على الرغم من البداية الجافة لفصل الشتاء، إجمالي هطول الأمطار في إسرائيل كان طبيعيا
يوصي عالم بيئة بالتوجه إلى الصحاري الجنوبية لمشاهدة عرض الألوان في منتصف شهر مايو، مع هطول الأمطار هناك بثلاثة أضعاف كمية العام الماضي
يمكن الأشخاص الذين يرغبون في القيام بنزهة لمشاهدة الزهور البرية بعد أن استسلمت الكثير من النباتات في البلاد للحرارة التخطيط لرحلة إلى باران في الصحراء الجنوبية – أحد أكثر المناطق جفافا في البلاد – والتي شهدت هذا الموسم هطول ثلاثة أضعاف مستوى الأمطار السنوي.
كانت هذه توصية البروفيسور آفي شميدا، عالم البيئة التطوري من الجامعة العبرية في القدس، أثناء استعراضه لتأثيرات البرد والأمطار التي ضربت البلاد بشكل متقطع خلال الشهرين الماضيين.
مثل العام الماضي، تسبب البرد هذا العام في تأخير الإزهار.
وأشار شميدا إلى أنه على النقيض من ذلك، شهد الشتاء الأكثر دفئا خلال العقد الماضي ازدهارا مبكرا نسبيا.
وأظهرت الدراسات أن الاتجاه طويل الأمد في إسرائيل هو ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.
وفقا لبيانات خدمة الأرصاد الجوية الإسرائيلية، ارتفع هطول الأمطار في باران بين 25 أكتوبر و14 أبريل بنسبة 311% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتوقع شميدا أن تكون “باران ممتعة للغاية (لمحبي الأزهار) في منتصف شهر مايو”، وأشار أيضا إلى أن موجات البرد هذا العام، مثل العام الماضي، أدت في فبراير ومارس إلى تأخير ازدهار الزهور البرية.
وقال شميدا: “ستكون صحراء النقب مثيرة بعد شهر – من متسبيه رامون جنوبا، وصولا إلى وادي عربة”.
وفي القدس، لا يزال من الممكن العثور على أزهار شقائق النعمان – التي تزهر عادة في منتصف شهر مارس – على المنحدرات (الأكثر برودة) المواجهة للشمال، مثل عميك أرازيم (وادي الأرز)، على حد قول شميدا.
وأضاف أن تفاح الجن أزهر بتأخير أسبوعين.
ويمكن أن تأخذ جذور تفاح الجن شكل الجسد البشري وقد تم استخدامها عبر العصور في اللعنات. وتطورت طقوس حول قطف تفاح الجن، الذي كانت ثمرته (ولا تزال) تعتبر مثيرة للشهوة الجنسية؛ وكان يعتقد أيضا أن النبات المقتلع سيصرخ ويقتل أي شخص يسمع صراخه. وظهر تفاح الجن في كتب “هاري بوتر” كنبات يصرخ، ويتطلب حماية آذان من يتعامل معه.
وأشار شميدا إلى أن ما يسمى بشجرة يهوذا، والتي عادة ما تتوقف عن التفتح بحلول نهاية شهر مارس، لا تزال تتباهى بأزهارها الوردية الرقيقة، وبفضل البرد، تضاعف عدد الإزهار ثلاث مرات.
ويقال بحسب التقاليد أن يهوذا الإسخريوطي شنق نفسه من هذه الشجرة – وهو أمر مستبعد، بالنظر إلى أن شجرة بهذا الحجم من المرجح أن تنكسر تحت وزن رجل.
وتُظهر أرقام خدمة الأرصاد الجوية الإسرائيلية أنه حتى الآن، كانت أمطار هذا الشتاء تحوم حول المتوسطات السنوية في القدس وصحراء النقب الشمالية، وتجاوزت تلك المعدلات في سدوم (131%) وحتسيفا (205%) في الصحراء الجنوبية. ووصلت إلى 225% في منتجع إيلات المطل على البحر الأحمر.
لكن كان المناطق الساحلية الوسطى والشمالية، وشمال البلاد، أكثر جفافاً من المعتاد، حيث سجلت 69% في دير حنا في الجليل السفلي، و75% في صفد، و76% في كل من حيفا على الساحل الشمالي ورمات هشارون بجوار تل أبيب.
وأشار الدكتور عاموس بورات، مدير خدمات المناخ في خدمة الأرصاد الجوية الإسرائيلية، إلى أنه بينما كانت أمطار هذا الشهر غزيرة بشكل خاص، إلا أنها لم تكن غزيرة بشكل استثنائي.
وقال إن “هذا النوع من العام ليس غريباً – لقد حدث من قبل. هناك أيام تسقط فيها أمطار غزيرة، لكن لا شيء يمكن وصفه بنمط. لا يزال يتصرف بطريقة طبيعية نسبيًا”.
ووجدت دراسة خدمة الأرصاد الجوية الإسرائيلية نُشرت في فبراير 2021 أنه على مدى ثلاث فترات تم فحصها خلال التسعين عامًا الماضية، ظل إجمالي هطول الأمطار كما هو، على الرغم من تغير أنماط التوزيع.
وذكر التقرير إن مرتفعات الجولان والجليل الشرقي تشهد أمطار أقل، بينما يصبح الجليل الغربي والسهل الساحلي الجنوبي أكثر رطوبة.
كما وجد الباحثون انخفاضًا تدريجيًا في هطول الأمطار في نوفمبر وزيادة تدريجية في يناير وفبراير.
وقامت دراسة منفصلة، حول هطول الأمطار الغزيرة بين عامي 1951-2021، صدرت في فبراير من العام الماضي، بتحليل البيانات من 58 محطة مطر في جميع أنحاء البلاد، وأشارت إلى “اتجاه” لزيادة أحداث الأمطار الغزيرة في معظم المناطق، رغم أن هذا كان ذا أهمية إحصائية فقط في الشمال الغربي.
وشهد الشتاء الحالي أمطارًا قليلة نسبيًا خلال أكتوبر وديسمبر ويناير، مع هطول الأمطار في نوفمبر بقدر أقل قليلاً من المتوسط. وهطلت الأمطار في نهاية شهر يناير وأوائل فبراير، وعلى مدار معظم شهر مارس، وعادت مرة أخرى مع العواصف في الأسبوع الثاني من أبريل.