعها يوم الجمعة والتي كتبت أيضا في 9 ديسمبر، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن بلاده اتخذت “إجراءات محدودة ومؤقتة”، ونشرت مؤقتا قوات في المنطقة الفاصلة “لمنع الجماعات المسلحة من تهديد الأراضي الإسرائيلية”.