إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

عضو كنيست يؤدي صلاة في الحرم القدسي ويشيد بـ”التغيير الهائل“ في وصول اليهود إلى الموقع

تسفي سوكوت من حزب "الصهيونية المتدينة" يتذكر اعتقاله قبل 14 سنة لقيامه بنفس الفعل؛ الوزير بن غفير يتباهى بتحقيق وضع راهن جديد

عضو الكنيست تسفي سوكوت، (إلى اليمين)، يزور الحرم القدسي، 17 أبريل، 2025. (Temple Mount Administration/courtesy)
عضو الكنيست تسفي سوكوت، (إلى اليمين)، يزور الحرم القدسي، 17 أبريل، 2025. (Temple Mount Administration/courtesy)

قام عضو الكنيست من حزب “الصهيونية المتدينة” تسفي سوكوت بدخول الحرم القدسي في البلدة القديمة يوم الخميس، حيث شارك في صلاة وسجد على الأرض في الموقع – وهي أنشطة محظورة نظريا على اليهود في الموقع المضطرب.

وقد أشاد سوكوت بـ”التغيير الهائل“ الذي طرأ علي المكان منذ اعتقاله على نفس الفعل قبل 14 عاما. وفي الوقت نفسه، تباهى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف والحليف إيتامار بن غفير، الذي يشرف على الشرطة الإسرائيلية التي تفرض القانون والأمن في الحرم، بأن التحول في الوضع الراهن غير المكتوب الذي يحكم الموقع كان نتيجة لسياساته.

لطالما شهدت الترتيبات الهشة منع الزوار غير المسلمين من الصلاة في الموقع (الذي يطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل).

ويعد الموقع الأقدس في اليهودية وثالث أقدس المواقع في الإسلام. تثير ما يُنظر إليها كتغييرات للوضع الراهن في الحرم القدسي مشاعر قوية وكثيرا ما يُشار إليها كدافع للعنف الديني.

ويشهد المكان تخفيفا فعليا للقواعد المفروضة على الزوار اليهود منذ سنوات، لا سيما منذ أن أصبح السياسي القومي المتطرف بن غفير الوزير المشرف على الشرطة في ديسمبر 2022. يقول بن غفير إنه قاد عملية إصلاح شاملة للسياسة في الحرم القدسي، وأنه يُسمح لليهود الآن بالصلاة هناك.

وقد نفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا أن يكون هذا هو الحال، ولكن تم تصوير الزوار مرة تلو الأخرى وهم يؤدون الصلاة هناك دون تدخل الشرطة، مما أثار ردود فعل عنيفة من دول المنطقة.

وفي بيان صادر عن مكتبه، قال سوكوت إنه خلال زيارة قام بها قبل 14 عاما إلى الحرم القدسي ، صلى وسجد في المكان، لكن الشرطة ألقت القبض عليه على الفور واعتقلته. وقد أُسقطت التهم لاحقا.

وأضاف ”اليوم، يسجد اليهود ويصلون مع ’مينيان’ [نصاب من 10 يهود بالغين]، ولا يسمحون للعرب بالاقتراب منا. الوقف لا يقترب منا”، في إشارة إلى الأمانة الدينية الأردنية التي تدير الموقع.

وتابع ”إنني أرى هذا [التغيير] والدموع في عيني“، مضيفا أنه أثناء وجوده في الموقع، صلى من أجل نجاح الجيش الإسرائيلي في الحرب الجارية في قطاع غزة وعودة الرهائن المحتجزين في القطاع. وكانت حماس قد قادت هجوما ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى اندلاع الحرب.

وزار سوكوت الموقع مع الحاخام شمشون إلباوم، رئيس ما يسمى بـ”إدارة جبل الهيكل“، وهي جماعة يمينية متطرفة تتطالب بحقوق يهودية في الموقع.

وقد رحب بن غفير، زعيم حزب ”عوتسما يهوديت“، بزيارة سوكوت والصلاة العلنية، ونسب الفضل لنفسه في تغيير الوضع الراهن في الموقع الذي يمكّن اليهود من الصلاة هناك.

وقال بن غفير في بيان له: ”يسعدني أن أرى عضو الكنيست تسفي سوكوت يسجد ويصلي في جبل الهيكل، مثل الآلاف من اليهود”، مضيفا ”ما لم يتم القيام به منذ 30 عاما يتم القيام به في ولايتي، وأنا سعيد بأن يكون لي الشرف، بفضل الله، بقيادة هذا التغيير الكبير“.

وقد قام بن غفير بزيارات عديدة إلى الحرم القدسي، بما في ذلك قبل أسبوعين.

وزار الآلاف من اليهود الملتزمين دينيا الحرم القدسي هذا الأسبوع للاحتفال بعيد الفصح اليهودي.

يهود أرثوذكس يصلون خارج الحرم القدسي، في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس، خلال عيد الفصح اليهودي، 17 أبريل، 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

يوم الثلاثاء، سمحت الشرطة لمجموعة مكونة من حوالي 180 يهوديا بدخول الحرم القدسي، وهو ما يتجاوز بكثير العدد المسموح به عادة، والذي يبلغ حوالي 30 شخصا.

وقالت الشرطة لصحيفة “هآرتس” إنها ”قامت بتأمين الزيارات إلى جبل الهيكل كالمعتاد، وفقا لقواعد الزيارة وعدد الزوار”.

ولم يتضح من تقرير صحيفة هآرتس ما إذا كانت المجموعة اليهودية التي تضم 180 شخصا قد صلت في الموقع، لكن مقطع فيديو نشره الصحفي اليميني المتطرف ينون ماغال على منصة X يوم الثلاثاء أظهر مجموعة تؤدي البركة الكهنوتية في الموقع.

وقد قال بن غفير مرارا أن سياسته هي السماح بصلاة اليهود هناك، مما أثار إدانات من المسؤولين الدوليين، بالإضافة إلى تحذيرات من المؤسسة الأمنية من أن تجدد الصراع على الموقع قد يشكل خطرا على الأمن القومي.

كما رفض الوزير اليميني المتطرف تأكيد نتنياهو المتكرر على أن الوضع الراهن القائم منذ عقود لا يزال ساريا.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (إلى اليسار) يزور الحرم القدسي، 2 أبريل 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

أصبح تأثير بن غفير على النشاطات اليهودية في الحرم دون قصد حافا لقضية مشحونة سياسيا في الآونة الأخيرة حيث تم اعتقال مسؤول في جهاز الأمن العام (الشاباك) بتهمة تسريب مواد سرية إلى وزير في الحكومة وصحفيين اثنين.

فقد نقل هذا العميل إلى وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي، من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، معلومات عن تحقيق سري لجهاز الشاباك في احتمال تجذر الفكر الكاهاني اليميني المتطرف في جهاز الشرطة.

وذكرت أخبار القناة 12 الشهر الماضي أن التحقيق، في الاشتباه في تقويض بروتوكولات الحكم في إسرائيل، ركز على تدخل مزعوم من قبل مكتب بن غفير في تعليمات الشرطة بشأن صلاة اليهود في الحرم القدسي ا في يوم الحداد اليهودي ”تشعا بآف“ في أغسطس 2024. وقد تم فتح التحقيق على ما يبدو دون علم المستوى السياسي.

وأدى اعتقال العميل إلى زيادة التوتر بين المستوى السياسي والنظام الأمني والقضائي في البلاد، الذي وصل بالفعل إلى نقطة الغليان مع سعي الحكومة إلى إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا ورئيس الشاباك رونين بار. وقد أشاد أعضاء الائتلاف، بما في ذلك شيكلي، بالعميل باعتباره ”بطلا من أبطال إسرائيل“ كشف عن فساد في الجهاز.

الكاهانية هي الأيديولوجية التي اعتنقها زعيم اليمين المتطرف الحاخام مئير كاهانا، وهو عضو كنيست سابق كان يرأس جماعة “كاخ” القومية المتطرفة المحظورة قبل اغتياله على يد قاتل في نيويورك عام 1990. ويُنظر إلى حزب ”عوتسما يهوديت“ اليميني المتطرف الذي يتزعمه بن غفير على أنه خليفة لحزب “كاخ” العنصري المحظور الذي أسسه كاهانا، على الرغم من أن بن غفير ادعى أنه اعتدل في آرائه.

اقرأ المزيد عن