على إسرائيل استغلال مقتل يحيى السنوار لإعادة الرهائن من غزة
بعد اغتيال زعيم حماس، يجب على إسرائيل أن تكون "حذرة من نشوة الانتصار واستغلال التطور للتوصل إلى صفقة رهائن"؛ لتحقيق هذه الغاية، على الحكومة إنشاء عنوان بديل، والتوجه إلى قيادة حماس في الخارج المعروفة ببراغماتيتها - واستغلال محنة المنظمة
أغلقت “إسرائيل أمس (الخميس) حسابها مع شخص كان عليه أن ينهي حياته بهذه الطريقة تماما وليس بأي طريقة أخرى – ملاحق، ذليل، بعيدا عن الشخصية التي أثارت الحشود وحاولت تحدي الدولة”. ولكن يتعين على الحكومة أن تتوخى الحذر من النشوة الخطيرة التي قد تصاحب هذا النجاح. المطلوب الآن خطوات دقيقة تستغل الانجاز المعنوي كأداة ضغط، بهدف تعزيز صفقة الرهائن فورا.
وكان يحيى السنوار هو العنوان في هذا الشأن. الخطر يكمن في اندلاع الفوضى في صفوف الحركة – وأن يفعل كل من يحتجز رهائن ما يراه مناسبا. الشخصيات الوحيدة المتبقية في القيادة الآن هم محمد، شقيق السنوار، وقادة فرقتي رفح ومدينة غزة.
وقال مسؤول أمني أمس إن أيا من الثلاثة لا يقترب من كاريزما السنوار وسلطته. لذلك، يجب على إسرائيل التركيز على قيادة حماس في الخارج، في قطر وتركيا. إن يتم اتخاذ هذه الخطوات بعزم وسرعة، فيمكنها خلق واقعا يخدم المصلحة الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق.
طالما كانت حماس في الخارج أكثر براغماتية، والآن مع القضاء على السنوار، يمكن استغلال المأزق الذي تعيشه المنظمة.
يبدو أن الأسابيع الأخيرة في حياة زعيم حماس كانت مرهقة للغاية. وافقت الرقابة العسكرية الليلة الماضية على نشر ما كان معروفا منذ فترة، وهو أن السنوار كان مع الرهائن الستة الذين قتلوا في نفق برفح. اكتشافه فوق الأرض دون رهائن حوله يشير إلى أن “مساحة معيشته” تحت الأرض أصبحت محدودة للغاية وكان عليه تغيير موقعه بشكل دوري.
وتم مؤخرا تحديد منطقة نشاط مشبوه في القيادة الجنوبية. أراد قائد القيادة الجنوبية تركيز الجهد العملياتي هناك، رغم أنه لم يكن من الواضح أن السنوار يتواجد هناك. ورصد جنود “بيسلماخ” العاملين في منطقة تل السلطان حركة مشبوهة أثناء الليل. وأطلقت دبابة النار على المنزل حيث تم رصد الحركة، وفي الصباح فقط تم إحضار طائرة مسيّرة لتفتيش الشقة. وتعرف الجنود على الفور على أنه السنوار ومن هناك بدأت عملية تحديد هويته.
هذا الاغتيال يخلق أيضا فرصة للتحدث إلى الجمهور في غزة مباشرة دون تدخل حماس. لا شك أن الأضرار التي لحقت بالمنظمة بعد اغتيال السنوار تطال بقية الناشطين في القطاع. ليس عبثا توجه وزير الدفاع يوآف غالانت الليلة الماضية إلى حدود غزة ودعا السكان إلى الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن.
وكرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق رسالة مماثلة، ملمحا إلى أن أولئك الذين يلقون أسلحتهم سيتم ترحيلهم بدلا من القضاء عليهم. ومن المرجح أن يستمر هذا الخط من أجل تحرير سكان غزة من عبء المنظمة القاتلة التي تسيطر عليهم منذ عام 2007.