على خطى السادات، زيارة السيسي المتوقعة لإسرائيل وإلقاء خطاب في الكنيست
إسرائيل ومصر خاصة، تبرز ثلاث سنوات من العلاقات المقربة. وبدأ السعوديون بالخروج من الخزانة أيضا
افي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسطفي تايمز أوف إسرائيل ، كما وتستضيفه عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كمعلق على شؤون الشرق الاوسط. حتى عام ٢٠١٢ شغل يساسخارف وظيفة مراسل الشؤون العربية في صحيفة هارتس بالاضافة الى كونه محاضر تاريخ فلسطيني معاصر في جامعة تل ابيب. تخرج بإمتياز من جامعة بن جوريون مع شهادة بكلوريوس في علوم الشرق الاوسط واستمر للحصول على ماجيستير امتياز من جامعة تل ابيب في هذا الموضوع. كما ويتكلم يساسخاروف العربية بطلاقة .
في ثلاث السنوات منذ سيطرة عبد الفتاح السيسي على مصر، تتحسن العلاقات بشكل ثابت بين اسرائيل والقاهرة.
ولكن يبقي التحسين في العلاقات، والتنسيق الجاري في الجبهة الأمنية، سريا عامة، بناء على الإفتراض الإسرائيلي أن الإعلان عنه قد يؤذي العلاقات. ولكن الجانب المصري، والرئيس بحد ذاته، هم الذين بدأوا بالإعلان عن العلاقة. فعلى سبيل المثال، اعترف السيسي قبل عدة أشهر انه يتحدث من مرة إلى أخرى مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر الهاتف.
وقد انهت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى اسرائيل الأحد عهد السرية إلى حد ما. من الممكن الآن ابلاغ العالم عندما يقوم مسؤول مصري أو اسرائيلي رفيع بزيارة نظيره في هذا التحالف. وكان الجانب المصري هم الذين قرروا أنه حان الأوان لنشر العلاقة، انهاء السرية، والإعتراف بأن مصر واسرائيل هم شركاء استراتيجيون في علاقة سياسية وعسكرية خاصة للدفاع عن حدودهما. وحتى تم تصوير شكري يشاهد نهائي مباريات يورو 2016 مع نتنياهو في القدس.

ويشمل هذا التحالف شركاء آخرين أيضا. الأردن جزء منه، و السعودية أيضا، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الرياض واسرائيل، حسب وسائل إعلام أجنبية. وقد شارك مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا منصة في الولايات المتحدة جنرال سابق سعودي بارز. وكذلك أيضا شارك مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، يعكوف عميدرور، منصة مع الأمير تركي بن فيصل.

وقرار الحكومة المصرية اعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، مقابل تعهد خطي من قبل الرياض بأنها سوف تحترم حقوق اسرائيل للعبور الحر في مضيق تيران، هو مثال واضح لهذه العلاقة الجديدة، ولكنه ليس الوحيد.
بالنسبة لمصر، المعركة الجارية ضد خلايا تنظيم “داعش” في سيناء، حولت اسرائيل الى حليفة هامة لمصر في الحرب ضد الإرهاب الجهادي. وهذا واضح في سماح اسرائيل لمصر نشر المزيد من الجنود في سيناء، بمخالفة لشروط اتفاقية السلام من عام 1979.
وبينما بالنسبة لدول سنية أخرى، الحرب ضد التطرف أصبح مركز المصالح المشتركة مع اسرائيل، بالنسبة للرياض، إنه التهديد من إيران الشيعية الذي حولها إلى شريكة الدولة اليهودية.
قرار القاهرة لإرسال وزير خارجيتها إلى القدس لم يهدف فقط لتنسيق المبادرات الأمنية، التي كانت ستستمر مع أو بدون الزيارات الرسمية كما هي جارية منذ 9 سنوات. تؤكد زيارة شكري، أيضا اللقاء المخطط في المستقبل القريب بين نتنياهو والسيسي، رغبة مصر بأن تصبح قوى اقليمية من جديد.
ويرى السيسي، وأيضا العاهل الأردني عبد الله الثاني، والملك سلمان السعودي، الإضطرابات في الضفة الغربية وغزة كسوابق خطيرة لزعزعة استقرار اضافية في المنطقة.
وأدى هذا الى اعتبار الثلاثة دورهم في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين كأمر هام. ويعتقد الثلاثة أن المفاوضات بين اسرائيل ورام الله سوف تضعف حركة حماس وتقوي السلطة الفلسطينية.
ولهذا، ليس مصر والأردن وحدهما عبرا عن عداء اتجاه حماس وغزة، بل أيضا عبرت السعودية مؤخرا عن انتقادات رسمية للحركة.
وأعلن الأمير تركي بن فيصل خلال عطلة نهاية الأسبوع بمؤتمر في باريس، أن حماس والجهاد الإسلامي اصبحا منظمات تخدم إيران. وسارعت حركة حماس بنفي تلك الإدعاءات.
للتوضيح، بالنسبة لهذه الدول، القضية الفلسطينية ليست مصدر المشاكل في الشرق الأوسط، وهي لا تقع في رأس سلم اولوياتها. ولكنهم يريدون الهدوء والإستقرار في المنطقة من أجل محاربة إيران وتنظيم “داعش”.
ويتابع السيسي الساحة السياسية الإسرائيلية عن قرب؛ انه يدرك أن الجماهير الإسرائيلية عامة معادية للفلسطينيين. ويؤمن فعلا أنه بسبب الدعم الذي يحظى به من الجماهير الإسرائيلية، سيتمكن من اقناع الإسرائيليين بضرورة العملية السياسية مع الفلسطينيين. لقد خاطب الإسرائيليين مباشرة في أحد خطاباته، وعلى الأرجح أن يفعل ذلك مرة أخرى عندما يلتقي بنتنياهو.
هل يمكن أن يشكل السيسي الضغوطات من أجل عقد اجتماعي ثلاث مع عباس؟ في الوقت الحالي يبدو هذا اللقاء مستبعدا، ولكن في هذه المنطقة المجنونة، كل شيء ممكن.
قبل شهرين، قال ابراهيم عيسى، أحد أشهر الشخصيات التلفزيونية المصرية، أنه من المحتمل جدا أن يقوم نتنياهو بزيارة مصر، أو أن يقوم السيسي بزيارة اسرائيل والحديث في قاعة الكنيست، تماما كما فعل أنور السادات عام 1977.