عضو في حماس يقول لمحققي الجيش الإسرائيلي إن مسلحين عملوا في مستشفى كمال عدوان
المعتقل يقول إن المسلحين اعتبروا المستشفى في غزة "ملاذا آمنا"، واستخدموه كمستودع للأسلحة؛ من غير الواضح ما إذا كانت التصريحات قد صدرت تحت الإكراه، وما إذا كان المعتقلون الآخرون يوافقونه الرأي
نشر الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء مقطع فيديو من تحقيق مع ناشط في حركة حماس اعتقلته القوات في مستشفى “كمال عدوان” في شمال غزة، يقول فيه إن الحركة استخدمت المركز الطبي كملجأ.
وقد اعتقلت القوات أكثر من 240 عنصرا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال عملية هناك في الشهر الماضي، بحسب الجيش.
وقال الناشط، ويُدعى أنس محمد فايز الشريف، في الفيديو الذي تم تصويره أثناء التحقيق معه، إن المسلحين “يظنون أنها ملاذ آمن لهم لأن الجيش لا يقدر على استهدافها بشكل مباشر”.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه التصريحات قد صدرت تحت الإكراه وما إذا كانت تمثل مواقف المعتقلين الآخرين.
وقال الشريف إن المسلحين كانوا يقومون بنقل الأسلحة من وإلى المستشفى، وكذلك يخرجون من المركز الطبي ليلا للقيام بعمليات استطلاع ودوريات.
وقال “من داخل المستشفى يتم توزيعها [الأسلحة] على العقد الدفاعية، الأنفاق، تحت الأرض، داخل الأرض، على مركز القيادة والسيطرة”.
وقال الشريف إنه عمل في كمال عدوان كعامل نظافة، لكنه كان أيضا عضوا في وحدة “النخبة” التابعة لحماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العناصر الذين استجوبتهم وحدة 504 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية قدموا حتى الآن “الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي تساعد جيش الدفاع في أنشطته في المنطقة”.
وقال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إن العملية التي نفذها مؤخرا في كمال عدوان، والتي بدأت في أواخر ديسمبر واستمرت بضعة أيام، شهدت اعتقال أكثر من 240 عضوا من حماس والجهاد الإسلامي وآخرين يشتبه في كونهم أعضاء في فصائل مسلحة.
كما قال الجيش إن بعض عناصر الجماعات المسلحة “حاولوا التنكر كمرضى وكأفراد في الطاقم الطبي، وحاول البعض الفرار في سيارات الإسعاف”.
ومن بين المعتقلين مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه يشتبه في كونه من عناصر حماس.
قبل بدء العملية، قال الجيش إنه أتاح إجلاء 350 مريضا ومقدمي رعاية وموظفين طبيين إلى مستشفيات أخرى، في جهد نسقه منسق أنشطة الحكومة في المناطق التابع لوزارة الدفاع.
وفي الأسابيع التي سبقت العملية، تم تسليم “عشرات الآلاف من اللترات من الوقود والغذاء والإمدادات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفى” إلى كمال عدوان.
وخلال الغارة نفسها، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إجلاء 95 من المرضى ومقدمي الرعاية والموظفين طبيين من كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي القريب، حيث تم تسليم 5000 لتر من الوقود ومولدين كهربائيين ومعدات طبية “للحفاظ على وتشغيل الأنظمة الأساسية في المستشفى”.
وأضاف الجيش أن مئات المدنيين الفلسطينيين غادروا أيضا منطقة المستشفى “عبر طرق إخلاء محددة”.
ردا على مداهمة واعتقال مدير المستشفى، اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة في جلسة طارئة لمناقشة العملية العسكرية، رغم أنه لم تكن هناك أي آثار عملية للاجتماع.
وأدان عدد من الدول مثل فرنسا والأردن والإمارات والسعودية العملية باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي، وحثت إسرائيل على حماية البنية التحتية للمستشفيات في غزة.
ولقد قاتلت حماس من داخل المستشفيات طوال الحرب وأخفت بشكل دوري بعض الرهائن المختطفين من إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 داخلها. يحظر القانون الدولي عموما استهداف المستشفيات أثناء الحرب، لكن المستشفيات يمكن أن تفقد هذه الحماية إذا تم استخدامها لأغراض عسكرية.
منذ أكتوبر، كثفت إسرائيل هجومها البري والجوي على شمال غزة، وأعلنت أن هدفها هو منع حماس من إعادة تجميع صفوفها في المنطقة.
وكانت إسرائيل قد أمرت المدنيين بإخلاء المنطقة وسط استعدادات لاجتياح غزة في أكتوبر 2023 ردا على هجوم حماس، الذي شهد اقتحام آلاف المسلحين لجنوب إسرائيل وقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس يوم الثلاثاء إن أكثر من 45,885 شخصا في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، وأصيب ما لا يقل عن 109,196 شخصا، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو ولا يميز بين المدنيين والمقاتلين.
وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 18 ألف مقاتل في المعارك حتى نوفمبر، و 1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر. كما تقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.