إسرائيل في حالة حرب - اليوم 535

بحث
مذكرة صحفي

على الرغم من وجود أسباب للقلق، المسيرة عبر الحي الإسلامي مرت من دون حوادث تذكر

في تزامنه مع بداية شهر رمضان و’يوم النكسة’، ’يوم القدس’ أثار المخاوف من اندلاع أعمال عنف في البلدة القديمة، لكن في النهاية تغلب صوت العقل

مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

آلاف الإسرائيليين، معظمهم شبان وفتيان يهود، يلوحون بالأعلام الإسرائيلية خلال مرورهم عبر باب العامود دخولا إلى الحي الإسلامي في طريقهم إلى الحائط الغربي للإحتفال ب"يوم القدس"، 5 يونيو، 2016.  (Hadas Parush/Flash90)
آلاف الإسرائيليين، معظمهم شبان وفتيان يهود، يلوحون بالأعلام الإسرائيلية خلال مرورهم عبر باب العامود دخولا إلى الحي الإسلامي في طريقهم إلى الحائط الغربي للإحتفال ب"يوم القدس"، 5 يونيو، 2016. (Hadas Parush/Flash90)

الحي الإسلامي في البلدة القديمة كان أرضية جاهزة للصراع خلال مسيرة “يوم القدس” لهذا العام التي بدأت في باب العامود. مع ذلك لم يشهد  أية نزاعات.

هذا العام، تزامن “يوم القدس”، الذي يتم الإحتفال به في الـ -28 من شهر أيار بحسب التقويم العبري، مع اليوم نفسه الذي يستعد فيه المسلمون لإستقبال شهر رمضان ومع “يوم النكسة”، الذكرى السنوية التي يحييها الفلسطينيون في 5 يونيو لنزوحهم في أعقاب حرب الستة أيام في عام 1967، التي بسطت إسرائيل فيها سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

مرور مسيرة “يوم القدس” عبر الحي الإسلامي كان سيجعل من قيام السكان بمشترياتهم الأخيرة استعدادا لشهر رمضان مهمة صعبة، وعمليا مصدر إزعاج علاوة على السلوك المهين في بعض الأحيان للمشاركين اليهود في المسيرة.

قاض شاهد مقطع فيديو من مسيرة عام 2015 قال بأن المسيرة احتوت على عناصر “لا يمكن السماح بحدوثها في دولة إسرائيل على الإطلاق”، خلال جلسة عُقدت يوم الأحد لتحديد ما إذا كان سيتم السماح للمسيرة بالمرور عبر الحي الإسلامي.

العام الماضي شهد هو أيضا موجة من الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيليين، وكان باب العامود في العاصمة واحدا من بؤر التوتر خلال هذه الموجة.

على الرغم من أن الشهرين الأخيرين شهدا انخفاضا في عدد الهجمات، فإن التزامن بين “يوم النكسة” الفلسطيني وعشية شهر رمضان والإحتفالات اليهودية في واحد أكثر الأجزاء توترا في واحدة من أكثر المدن توترا في العام كان من الممكن أن يؤدي بسهولة إلى إشعال الصراع من جديد.

لكن ذلك لم يحدث.

المسيرة عبر الحي الإسلامي لم تكن مثالية. تم اعتقال قاصرين يهوديين من قبل الشرطة لقيامهما بإطلاق هتافات عنصرية ضد السكان العرب، وتم إبعاد عدد من المشاركين عن المسيرة.

فتاة تحمل العلم الإسرائيلي سجلت نفسها عبر هاتفها المحمول وهي تسير باتجاه باب العامود، وقالت بينما كانت تنظر في كاميرا الهاتف، “سنسير أمام أعدائنا، أعداء إسرائيل؟”

وسألت فتاة كانت تسير إلى جانبها “جبل الهيكل في أيدينا. أليس ذلك صحيحا؟”

فردت عليها صديقتها “هذا صحيح”.

على الرغم من أن معظم المشاركين في المسيرة ارتدوا القمصان الزرقاء والبيضاء – ألوان العلم الإسرائيلي – ارتدى عدد صغير منهم قمصان باللونين الأسود والأصفر، وهي ألوان منظمة “لهافا” العنصرية المعادية للعرب.

بعضهم أيضا وضعوا ملصقات تدعو إلى الترحيل القسري لمواطني إسرائيل العرب من البلاد، في حين وضع آخرون ملصقات كُتب عليها “كهانا كان محقا”، قي إشارة إلى الحاخام القومي المتطرف مئير كهانا.

في حين أن العناصر الأكثر تطرفا في المسيرة ستحصل بالتأكيد وبشكل مفهوم على معظم الإهتمام، ولكن في الجزء الأكبر من المسيرة ساد صوت العقل.

في الساعة التي سبقت استعداد المشاركين اليهود في المسيرة لدخول الحي الإسلامي، ظلت المنطقة تعج بالنشاط، حيث حاول أصحاب المحلات التجارية القيام ببعض المبيعات الأخيرة قبل إجبارهم على إغلاق محالهم بسبب المسيرة.

وفي الوقت الذي بدأت فيه الشرطة الإسرائيلية وشرطة حرس الحدود والجيش الإسرائيلي ومرشدون مدنيون بوضع الحواجز لتقييد حركة سكان الحي الإسلامي وكذلك المشاركين في المسيرة، وجدت عائلة عربية نفسها على الجانب الخطأ من الحاجز واحتاجت إلى الخروج من هناك.

شرطيان شابان كانا يقومان بحراسة الزقاق لم يسمحا لهم بالمرور، مع دخول حظر التجول حيز التنفيذ، ودخلت العائلة في نقاش معهما. صحفيان أجنبيان قاما بالتقاط بعض الصور لهذا الصراع الصغير ومن ثم مشيا بعيدا.

بعد حوالي دقيقة، تدخل الضابط المسؤول، فواز، الذي عمل في البلدة القديمة وخدم أيضا كضابط في لواء غفعاتي في الجيش الإسرائيلي، وسمح للعائلة بمغادرة المكان.

وقال الضابط للشرطيين الشابين: “لا تكونا عنيدين، استخدما تقديركما”.

استخدم فواز تقديره بضعة مرات أخرى للسماح لسكان آخرين في الحي الإسلامي بفرصة اجتياز المنطقة قبل إنطلاق المسيرة، على الرغم من أنه كان بإمكانه أن يمنع ببساطة دخولهم.

خلال المسيرة عبر الحي الإسلامي، ركزت الغالبية العظمى على الفرحة في حقيقة أن القدس أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية، وليس على الشماتة في “تغلبنا عليهم”.

الأناشيد التي قام المشاركون بإنشادها كانت “عام يسرائيل حاي” (“شعب إسرائيل حي”) و”القدس الذهبية” للشاعرة نعومي شيمر والأنشودة الطقوسية، “سيُعاد بناء جبل الهيكل، ومدينة صهيون ستكون ممتلئة”.

بدا على المشاركين في المسيرة، المتدينون بمعظمهم، الإثارة الحقيقية من قدرتهم على السير في شوارع المدينة التي يصلون باتجاهها ثلاث مرات يوميا. بالنسبة لمعظمهم، المسيرة لم تكن نشاطا لاستهداف السكان المسلمين.

الشرطة أنهت بسرعة حوادث قليلة وقعت خلال المسيرة.

عندما قامت مجموعة من اليهود بالوقوف إلى جانب مجموعة من العرب وبدأت بصراخ – وليس غناء – أناشيد باتجاههم، قامت بقية المجموعة بمواصلة طريقها. فتى يضع الكيباه قال لفتى آخر بلغة إنجليزية بلكنة أمريكية: “لنواصل السير. يبدو أنهم يقومون بشتم هؤلاء الفلسطينيين”.

عندما استمرت هذه المجموعة الصغيرة باستفزاز السكان المسلمين، أمرتهم الشرطة بمواصلة السير، وهو ما فعلوه.

على مدار حوالي ساعتين، سار آلاف المشاركين الذين رقصوا وغنوا ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية بالسير في المنطقة وصولا إلى الحائط الغربي لمواصلة احتفالاتهم حتى ساعات متأخرة من الليل.

نحو الساعة 7:05 مساء، فرغت شوارع الحي الإسلامي من معظم المشاركين في مسيرة “يوم القدس”. بحلول الساعة 7:30 مساء، بدأت المحال التجارية والمطاعم في الحي بإعادة فتح أبوابها.

مسيرة هذا العام كان من الممكن أن تتدهور بسهولة إلى مواجهات عنيفة بين اليهود والعرب، كما حدث في عام 2014 وفي سنوات سابقة. ضف إلى ذلك التوترات بسبب “يوم النكسة” والتزامن مع بداية شهر رمضان، فكان من الممكن أن يتحول هذا الحدث وبسهولة إلى شيء أخطر بكثير.

بطريقة ما لم يحدث ذلك. للنجاح، كما يقولون، آباء كثر: الشرطة، التي اتبعت سياسة “عدم تسامح” تجاه العنف وأعمال الشغب؛ منظمو المسيرة، الذين نجحوا في الحفاظ على انضباط المشاركين؛ وسكان الحي الإسلامي، الذين لم ييتلعوا طعم إستفزازات بعض المشاركين في المسيرة.

شارك الكثيرون في مسؤولية ندرة العنف في مسيرة هذا العام، وغيرهم الكثيرون كانوا سعداء بذلك.

اقرأ المزيد عن