عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض تلقي بظلالها على مؤتمر المناخ المقبل
قادة العالم يترددون في إعلان موقفهم في انتظار معرفة من سيفوز في السباق الى البيت الأبيض
أ ف ب – يلقي عدم اليقين الذي يحيط بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية والعودة المحتملة لدونالد ترامب إلى السلطة، بظلالهما على مفاوضات المناخ المقبلة مع تعليق الدول إعلان مواقفها في انتظار معرفة من سيفوز في السباق الى البيت الأبيض.
يبدأ مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب29) في 11 نوفمبر، بعد ستة أيام من الانتخابات الأميركية. ولا يسهّل هذا التزامن مهمة قادة العالم إذ يتعين عليهم خلال الأشهر المقبلة التوصل إلى توافق بشأن العمل المناخي، وكذلك بشأن تدابير حماية بيئية أكثر صرامة ومعاهدة ضد التلوث البلاستيكي.
وقال الناشط محمد أدو مدير مجموعة “باور شيفت آفريكا” للبحوث إن “الجميع يترددون في إعلان موقفهم حتى معرفة من سيُنتخب” رئيسا للولايات المتحدة.
عندما كان رئيسا، سحب دونالد ترامب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ التي أبرمت في العام 2015، وأعادها الرئيس جو بايدن إليها لاحقا، والآن تطرح العديد من الأسئلة حول ما قد تعنيه عودته إلى السلطة من حيث العمل المناخي.
ونتيجة لذلك، امتنعت بعض الحكومات عن الإفصاح عن مبلغ محدد خوفا من التزام مبكر جدا، ما أثار إحباطا كبيرا لدى الدول المعنية.
من جهته، قال رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة علي محمد لوكالة فرانس برس إن “تغيّر المناخ لا يهمه من هو على رأس الولايات المتحدة، سواء كان جمهوريا أو ديموقراطيا. الانتخابات تأتي وتذهب، لكن المشكلة ستبقى موجودة”.
لا تقدّم
طالت الجلسات التحضيرية لمؤتمر كوب29 التي بدأت قبل أشهر، وما زالت مستمرة.
ومع بقاء شهرين فقط لانطلاق المؤتمر الذي يعقد هذا العام في أذربيجان، لم يتوصّل المفاوضون بعد إلى تعريف لـ”تمويل المناخ” ولم يتمكّنوا من تحديد مبلغ جماعي لدفعه أو البلدان المتلقّية. واختُتمت الجولة الأخيرة من المفاوضات الخميس دون إحراز تقدم.
لم تحدّد الدول الغنية المطلوب منها تقديم مساهمتها بسبب مسؤوليتها عن انبعاثات غازات الدفيئة، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا، المبالغ التي ستقدّمها، وبدلا من ذلك، ضغطت على الصين ودول الخليج الغنية للمساهمة.
إذا انتُخب دونالد ترامب رئيسا، قد يخفض التمويل المخصص لمكافحة تغير المناخ ولأوكرانيا، ما يترك العبء على الاتحاد الأوروبي فيما تطالب دول نامية بالحصول على أكثر من ألف مليار دولار سنويا، وهو ما يساوي عشر مرات الالتزامات القائمة.
ويمكن أن يفسّر ذلك جزئيا إحجام الاتحاد الأوروبي عن تقديم رقم معين، وفقا لليندا كالتشر من مركز “ستراتيجك بيرسبكتفز” الأوروبي للبحوث.
وأضافت لوكالة فرانس برس “إنه سياق سياسي غير مستقر بتاتا، وليس بالضرورة خصبا للتحدث عن زيادة التمويل المخصص للمناخ (…) فبمجرد تحديد المبلغ، سيتعرضون (المفاوضون) لضغوط للالتزام به”.
ويذكّر بعض الخبراء بأن الولايات المتحدة لم تساهم كثيرا في تمويل المناخ، وبالتالي فإن فوز دونالد ترامب لن يعيق التوصل إلى اتفاق.
لكن رغم ذلك سيشعر المانحون بضغوط إضافية إذا تعهدوا تقديم المزيد من الأموال ولم يحصلوا على دعم الولايات المتحدة.
وقال لي شو، خبير دبلوماسية المناخ في معهد “إيجا سوسايتي بوليسي إنستيتيوت” والمقيم في واشنطن، إن القادة السياسيين سيتعرضون لضغوط أكثر من المعتاد في كوب29 للتعويض عن الوقت الضائع.
وأضاف لوكالة فرانس برس أن “القرارات الحقيقية… لن تبدأ الظهور إلا بعد الانتخابات الأميركية”.