إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

على قمة جبل الشيخ السوري، نتنياهو يقول إن إسرائيل ستبقى هناك حتى التوصل إلى “ترتيب آخر”

رئيس الوزراء يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للقمة بعد سقوط الأسد، وينضم إليه كاتس الذي يقول إن الوجود من شأنه أيضا أن يردع المتمردين السوريين عن وضع أعينهم على إسرائيل

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يزور قمة جبل الشيخ على الجانب السوري، برفقة رئيس أركان جيش  الإسرائيلي هرتسي هاليفي (على يمين الصورة) وقوات أخرى، 17 ديسمبر، 2024.  (Maayan Toaf/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يزور قمة جبل الشيخ على الجانب السوري، برفقة رئيس أركان جيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (على يمين الصورة) وقوات أخرى، 17 ديسمبر، 2024. (Maayan Toaf/GPO)

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء أن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة داخل سوريا في المستقبل المنظور، حيث التقى بمسؤولين أمنيين كبار لمراجعة الوضع على قمة جبل الشيخ.

وانضم إلى رئيس الوزراء وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بات، ورئيس القيادة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين، ويبدو أن زيارته تمثل المرة الأولى التي يدخل فيها زعيم إسرائيلي في منصبه الأراضي السورية.

دخلت إسرائيل المنطقة العازلة التي تحرسها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان بعد ساعات من استيلاء الجماعات المتمردة في سوريا على دمشق في 8 ديسمبر، مؤكدة أن الاستيلاء على المنطقة العازلة التي أنشئت في عام 1974 هو خطوة دفاعية مؤقتة لن تستمر إلا حتى يتم ضمان الأمن على طول الحدود. وتقول إسرائيل إنها لا ترغب في الانخراط في الصراع في سوريا.

واقفا على قمة جبل الشيخ، أكد نتنياهو أن إسرائيل ستظل في المنطقة “حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل”.

وقال نتنياهو متحدثا عن الحنين الذي جلبه له الموقع: “كنت هنا قبل 53 عاما مع جنودي في دورية لوحدة ساييريت متكال”.

وقال “هذا المكان لم يتغير، فهو نفس المكان، لكن أهميته لأمن إسرائيل تعززت في السنوات الأخيرة، وخاصة في الأسابيع الأخيرة مع الأحداث الدرامية التي تجري تحتنا هنا في سوريا”.

وأضاف أنه في المستقبل، ستحدد إسرائيل “أفضل ترتيب يضمن أمننا”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، وقائد المنطقة الشمالية المجير جنرال أوري غوردين، وقوات أخرى على قمة جبل الشيخ، على الجانب السوري، في 17 ديسمبر، 2024. (Defense Ministry)

مرددا أقوالا مماثلة، وصف وزير الدفاع يسرائيل كاتس جبل الشيخ بأنه “عيون دولة إسرائيل لاكتشاف التهديدات القريبة والبعيدة”.

وقال كاتس في تصريحات أصدرها مكتبه “إن جيش الدفاع موجود هنا لحماية بلدات مرتفعات الجولان ومواطني دولة إسرائيل من أي تهديد، من أهم مكان للقيام بذلك”.

وأضاف كاتس: “سنبقى هنا طالما كانت هناك حاجة لذلك. إن وجودنا هنا في قمة جبل الشيخ يعزز الأمن ويضيف بعدا من المراقبة والردع لمعاقل حزب الله في وادي البقاع في لبنان والردع ضد المتمردين في دمشق، الذين يتظاهرون بتقديم صورة معتدلة، لكنهم ينتمون إلى أكثر المذاهب الإسلامية تطرفا”.

(من اليمين) رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، على قمة جبل الشيخ على الجانب السوري، 17 ديسمبر، 2024. (Defense Ministry)

ويبدو أن تعليقات كاتس تشير إلى جماعة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية السنية، التي زحف مقاتلوها وحلفاؤها من شمال غرب سوريا ودخلوا العاصمة في الثامن من ديسمبر.

وتستمد الجماعة جذورها من تنظيم القاعدة، وهي مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الحكومات الغربية، إلا أنها سعت إلى تعديل خطابها في السنوات الأخيرة.

ومنذ سقوط الأسد، أكد زعيم الجماعة، أحمد الشرع، المعروف باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، أن حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن الدين أو العرق، ستكون محمية تحت قيادته.

وفي مقابلة أجرتها مع صحيفة “التايمز” البريطانية يوم الإثنين، قال الشرع إن جماعته “ملتزمة باتفاقية 1974” مع إسرائيل التي أنشأت المنطقة منزوعة السلاح في الأراضي السورية في نهاية حرب “يوم الغفران” عام 1973.

وأضاف “نحن لا نريد أي صراع سواء مع إسرائيل أو أي أحد آخر، ولن نسمح باستخدام سوريا كنقطة انطلاق لهجمات”.

تظهر هذه الصورة المنشورة على قناة تلغرام التابعة للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في وقت مبكر من يوم 17 ديسمبر 2024 أحمد الشرع، المعروف سابقا باسم أبو محمد الجولاني، رئيس جماعة تحرير الشام الإسلامية، وهو يستقبل مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية (غير مصور) في دمشق. (AFP Photo/Sana Telegram Channel)

ودعا إسرائيل إلى “التراجع إلى مواقعها السابقة”، وانتقد الضربات الإسرائيلية المكثفة في الأيام الأخيرة التي أدت إلى تدمير معظم الأصول العسكرية لنظام الأسد، مؤكدا موقفه بأن كان لها الحق في استهداف القوات المدعومة من إيران قبل سقوط الحكومة، لكنها الآن ليس لديها أساس شرعي لمواصلة العمل في سوريا.

وقال، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”: “لا يوجد مبرر للإسرائيليين لقصف المنشآت السورية أو التقدم داخل سوريا”.

وفي معرض تسليط الضوء على نهج إسرائيل الحذر تجاه هيئة تحرير الشام وزعيمها، اتهمت نائبة وزير الخارجية شارين هاسكل الشرع بأنه “ذئب في ثياب [حمل]” بسبب تاريخه الجهادي.

متحدثة في مؤتمر صحفي، رفعت هاسكل صورة مجمعة للشرع، تظهره كعضو في منظمات جهادية مختلفة.

وقال هاسكل، وهي عضو في الكنيست عن حزب “أمل جديد” الذي يتزعمه وزير الخارجية غدعون ساعر: “من المهم تجنب الوقوع في فخ محاولة تبييض (الجماعات) الجهادية في سوريا. نحن نعرف من هم وطبيعتهم الحقيقية، حتى لو غيروا أسماءهم، ونحن ندرك مدى خطورتهم على الغرب”.

مضيفة: “إنها منظمات إرهابية وهذا ذئب في ثياب [حمل]”.

قبل تأسيس هيئة تحرير الشام، قاتل الجولاني لصالح تنظيم القاعدة في العراق في أعقاب غزو عام 2003. ثم أسس لاحقا فرعها في سوريا، “جبهة النصرة”، التي تحالفت لفترة من الوقت مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ثم انفصل لاحقا عن المنظمتين الجهاديتين قبل إعادة تسمية جبهة النصرة وإطلاق اسم “هيئة تحرير الشام” على جماعته الإسلامية.

اقرأ المزيد عن